Site icon صحيفة الوطن

ضغوط أهلية على مسلحي يلدا وببيلا وبيت سحم لإنجازها بشكل كامل … الدولة ترغب في إنهاء وضع جنوب دمشق بـ«المصالحة»

أكدت مصادر مطلعة على ملف منطقة جنوب دمشق، أن الدولة «لا ترغب في الخيار العسكري» في معالجة موضوع مخيم اليرموك والحجر الأسود وحي التضامن وتتمنى أن يعالج الموضوع من خلال «المصالحات»، وفي الوقت نفسه كشفت عن ضغط يقوم به الأهالي وبعض الفعاليات في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بريف دمشق الجنوبي على المسلحين من أجل إنجاز المصالحة الكاملة على غرار ما حصل في مناطق أخرى.
وتحدثت المصادر لـ«الوطن» عن أنه «ومنذ أكثر من عشرة أيام تم إسقاط مناشير على مقاتلي داعش و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) في اليرموك والحجر الأسود والتضامن تحذرهم من الإقدام على أي عمل بعد أن هددوا بالهجوم على دمشق».
وذكرت المصادر أن الجهات المعنية ذكرت في المناشير «أن هناك اتفاقاً سابقاً وهذا الاتفاق يفترض أن ينفذ وهو يتضمن انسحاب (من لا يرغب في تسوية وضعه) وتسوية أوضاع البعض (ممن يرغبون في ذلك)، لكن من غير المسموح العبث بأمن المنطقة».
وأوضحت المصادر أن المعلومات المتوافرة لديها تفيد بأنه «إذا فكروا (المسلحون) بأي شيء فإن هناك عملاً عسكرياً سيقام ضدهم»، مشيرة إلى أن قوات الجيش والفصائل الفلسطينية المقاومة وقوات الدفاع الشعبية وقوات الدفاع الوطني «أخذت الاحتياطات اللازمة لمواجهة كل الاحتمالات».
وفي الأسبوع الماضي تحدثت «شبكة شام نيوز» عن أن الجهات المختصة في الدولة منحت المسلحين في اليرموك والتضامن مهلة مدتها شهر كامل ليقوموا بتسليم المنطقة من دون معارك، أو اللجوء لحملة عسكرية ضدهم. وبينت الشبكة أن المهلة بدأت يوم الأحد الفائت الـ13 من شهر تشرين الثاني.
وقالت المصادر المطلعة على ملف منطقة جنوب دمشق: إن ما تحدثت عنه «شبكة شام نيوز»، «صحيح»، مضيفة: «نأمل هذه المرة أن ينصاعوا إلى تنفيذ الاتفاق».
ورأت المصادر، أنه في ضوء التطورات الجارية في محيط دمشق سواء في الغوطة الشرقية أم الغربية وترتيبات المصالحة التي تجري في أكثر من منطقة، فإن المسلحين في جنوب دمشق «لا خيار أمامهم إلا تنفيذ الاتفاق الأخير بالانسحاب وتسوية الأوضاع».
ورداً على سؤال عن الجهة التي سينسحب إليها المسلحون قالت المصادر: «لا أستطيع التأكيد إلى أين؟»، ولكن «المطلوب تنفيذ الاتفاق وإنهاء الوجود المسلح وتسوية أوضاع من يريد البقاء في المنطقة. هذا التوجه العام الموجود». وأضافت: «نحن والدولة لا نرغب في الخيار العسكري. نتمنى أن يعالج الموضوع من خلال المصالحات».
ويسيطر تنظيم داعش الذي يتخذ من الحجر الأسود على نحو 70 بالمئة من المخيم بعد أن حشر «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في منطقة ساحة الريجة، على حين تسيطر فصائل فلسطينية وقوات الدفاع الوطني على المساحة الممتدة من ساحة الريجة حتى مدخل المخيم الشمالي.
وتوصلت أواخر العام الماضي الجهات المعنية في الدولة وقيادات داعش في المنطقة الجنوبية من دمشق إلى اتفاق برعاية الأمم المتحدة يقضي بخروج التنظيم من الحجر الأسود ومخيم اليرموك إلى معقله الرئيس في مدينة الرقة شمالي البلاد.
لكن ميليشيا «جيش الإسلام» عرقلت عملية إخراج مقاتلي «داعش» وعائلاتهم من دمشق باتجاه الرقة بعد مقتل قائد «جيش الإسلام» زهران علوش في غارة على الغوطة الشرقية. وحينها رفضت الميليشيا مرور قوافل مقاتلي داعش وعائلاتهم من منطقة بئر القصب التي تسيطر عليها وذلك في رد على مقتل علوش.
وتم مؤخراً تنفيذ اتفاقات تسوية في مدن وبلدات داريا والمعضمية وقدسيا والهامة بريف دمشق، حيث تم إخراج المسلحين غير الراغبين في تسوية أوضاعهم إلى ريف إدلب.
وحسب مصادر أهلية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فقد تم بعد صلاة الجمعة في مساجد بلدة ببيلا توزيع ورقة للتصويت عليها وتتضمن أربعة خيارات لاختيار أحدها.
وتم ترويس الورقة التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي بآية من القرآن الكريم وتبعتها عبارة «خيارك وصوتك يقرر مصير بلدتك. الخيارات الآن على الساحة للحل حول دمشق. اختر الخيار التالي لبلدتك».
والخيار الأول هو «خيار داريا- الخروج الكلي للأهالي والمسلحين»، و«الثاني: خيار الهامة وقدسيا والمعضمية- الجامع بين البقاء تحت سيادة وسلطة الدولة السورية وبخصوصية معينة، والخروج لمن لا يرغب»، والثالث: «خيار الحرب والقتال الذي يبدأ أولاً بالتشديد على الحاجز ثمَّ إغلاقه بالكامل ثمَّ بالقصف»، والرابع: «خيار قريب من قدسيا والهامة مع مراعاة الوضع الخاص للمنطقة للمنشقين والمتخلفين والاحتياط وحاملي السلاح، لقتال الإرهاب داعش والنصرة».
وعلقت المصادر المطلعة على توزيع الورقة وما تضمنته بالقول: «هناك تفاعلات في يلدا وببيلا وبيت سحم من الناس وبعض الفعاليات عبر الضغط على المسلحين من أجل إنجاز المصالحة الكاملة كما حصل في المناطق الأخرى».

Exit mobile version