Site icon صحيفة الوطن

أردوغان يلوح لبروكسل بالانضمام إلى «شنغهاي».. ويحذر «الأطلسي» من منح اللجوء لـ«جنود إرهابيين»

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد أن تركيا ليست بحاجة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي «بأي ثمن» وأنها قد تصبح بدلاً من ذلك عضواً في تكتل أمني تهيمن عليه الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى. وتأتي هذه التصريحات أمس على حين أصبحت فرص تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى بعد 11 عاماً من المفاوضات. وينتقد الزعماء الأوروبيون سجل أنقرة في الحريات الديمقراطية في الوقت الذي يتزايد فيه غضب أنقرة مما تصفه بأنه تعالي الغرب عليها.
وقال أردوغان أمس: إن بلاده ترى في الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون بديلاً حقيقياً عن حصولها على العضوية في الاتحاد الأوروبي، وأشار في حديث لقناة «خبر تورك» أثناء زيارته لأوزبكستان إلى عدم استقرار الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن، في ظل إمكانية تكرار أحداث «بريكسيت» (خروج بريطانيا من الاتحاد) في دوله الأخرى، بما فيها فرنسا وإيطاليا.
وتساءل الرئيس التركي قائلاً: «لماذا لا تنضم تركيا إلى خماسية شنغهاي؟ وقد أبلغت بذلك الرئيسين الروسي بوتين والكازاخستاني نزارباييف».
وأضاف أردوغان: إن العمل ضمن إطار منظمة شانغهاي سيكون أكثر ملاءمة بالنسبة لبلاده، مندداً بمماطلة الاتحاد الأوروبي المستمرة على مدى 53 عاماً في قبول أنقرة في صفوفه. يذكر أن سعي تركيا إلى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي تحول في الآونة الأخيرة إلى أبرز نقطة خلافية مطروحة على أجندة العلاقات بين أنقرة وبروكسل، ولاسيما بعد إبرام الطرفين في أواخر آذار الماضي اتفاقية أتاحت لأوروبا رفع عبء أكبر أزمة هجرة في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية. وانتقد المسؤولون الأتراك مراراً مماطلة قيادة الاتحاد الأوروبي في قبول أنقرة، على حين تصر بروكسل على أن عملية إدماج تركيا في الاتحاد لم تنطلق إلا بعد تلبية أنقرة جميع النقاط الـ72 المطروحة في الاتفاقية المبرمة بينهما، ولاسيما فيما يخص الحريات وحقوق الإنسان في البلاد. ويذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون التي تأسست في عام 2001 تعتبر منتدى سياسياً واقتصادياً وأمنياً إقليمياً يضم روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان كأعضاء دائمين. ووقعت الهند وباكستان مذكرة التزام بالمنظمة، في شهر حزيران، لتبدأ بذلك عملية انضمامهما كمراقبتين إلى المجموعة. ومن المرجح أن يثير انضمام تركيا للمنظمة التي لم تكن تضم أوزبكستان في بادئ الأمر قلق الحلفاء الغربيين وزملاء أنقرة في حلف شمال الأطلسي. وحث أردوغان الأتراك على التحلي بالصبر حتى نهاية العام فيما يتعلق بالعلاقات مع أوروبا وقال: إن استفتاء قد يجرى في 2017 بخصوص انضمام البلاد للاتحاد الأوروبي. ويبدو انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مهدداً أكثر من أي وقت مع تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الجانبين، وإذا كان الطرفان يتجهان إلى الطلاق فإن أياً منهما يرفض تحمل مسؤولية هذا الأمر. وفي سياق آخر حذر أردوغان أمس الحلف الأطلسي من منح اللجوء لـ«جنود إرهابيين»، بعد معلومات عن طلب عدد من الضباط الأتراك العاملين في الحلف اللجوء في دول خدمتهم. وقال للصحافيين في الطائرة التي نقلته إلى أوزبكستان «لا يمكن أن يقبل الحلف الأطلسي طلبات اللجوء هذه، فالمعنيون متهمون بالإرهاب»، على ما نقلت صحيفة «ميلييت».
وأضاف: «كيف يمكن لإرهابي، لجندي إرهابي، شارك في الإعداد لانقلاب، أن يوظف لدى الحلف الأطلسي؟» من دون تفاصيل عن عدد الأشخاص المعنيين. لكنه أكد أن حكومته طلبت تسليمهم محذراً الحلف من توفير ملاذ لهم.
والجمعة أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن «ضباطاً أتراكاً موظفين في تراتبية القيادة للحلف الأطلسي طلبوا اللجوء في الدول التي يعملون فيها»، رافضاً أن يحدد عدد الضباط والدول المعنية. كما أكد أن كلاً من الدول الأعضاء التي تلقت طلبات لجوء الضباط «سيقيم ويقرر» بنفسه في هذه المسألة وليس الحلف الأطلسي كمنظمة.
(روسيا اليوم– أ ف ب- رويترز)

Exit mobile version