Site icon صحيفة الوطن

مؤتمر رياضة الحسكة.. سقف المطالب أدنى من مستوى سقف المؤتمر

| الحسكة – دحام السلطان

لم يغتنم رياضيّو الحسكة الفرصة المناسبة بالوجه الصحيح وهم في حضرة مؤتمرهم السنوي، الذي كان من المفترض أن يكونوا فيه بحجم اللحظة التي انتظروها على مدار عام مضى، وليقفوا أمامه ومن خلاله وقفة مكاشفة دقيقة تبدأ أولاً من المصارحة مع الذات، قبل الانطلاق إلى أولويات الرياضة ونثر همومها أمام المعنيين من أهل الحل والربط، والتي يعمل كل منها على تصويب الخلل ورصد المعاناة لتذليل المنغصات ومعالجة الأخطاء والعثرات! كحالة استنتاجية بديهية لرياضة محافظة لا تزال تتذوّق الأمرّين صراحة وعلناً، باعتبارها مقطّعة الأوصال في الداخل، وتعيش حصاراً برياً أبعدها عن المركز وعن محافظات الداخل بالشكل الاعتيادي والطبيعي.

ثقافة الأسلوب
المؤتمر الذي اتخذ في شعاره وعلى عاتقه عمقاً ملموساً كرّس في الرياضة الأسلوب، من خلال تعزيز ثقافة الطرح، التي أوجد لها بعداً مطلقاً في استنباط الحلول والتفكير ملياً بالإستراتيجيات المرحلية والبعيدة الأمد لتطوير الرياضة والنهوض بها من خلال واقع اليوم، ومن هنا فقد كان حرياً بالرياضيين المؤتمرين فيه، أن يستغلوا حضور رأس الهرم الرياضي في البلاد اللواء موفق جمعة، وبوجود الحضور الرسمي أيضاً على مستوى المحافظة الذي تقدّمه أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس سليمان الناصر ومحافظ الحسكة اللواء جايز الحمود الموسى، إلا أن سقف الطرح لم يكن بحجم ذاك الحضور الرسمي، على الرغم من أن محافظ الحسكة قد دفع بالمؤتمرين لأن يرفعوا سقف الطلب وصرف النظر عن القليل مستغلين وجود رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، والذي بدوره هو الآخر غمز من قناة المؤتمرين بتأكيد تعزيز ثقافة النقد باتجاه قيادة رياضة فرع الحسكة، وتوسيع حلقات الطوق فيها ومن خلالها بدلاً من الدوران في حلقات مفرغة، ربما قد حوّلت المؤتمر وساقته إلى مهرجان حضور مكثّف فقط كحالة إعلامية، ظهرت فيه حرارة التصفيق وطغت فيه على حرارة الكلمة من طواقم أعضاء المؤتمر ومن خارج أعضائه، ولاسيما اللاعبين الذين حضروا أيضاً وبمختلف أعمارهم وفئاتهم.
التقييم والتقويم
الحلقة المفقودة التي لا يزال يفتقدها ويفتقر إليها الرياضيون دائماً في الحسكة، تكمن في إغفال التقييم والتقويم الصحيحين للمرحلة الرياضية التي سلفت، وينزلقون دائماً في مطبّات القفز من فوق الحقائق التي من المفترض أن تكون هي دليل العمل الذي تسير عليه رياضتهم من خلال حجم الدعم المالي الوارد إليها من الإعانات المركزية للصرف على نشاطها، إلا أنه بصريح العبارة، تلك الإعانات قد خلقت في حقيقة الواقع شرخاً عميقاً وسحيقاً في العلاقة بين بعض اللجان الفنية للألعاب وإدارات الأندية، وهنا من المفترض أن تبادر تلك اللجان وتناقش بموضوعية صرفة طالبة التوضيح من رئيس المكتب التنفيذي، بالسؤال: هل الإعانات المالية المركزية التي ترد من المكتب التنفيذي إلى الأندية مخصصة للنادي كحالة مؤسساتية ولجميع الألعاب الممارسة فيه، أو إنها للعبة بعينها ككرة القدم مثلاً خلال خوضها لمنافسة الدوري التي أصبحت موضع لغط وحقد ونفور من بعض كوادر الألعاب الأخرى الذين رأوا أنها أكلت الأخضر واليابس القادم من البرامكة؟! وهل الكتلة المالية التي يخصصها المكتب التنفيذي كافية للألعاب بالشكل السليم ولاسيما المحترفة منها؟ وهل موعد إرسال تلك المعونات يكون دورياً ومناسباً ويصل في زمانه الصحيح للأندية ولاسيما ناديي الجزيرة والجهاد اللذين وصل الأمر بهما أحياناً إلى امتهان التسوّل لسد رمق احتياجات لاعبيهما وفرقهما بالأبسط الممكن؟! مثلما أوضح للمؤتمرين موضوع لاعبتي الطاولة إيمان وسوزان محمد، اللتين انتقلتا من نادي القحطانية إلى نادي المحافظة الدمشقي، بعد أن أوقف القحطانية نشاطه الرسمي لموسمين متتاليين وبذلك فإن كشوف كوادره أصبحت حرة، لينهي بذلك موضوع لغط إيمان وسوزان الذي (شط ومط، وشطح وطفح) الكيل بشأنهما.!

مطلبيات إجرائية
المقترحات التي اقتصر معظمها على المطلبيات الإجرائية التي كان من الممكن حل أكثرها بمعاريض كتابية عبر قنواتها الرسمية قبل الدخول إلى قاعة المؤتمر، فركز الباقي والمهم منها على دعم أندية المحافظة مالياً وعلى رأسيهما ناديا الجهاد والجزيرة بطريقة استثنائية يختلف ميزان دعمهما عن حجم دعم مثيلاهما من الأندية، نظراً لانعدام جميع مقومات العمل في الناديين وسط إرهاصات الظروف التي تعيشها المحافظة التي انعكست سلباً على استقرارهما بالشكل الطبيعي اليوم، والعمل على زيادة المبالغ المالية المخصصة لإعادة تأصيل وصيانة المنشآت، وبناء صالة (هنكار) لرفع كتف عن الصالة الرياضية، وحل موضوع مضمار الملعب البلدي، وتسمية المديرين الفنيين في مجالس المدن والبلدان في لجنة الاستملاك الفرعية الخاصة بنقل أملاك الاتحاد الرياضي، وحل مشكلة الوافدين ومربّي المواشي والدواجن منهم الذين توضّعوا داخل منشأة ملاعب تشرين، وإنهاء حالة المزاجية الصادرة عن بعض اتحادات الألعاب فيما يتعلق بموضوع النشاط الرسمي والإبلاغ عن ذلك النشاط قبل البدء به بموعد مناسب، وزيادة عدد مشاركات كوادر المحافظة في الدورات التدريبية والتحكيمية المركزية، وجعل حجز الرياضيين بالطيران العسكري (اليوشن) بشكل مجاني، وهذه المقترح لقي فوراً موافقة محافظ الحسكة ورئيس المكتب التنفيذي، اللذين تكفلا بذهاب اللاعبين من الحسكة وباتجاه المركز والداخل مجاناً.

 

Exit mobile version