Site icon صحيفة الوطن

قدر المستطاع

| مالك حمود 

أحلى ما في الحياة أن يكون التعامل معها بطريقة واقعية وبعيدا عن التخيلات وأحلامها الوردية، فالطموح أمر مشروع للجميع، ولكن الواقعية مسألة مهمة لتحديد المطالب والنظر مسبقا لإمكانية تحقيقها، فإذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، وهذه الحكمة تذكرتها خلال مؤتمر فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام.
أفكار كثيرة وعديدة طرحت على طاولة البحث والكثير منها لامس الواقع وطالب بما هو محق ومفيد لرياضتنا وكفيل بتسريع عجلة تطورها، لكن البعض ذهب بعيدا في أحلامه وتخيلاته.
فمن حق الواثقين بأهمية رياضتنا المدرسية الدفاع عن متطلباتها وسبل نجاحاتها لأنها الركيزة الأساسية التي يفترض تفعيلها لدعم الرياضة الوطنية باعتبارها تحتضن الجيل القادم والجاهز لبناء قاعدة رياضية في الألعاب المنهجية العشر المعتمدة لدى وزارة التربية، ولكن أن يذهب البعض في مطالباته باعتماد ألعاب القوة في المدارس، وتأكيده على نشر ثقافة أنها رياضات غير مؤذية لممارسيها، ويطلب تخصيص صالة رياضية لكل مدرسة في القطر! فذلك يبدو غريبا.
طلبات محقة وكلام سليم لو كانت ظروف وطننا مختلفة عما هي عليه، لكن الكل يعرف (البئر وغطاه) ويلمس ويعيش قسوة الظروف التي نعيشها والضائقة المالية التي يعاني منها وطن يعيش حالة حرب شرسة فرضت عليه من الخارج ومازال يقاوم بما أوتي من قوة وعزيمة، وبالتالي فالطلبات في هذه المرحلة بالذات يفترض أن تكون منسجمة مع المعطيات.
لنحمد الله أن البلد مازال بخير، وما تزال فيه رياضة ورياضيون، ومسابقات ومنتخبات، ومشاركات وإنجازات، ولكننا ندرك بذات الوقت بأن ظروفنا لو كانت غير ذلك لكانت صورة رياضتنا أفضل وأجمل، وقبل المطالبة بتخصيص صالة رياضية لكل مدرسة لنطالب بتخصيص صالة رياضية متعددة الأغراض لكل ناد، وخصوصا الأندية المجتهدة التي تعمل وتحقق أكثر من إمكاناتها التحتية.
وقبل المطالبة باعتماد ألعاب القوة علينا أن نطالب بتفعيل الألعاب المنهجية العشر المعتمدة في المدارس، والأهم تفعيل الحصة الرياضية الدرسية في المدرسة والتركيز على الحالة التدريبية، وتأهيل المدربين لتلك الألعاب، والتمييز بين المدرس والمدرب.
وعندما نتمكن من ذلك ونحقق النجاح فيه عندها يمكننا المطالبة بالتوسع الذي يتطلب إمكانات كبيرة وبالطبع فالوضع الحالي لا يسمح بنفقات إضافية، ولتكن طلباتنا وأمنياتها على قدر المستطاع.

Exit mobile version