Site icon صحيفة الوطن

الجيش يضبط يده على الزناد بحلب

| حلب – الوطن

أمهل الجيش العربي السوري مسلحي الأحياء الشرقية من مدينة حلب فرصة أخرى جديدة على أمل احتكامهم إلى صوت العقل والنأي بالنفس عن التغرير الذي يمارسه بحقهم مسلحو «الخارج» بإنقاذهم من مصيرهم البائس، ومنحهم الجيش مهلة إضافية للخروج من مأزقهم عبر تجاوز المعابر التي فتحها أمس على مصراعيها لكن من دون آذان صاغية.
ورأت القيادة السياسية والعسكرية أنه من المفيد فتح المعابر التي تصل الأحياء الشرقية لحلب مع نظيرتها الغربية ومع العالم الخارجي من دون الاتكال على تكتيك الهدن المعلنة في السابق والتي لم تؤت ثمارها أبداً على الرغم من تكرارها مراراً، فكانت النتيجة ذاتها ولم يتعظ المسلحون من تجاربهم السابقة وفضلوا البقاء في أحيائهم وعدم مغادرتها، بحسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وانقضى يوم أمس من دون أن يشهد معبرا بستان القصر والكاستيلو خروج أي مسلح أو مدني من الأحياء الشرقية على الرغم من الاستعدادات التي قامت بها محافظة حلب على المعبرين والإجراءات اللوجستية التي سهلت وأمنت خروج الراغبين بالخروج من الأحياء، كما يقول مصدر في محافظة حلب لـ«الوطن».
وأضاف المصدر: إن المحافظة وفرت الباصات الخضراء المغطاة نوافذها بالأبيض لنقل المتخطين للمعابر إلى جانب سيارات الإسعاف لنقل المرضى والجرحى وإخلاء الشوارع المؤدية إلى معبر بستان القصر- المشارقة في مركز المدينة من السيارات بالتزامن مع استنفار أمني طوال اليوم بغية تسهيل وتأمين عملية خروج المسلحين والمدنيين.
وردت «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) على مبادرة حسن النية التي أطلقتها القيادة السورية بمنع العسكريين من الاقتراب من المعبرين وكذلك المدنيين الذين لديهم ستة معابر إنسانية أخرى تصل شطر المدينة الشرقي بالغربي، وهدد مسلحو «فتح الشام» بتصفية كل من يقترب من المعابر وحالوا دون وصول المئات من أبناء الأحياء الشرقية الذين تجمهروا قرب مخفر الكلاسة في بستان القصر إلى المعبر.
وأكدت مصادر أهلية في حي بستان القصر لـ«الوطن» أن المسلحين اعتقلوا أكثر من 20 شخصاً من أبناء الحي بتهمة تعاملهم مع الجيش العربي السوري، وهي تهمة جاهزة لكل من يشك بأنه ينوي التوجه نحو المعبر في أيام الهدن أو في غيرها، وأشارت المصادر إلى أن حال الاحتقان في نفوس السكان المحتجزين كرهائن ودروع بشرية لدى مسلحي الأحياء الشرقية بلغت ذروتها، وتوقعت حدوث عصيان مدني في وجه المسلحين ومواجهتهم بالسلاح.
وكان الجيش العربي السوري أمهل مسلحي الأحياء الشرقية 24 ساعة انتهت صباح أمس لمغادرة الأحياء وجهز لعملية عسكرية ضخمة بقوات من النخبة لاقتحام الأحياء من 9 محاور والقضاء على المسلحين ووضع حد لاحتجاز المدنيين فيها لكن احتكم إلى الصبر مجدداً في انتظار تحديد القيادة السياسية والعسكرية ساعة الصفر للبدء بالعملية ما لم يطرأ أي جديد في هذا الملف الشائك والمعقد محلياً وإقليمياً ودولياً.

Exit mobile version