Site icon صحيفة الوطن

3 آلاف قضية مخدرات في سورية 3700 متهم وضبط 600 كيلو حشيش و4.6 ملايين حبوب نفسية وكبتاكون … الصحة: سورية بلغت الخط الأحمر في تعاطي المخدرات.. والداخلية: داعش تزرعها في بعض مناطق الرقة .. المفتي حسون لـ«الوطن»: بائعو الدواء المغشوش قتلة يجب محاكمتهم على أساس ذلك

| محمد منار حميجو

قال المفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون: إن من يبيع الدواء المغشوش فإنه يرتكب آثاماً مضاعفة مضيفاً: إن الرسول صلى اللـه وعليه وسلم قال: «من غشنا ليس منا».
وفي تصريح خص به «الوطن» على هامش افتتاح مؤتمر التوعية الصيدلاني في كلية الصيدلة أمس رأى حسون أن من يستعمل الدواء المغشوش سواء كان صيدلياً أو معملاً منتجاً له أو أي شركة أخرى فأصحابها قتلة وأنهم يجب محاكمتهم في القضاء على أساس ذلك وليس على أساس أنهم غشاشون، معتبراً أنه من المفترض أن يباع هذا الدواء لشفاء المرضى لا أن يكون السم الذي يقتلهم.
وقال حسون: إن هؤلاء الذين يبيعون الدواء المغشوش ليس علماء بل إن دراستهم وشهاداتهم كدراسة إبليس يتعلمون لنشر الغش والفساد وكذلك إبليس يتعلم ليضل الناس. وأكد حسون أن سورية اليوم ليست مستهدفة فقط في بنيتها التحتية بل إنه بعد أن دمرت المعامل والكثير من المؤسسات هم حالياً يسعون إلى تدمير الإنسانية التي هي أسمى شيء، مشيراً إلى أن دار الإفتاء تعمل عبر خطباء المساجد على نشر الوعي بين المواطنين والتنبيه لمخاطر الترويج للأدوية المغشوشة.
وأعلن المفتي حسون أنه زار العديد من المعامل ودعاهم وتم تنبيههم إلى مخاطر بيع الأدوية المغشوشة والمخدرة، داعياً وزارة الصحة إلى التعاون مع نظيرتها الأوقاف والتعليم العالي لإجراء مؤتمرات تثقيفية لإعادة بناء الجيل الجديد الذي أثبت أنه على قدر المسؤولية.
وأضاف حسون: إننا لا نقلل من قيمة هذا الجيل الذي صبر ست سنوات على الضنك ليقول للغشاشين والذين يسعون إلى تدمير سورية كفاكم سلمكم آباؤكم هذا الوطن سليماً فسلمونا إياه نزيهاً، مؤكداً أن 85 بالمئة من شعب سورية رائع أما الـ15 بالمئة الذين يهوون المال والشهوات والسلطة فسيسقطهم هذا الشعب وستبقى سورية نموذجاً علمياً وفكرياً مملوءاً بالإيمان والصفاء، معتبراً أن الأزمات تظهر الحقائق سواء كانت الطيبة أم الخبيثة. من جهته قلل نقيب الصيادلة السوريين محمود الحسن من مخاطر وجود أدوية مخدرة بشكل كبير في سورية، لافتاً إلى أن الخطورة حالياً بوجود الأدوية المزورة التي هي تعتبر أخطر من المخدرات.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال الحسن: إن النقابة رفعت أكثر من مقترح لمعالجة موضوع الأدوية المزورة كما أنه تم اقتراح في المؤتمرين الماضيين للنقابة وضع لصاقة ليزرية على علب الأدوية حتى يكون هذا الاستعمال آمناً سواء كان منتجاً محلياً أو مستورداً، وحالياً ننتظر الرد من الجهات الوصائية.
