Site icon صحيفة الوطن

شآم اللغز

| إسماعيل مروة 

لشام يحلو الغناء
على أعتابها يستعذب البكاء
قهوتها خمرة العاشق
تعطي ولا تمنع
تستعذب شام منح خمرتها
قهوتها
سلافتها
ليبقى العاشق والهاً
وامقاً
منتظراً
هي وحدها تستحق الوحدانية
لا إشراك في الشام
لا وجود لأحد معها
كل ذرة من ذراتها خمرة
بسمتها رسولة لعشق لا ينتهي
إحاطتها وله لا يقترب منه مدنس
شام… لا ملل منها
لا يعرف عابدها مللاً
من قمتها إلى قمتها
من قاع وما لها من قاع
من قرارها… وهي القرار
من قمتها تنحدر بقايا الطهر
الطهر لا ينفد فيها
فمن قداسة إلى قداسة
من مجهول إلى معلوم
خالدة خلود الرسل
باقية بقاء الألوهة
لا وجود لسواها تحتضن عابدها
لا الدمار يطالها
ولا الدم يغمرها
ولا الرماد يغطيها
مزهرة دوماً
ضحكتها مجلجلة في الأرجاء
يستحثها العابد أن تضحك
لعله يسعد
لعله يتوه بخمرة قهوتها
من جلستها على قمة قاسيون
من ركوعها في الأموي
من صمتها في دير السيدة
تنثال خيوط النور
وحدها شام نورها باق
نرحل وتبقى
بابها صغير وقلبها كبير
في جوفها احتوت العظام
وتحت بقاياها داست العابرين
احتفظت بالأنقياء
وابتلعت الأدعياء
من لا يجيد حب شام
لا يجيد الحياة
من لا يحبها لا يعيش لها
ولا يتمكن من أرضها
يعيش غريباً
يموت غريباً
تقتله الغربة بروحه
تشلعه الرسولة
تشلحه بعيداً
ويقبع متوسلاً
منتظراً عطراً ينهمر عليه
لا عطر لمن لا يعرف تربتها
لمن لا يتعشّق بقاياها
لمن لم يدمن قهوتها التي تهمي
تهمي في جوفه لتعيد الحياة
ليست معشوقة شام
بل عاشقة هي
تحدد من تعشق
تحنو عليه
تمرغه على عتباتها
تعرف صدقة
تعطيه قهوتها
تدنيه من خمرتها
فينهل ولا يرتوي
خذ يا ولدي تقول له
لك مكان على طهري
لك قبة ومزار
لك عشق ونهار
انتظر على حافة شوق
من قاسيوني أبدأ
وفي السيدة رقية ابقَ
أهديك ما تعشق
أهديك مثوىً
أبقيك عند محيي الدين بن عربي
أجول بك أمام العفيف
أغنيك مع الشاب الظريف
وأضمك إلى بابي الصغير
هناك أحتويك
من يعشق ذراتي
أهبه غرتي
لك المجد يا شام
يا مجدلية المدائن
ويا عذراء الزمن
امسحي بيد يسوع
ارفعي يدي محمد بالدعاء
وامنحي خمرة عشقك
قهوتك
نشيد صباح الحب
الحب الشآمي اللغز

Exit mobile version