Site icon صحيفة الوطن

أردوغان وحكومته قلقان من إمكانية قيام دولة كردية…تركيا تمنع عودة لاجئين سوريين أكراد إلى تل أبيض بشمال سورية

وكالات : 

منعت القوات التركية عودة لاجئين سوريين أكراد من منطقة «آكجا قلعة» بتركيا التي لجؤوا إليها منذ أيام إلى مدينتهم في تل أبيض بريف الرقة شمال سورية هرباً من اشتباكات بين وحدات الحماية الشعبية الكردية ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي.
يأتي ذلك في حين أصدر ما يسمى «المجلس الإسلامي السوري» بياناً رسمياً يحرم فيه الانضمام إلى كل مما سماها «الميليشيات الكردية» (PKK) و(YPG)، والمشاركة معها في القتال، إضافة لتحريمه الانضمام لتنظيم داعش.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «راديكال» التركية أمس، نقلاً عن مسؤولين أتراك، أن العدد الذي أعلن عنه في وسائل الإعلام التركية (ألف لاجئ سوري) غير دقيق، زاعمين أن العرب والتركمان الذين لجؤوا لتركيا لم يبد أي فرد منهم رغبة في العودة إلى تل أبيض وأن من طلب العودة هو عدد غير معروف حتى الآن من الأكراد، «ويبدو أنه بناء على تعليمات من القيادات الكردية السورية، بعد استقرار الأمر للقوات الكردية في تل أبيض وطرد مقاتلي داعش منها»، وفق قولهم.
وأعربت الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً عن قلقها من تقارير تكشف عن استغلال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري للدعم الجوي لقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش لتهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.
وقدم كل من رئيس هيئة الأركان العامة التركية الجنرال نجدت أوزال وقائد القوات البرية الجنرال خلوصي آكار مؤخراً موجزاً عن التطورات الجارية في مناطق شمال سورية والمجاورة للمناطق الحدودية التركية، وحذرا خلال هذا الموجز حكومة العدالة والتنمية حول ما أسمياه «مخاطر تمثلها منظمة حزب العمال الكردستاني في مناطق جنوب تركيا»، فيما اتخذت القوات التركية تدابيرها الأمنية في المناطق الحدودية للبلاد وفقاً للتقارير الاستخباراتية الواردة لها، حيث عززت قواتها على الحدود تحسباً لأي احتمال سلبي قد يطرأ في المنطقة.
كما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية عن قلقهم من احتمال قيام «دولة كردية» في المنطقة، ونقلوا عدم ارتياحهم من سيطرة الأكراد على مناطق في شمال سورية متاخمة للحدود التركية إلى الإدارة الأميركية، حيث تعتقد أنقرة أن سيطرة الأكراد قد تكون محاولة لتغيير التركيبة السكانية، وهو الأمر الذي أكدته المصادر الدبلوماسية التي لم تنف صحة الأقوال الواردة في هذا الخصوص.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر دبلوماسية في تصريحات لها مؤخراً إلى أن أنقرة ستضع خطة عملها على طاولة المفاوضات مع واشنطن، تؤكد ضرورة عدم تغيير التركيبة «الديموغرافية» في مناطق شمال سورية واتخاذ التدابير اللازمة لمنع إنشاء هيكل مستقل، ولذلك ينبغي تسليم تلك المناطق التي انسحب منها تنظيم داعش الإرهابي إلى ميليشيا «الجيش الحر» ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه موجة تدفق السوريين إلى تركيا وعدم إنشاء ممر كردي حتى منطقة البحر المتوسط، وفق ما نقلت وكالة الشرق الأوسط للأنباء.
إلى ذلك، أفتى ما يسمى «المجلس الإسلامي السوري» بـ«حرمة الانضمام إلى الميليشيات الكردية، والقتال تحت رايتها».
وقال في بيان نقله موقع «الدرر الشامية» المعارض: «لا لعصابات الحماية الكردية، ولا لماركسيتها وإجرامها، وسيأتي ذلك اليوم بمشيئة اللـه الذي سيحاسب فيه الجميع على جرائمهم، فالظلم لا يجذّر، وعلى الباغي تدور الدوائر».
كما أفتى المجلس بحسب البيان بحرمة الانضمام إلى تنظيم داعش والقتال معه، إضافة إلى إفتائه بحرمة الانضمام إلى «الميليشيات الكردية»، والقتال الطائفي الباغي تحت رايتيهما، مناشداً «الشعب الكردي» بضرورة الوقوف بوجه الممارسات التي تقوم بها الميليشيات الكردية من قتل وتهجير وسجن وقهر.

Exit mobile version