وأكد الحسن أن معظم الأدوية المهربة تكون من المنافذ غير المراقبة، لافتاً إلى الوعي الصحي لدى المواطنين في هذا المجال. وأكد عميد كلية الصيدلة في جامعة دمشق عبد الحكيم نتوف أن ظاهرة بيع الأدوية المخدرة تنتشر ضمن شريحة أساسية هي فئة الشباب والطلاب والناشيئن وهناك ازدياد واضح فيها.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال نتوف: إن البيئة الاجتماعية لها دور في انتشار المواد المخدرة، مشيراً إلى أن أبناء الأغنياء جداً هم الأكثر تعاطياً للمواد المخدرة، مؤكداً أن لدى الكلية خططاً دراسية ومنها الاتصال المباشر بين الصيادلة والمرضى لإطلاق مجموعة من الصيادلة للتعامل مع المجتمع.
وأضاف نتوف: إن الصيادلة هم يتحملون المسؤولية الكبرى في بيع الأدوية المخدرة باعتبارهم هم الذين يبيعونه للمواطنين ويتابعون الوصفة الطبية، مؤكداً أنه سيتم التنبيه عبر المؤتمر إلى العقوبة باعتبار أنها غير كافية.
وقال وزير التعليم العالي السابق عامر مارديني: إن سوء استخدام الأدوية هي قضية تشاركية مع كل جهات المجتمع ولذلك نقول: إن الطبيب إذا كتب أدوية مهدئة لفترة طويلة للمريض فإنه يكون بذلك أساء للمهنة، وكذلك الصيدلي الذي يصرف الدواء من دون وصفة طبية، وأهل البيت حينما يستخدمون أدوية مهدئة لفترة طويلة فإنهم يسيئون استخدام الأدوية، ضارباً مثلاً حب السيتامول الذي يستخدم بكثرة في البيوت.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مارديني أن بعض الصيادلة يسيئون استخدام بيع الأدوية ولا سيما في ظل الأزمة التي ساعدت على انتشار ذلك وفي ابتعاد النقابة إلى الرقابة، معلناً انتشار الدواء المخدر في مجتمعنا.
وأشار مارديني إلى وجود مافيات تدير موضوع الأدوية المخدرة، لافتاً إلى دور كلية الصيدلية بأن يكون لكل أستاذ مساحة من درسه يتكلم فيها بإطار اجتماعي عن هذه الأدوية. من جهته أعلن الرائد في إدارة مكافحة المخدرات يوسف أكرم إبراهيم أن القضايا المضبوطة المتعلقة بالمخدرات بلغت 3 آلاف قضية وعدد المتهمين 3700 متهم وأنه تم ضبط 600 كيلو حشيش وحبوب أدوية نفسية ونحو مليوني حبة وأكثر من 2.6 مليون حبة كبتاغون.
ورداً على سؤال «الوطن» عن ورود معلومات عن زراعة المخدرات في بعض المناطق الساخنة كشف إبراهيم عن معلومات بزراعة داعش للمخدرات في بعض مناطق الرقة، علماً أن سورية ما زالت حتى اليوم هي دولة عبور وليس منتجة للمخدرات في سورية.
وقال إبراهيم: إنه تم ضبط بعض الأشخاص يستوردون مواد أولية مخدرة بأسماء شركات ومعامل وهمية ومن ثم فإن وزارة الصحة أصدرت قراراً بعدم السماح باستيراد هذه المواد أو استيرادها بعد دراسة دقيقة وشاملة.
وأكد إبراهيم أن هناك صيدليات تعتمد في بيعها على المواد المخدرة والنفسية وتم ضبط العديد منها، مشيراً إلى أن الحبة تباع بنحو 250 ليرة.
من جهتها أعلنت رئيسة شعبة المخدرات في وزارة الصحة ماجدة الحمصي أن سورية وصلت إلى الخط الأحمر في تعاطي المخدرات وهذا يشكل أمراً خطراً يجب الحد منه، مؤكدة أن الوزارة متعاونة مع الجميع لضبط هذه الظاهرة.

Exit mobile version