Site icon صحيفة الوطن

كل الدروب مفتوحة أمام تقدمه … الجيش ينتقل إلى الهجوم في حلب ووجهته الأحياء الشرقية

| حلب – الوطن

استكمل الجيش العربي السوري عديده وعتاده العسكري في حلب لتنفيذ عملية عسكرية ضخمة تشير المعطيات الميدانية، أن وجهتها الرئيسية تحرير الأحياء الشرقية من المدينة بعد أن أنهى تأمين الغربية منها تماماً.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش انتقل من الناحية الإستراتيجية من الدفاع إلى الهجوم وتفرغ لتنفيذ المهام التي أوكلتها القيادة إليه وتتلخص بتقطيع أوصال الأحياء الشرقية من حلب والتي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة بزعامة «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) والتي تحتجز المدنيين كدروع بشرية، وهي حالت دون خروج من يرغب من المسلحين عبر المعابر التي خصصتها محافظة حلب خلال الهدن المتتالية السابقة.
وقال المصدر: إن كل السبل سدت في وجه تطبيق تسويات ومصالحات وطنية بسبب تعنت المسلحين في أحياء شرق حلب، وبات لزاماً على الجيش بعد تقسيم تلك الأحياء إلى مربعات أمنية القضاء على المسلحين والحفاظ على أرواح المدنيين المحتجزين رغماً عنهم.
ووجهت قوات الجيش رسائل نصية عبر الخلوي طالبت المسلحين باتخاذ قرار الخروج من الأحياء الشرقية من المدينة في مدة أقصاها اليوم بعد ورود أنباء عن استعداد الجيش السوري للهجوم وتجميع قواته من النخبة في 9 اتجاهات لتنفيذ المهام المطلوبة منه في انتظار انقضاء موعد الهدنة.
وأضاف المصدر الميداني: إن القضاء على الإرهابيين في الجهة الجنوبية الغربية من حلب، والتي خرق المسلحون فيها الهدن وسيطروا على مساحات منها، من المهام الرئيسية المنوط تنفيذها من الجيش القادر على استلام زمام المبادرة في جميع جبهات القتال بدليل إغلاقه الثغرات التي نفذ منها مسلحو ميليشيا «جيش الفتح» في الجبهات الغربية من المدينة ضمن ما أطلقوا عليه «ملحمة حلب الكبرى» بنسختها الثانية وكبدهم خسائر بشرية كبيرة أسدلت الستار على أي محاولة لهم بالهجوم على نقاطه التي استرجعها بالكامل.
لكن خبراء عسكريين تحدثوا إلى «الوطن» أكدوا أن كل دروب الجبهات باتت مفتوحة أمام الجيش بعد انتهائه من تأمين جبهات غرب المدينة، إذ غدا بمقدوره التوجه نحو منطقتي الراشدين الرابعة والخامسة اللتين ما زالت تدور في أطرافهما اشتباكات ضارية مع مسلحي «الفتح» بهدف تأمين مكتسبات الجيش على خطوط تماس حي الحمدانية وضاحية الأسد، كما يمكن للجيش السوري بمساعدة الأصدقاء التوجه إلى بلدتي المنصورة وخان العسل غرب وجنوب غرب المدينة بعد أن طهر منطقة منيان ومناشرها، وهما البلدتان اللتان تشكلان أهم معقل لمسلحي «الفتح» وميليشيا «حركة نور الدين الزنكي».
ورأى الخبراء أن المحور الجنوبي الغربي، والذي تم تأمين خطوط تماسه مع المدينة بتحرير مشروع الـ1070 شقة السكني ومدرسة الحكمة والتلال الحاكمة المحيطة بهما، بحاجة إلى توغل الجيش في عمقه وصولاً إلى بلدة خان طومان الإستراتيجية ومحيطها الحيوي وإلى بلدة العيس، وهما البلدتان اللتان استولى عليهما مسلحو «الفتح» إبان خرقهم لهدنة 27 شباط الماضي بعد أن جمعوا قواهم وغدروا مستغلين التزام الجيش وحلفائه بالهدنة.
أما الأحياء الشرقية من حلب فلها الأولوية الكبرى، حسب الخبراء، لأن الدولة السورية بحاجة لتوحيد مدينة حلب والقضاء على الإرهاب المدعوم إقليمياً ودولياً والذي يتحكم بمقدرات ثاني أكبر مدن البلاد التي يعول عليها أن تنفض الغبار عنها وتعود إلى سابق عهدها عاصمة للاقتصاد السوري.
ولا يغيب عن أذهان قادة الجيش تأمين مدخل طريق الكاستيلو شمال حلب عبر تطهير ضهرة عبد ربه المحاورة وطرد المسلحين من الصالات الصناعية المجاورة وحي جمعية الزهراء الذي يتسبب بإزهاق حياة الشهداء وتدمير منازل المدنيين عبر القذائف التي يطلقها المسلحون منه.
ومساء أمس أطلق المسلحون عشرات القذائف باتجاه أحياء العزيزية والسليمانية وميسلون والسيد علي والنيال وتلفون الهوائي والتي تسبب بحال من الذعر في صفوف السكان وسقوط شهداء وجرحى لم يعرف عددهم بشكل دقيق بعد استشهاد 4 مدنيين بقذائف الإرهاب وصواريخ الغراد التي طالت حيي الحمدانية وحلب الجديدة.
كما دارت اشتباكات متقطعة بين وحدات الجيش السوري والمسلحين على جبهات المدينة القديمة وبستان القصر في محور سوق الهال واشتباكات أخرى في محور بلدة خلصة في محيط خان طومان في ريف حلب الجنوبي تكبد خلالها المسلحون خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أنه وخلال الاشتباكات التي دارت مساء أمس بين الجيش السوري والمسلحين على جبهة كرم الطراب التي تقدم فيها الجيش غربي مطار حلب الدولي شرقي المدينة، ألقى المسلحون قذائف تحوي غازات سامة ما أدى إلى إصابة 28 جندياً سورياً بحالات اختناق جراء التسمم بالغازات.

Exit mobile version