Site icon صحيفة الوطن

محطات من التصفيات الآسيو مونديالية…هل ستتغير خريطة كرة آسيا وما دور منتخبنا؟

 ناصر النجار : 

جاءت نتائج الجولتين الأولى والثانية من التصفيات الآسيو مونديالية لتلقي الضوء على واقع الكرة في آسيا (غربها وشرقها) ولتمنح المتلقي لمحة عن التطور الذي تشهده بعض دول شرق آسيا، وعن التدهور الذي تشهده بعض دول غرب آسيا.
وفي العموم فإن الكرة في آسيا ما زالت محافظة على تطورها في شرقها، وهناك الكثير من الدول الجديدة في عالم كرة القدم التي فاجأت العالم بتطورها وإصرارها على الدخول في المستوى الأول، ومنها نجد تايلاند المجتهدة ومثلها فيتنام وسنغافورة والفلبين وربما الدول القادمة لاحقاً ستكون غوام وميانمار…
الجولة الثانية من التصفيات أوقعت الكثير من فرق المستوى الأول في شرك الفرق الطامحة، فوقعت بفخ التعادل، وبالتالي فإن أغلب النتائج التي حصلت في الجولة الثانية كانت غير متوقعة، لذلك نقول: هل ستتغير خريطة كرة آسيا؟

سحر سنغافورة
لم يكن أشد المتفائلين بكرة سنغافورة ليتوقع أن يعود منتخبها بنقطة التعادل من قلب طوكيو، قالباً كل التوقعات في هذه المجموعة التي اعتبرت أن الصدارة فيها يابانية وعلى منتخبنا أن يجتهد ليكون الوصيف المتأهل كأفضل ثان في المجموعة، لكن على ما يبدو فإن ما نحلم به فعله منتخب سنغافورة، وبالتالي بات المنافس الحقيقي على الصدارة، وعلى منتخبنا أن يكون حذراً في المباريات المتبقية، فرغم أن منتخب سنغافورة أجهض طموح اليابانيين وأفقده نقطتين مهمتين، إلا أن هذه النتيجة قد لا تكون بمصلحتنا للأسباب التالية:
أولاً: التعادل وضع سنغافورة بموقع المنافس، وبالتالي ستلعب بقوة أمام منتخبنا لتنال منا، باعتبار أن آمالها في الصدارة والتأهل لنادي الكبار بات ممهداً.
ثانياً: التعادل جعل منتخب اليابان في أهبة الاستعداد لتعويض هاتين النقطتين المهدورتين، وبالتالي سيضع ثقله الكامل بلقاءي منتخبنا.
وأمام ما سبق فإن منتخبنا قادر على قلب المعادلة إذا فاز على سنغافورة في اللقاء القادم الذي يجمع منتخبنا معه وهذا سيكون تفوقاً مؤقتاً، لأن اللقاء الأهم سيكون بمواجهة اليابانيين، وإن حققنا التعادل فسنتصدر مرحلة الذهاب في المجموعة، وسيكون الصراع على أشده بين اليابان وسنغافورة على استعادة الصدارة في مرحلة الإياب.
من حيث المنطق، يجب على منتخبنا أن يحقق الفوز في لقاء الذهاب على سنغافورة وعلى اليابان لأننا سنلعب معهما على أرضنا، ويجب أن ندخل الإياب بصدارة مريحة، لأننا سنواجه خصومنا بأرضهم ومهما حدث من نتائج في مرحلة الإياب، فإن ما حققناه ذهاباً سيكون كافياً لضمان التأهل…
على كل حال حسابات المجموعة ستكون معقدة، وأي غلطة سيدفع الفريق (أي فريق) ثمنها باهظاً، لذلك يجب الحذر في المواجهات القادمة وخصوصاً التي تجمع الكبار وجهاً لوجه، وهنا نعرّج على تصريح مدربنا الوطني الكابتن فجر إبراهيم الذي أكد قوة الكرة اليابانية، وتطور الكرة السنغافورية، وأن حساباته ستكون مركزة حول أهمية كل مباراة وطبيعة الفريق المنافس.
ويضيف: سنغافورة ليست سهلة وهي من الفرق الطامحة لأداء دور متقدم في هذه التصفيات، وعلينا أن نتعامل مع كل مباراة بجد واهتمام.

مفاجآت
دول المستوى الأول لم تبد أي ظهور لها في مبارياتها الأولى بمستوى مقنع ولم تقدم الأداء المنتظر الذي يدل على أن هذه الدول ستلتهم كل من يقف بوجهها…
فاعتقدنا مثلاً أن إيران ستلتهم تركمانستان لكن النتيجة صدمت الإيرانيين عندما فرضت تركمانستان التعادل على إيران!
أوزبكستان قد تضيع حلماً تنتظره كل مونديال بالتأهل، الجولة الماضية تلقت خسارة مذلة أمام كوريا الشمالية برباعية سريعة سجلت مطلع الشوط الأول، وحاولت أوزبكستان العودة للمباراة، فلم تفلح بتسجيل أكثر من هدفين، فكانت الخسارة المذلة التي ستفرض على الأوزبك إعادة الحسابات.
في المجموعة ذاتها تلقت البحرين صفعة بخسارتها أمام الفلبين 2/1 وبالتالي فإن حسابات المجموعة تصب حتى الآن بمصلحة كوريا الشمالية والفلبين اللذين نالا العلامة الكاملة، فهل يغيران معالم هذه المجموعة أم إن ما حدث مجرد طفرة؟

فلسطين
من المؤكد أن منتخب فلسطين سيكون (الجوكر) في المجموعة الأولى وقد يغيّر كل الحسابات فيها، وخصوصاً أن المنتخب بات مطعماً بالعديد من اللاعبين الأجانب الذين أحدثوا فرقاً في المنتخب، البداية خسرها أمام السعودية بهدف قاتل 2/3، ثم اكتسح ماليزيا 6/صفر وتصدر، وجاء فوز الإمارات الباهت على تيمور الشرقية 1/صفر ليرسم أكثر من إشارة استفهام حول مصير هذه المجموعة.

غوام
السؤال: هل نال منتخب غوام رصيده مبكراً فحصد النقاط الست من منتخبي تركمانستان والهند، ثم سيستلم لبقية المباريات، هو سؤال مفترض لكون هذا المنتخب المغمور يتصدر مجموعته بالعلامة الكاملة، على حين فإن المنافسين تعثروا وأهمهم منتخب إيران الذي وقع في فخ التعادل مع منتخب تركمانستان بلا أهداف.
كل شيء في هذه المجموعة وارد وسيكون مفتوحاً، إلا إذا رأت منتخبات الصف الأول أن مغامرات المنتخبات المغمورة يجب أن تنتهي بأسرع ما يمكن.
أخيراً علينا أن نعترف أن الدول جميعها تعمل مع كرة القدم بصدق، فلا فرق مغمورة ولا فرق ضامنة لتفوقها للأبد، وعلى منتخبنا أن يدرك هذه المعادلة، فيحترم المنتخبات الأضعف، ويقتحم منازل المنتخبات الأقوى، فكرة القدم صارت بلا حدود، ومثلما تعطيها تعطيك.

Exit mobile version