Site icon صحيفة الوطن

أكد أن المصالحات ستشمل مناطق في عدة محافظات والصراع الأطول سيكون مع تركيا … حيدر: دي ميستورا قزّم مهمته وقدّم عمليات مكياجية فقط

| وكالات

أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر، أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا قزّم مهمته الأممية بشأن حل الأزمة السورية ولم يقدّم سوى «عمليات مكياجية»، معتبراً أن الصراع الأطول سيكون مع تركيا، وأن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية لن يعوّل عليه في عملية السلام، كاشفاً أن المصالحات تتجه لتشمل مناطق في محافظات دمشق وريفها وحلب. وقال حيدر في حديث نقلته وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء: إن دي ميستورا قزّم بشكل كبير المهمة الأممية بخصوص إحلال السلام لتصبح مهمته فقط حماية مجموعة من المسلحين التابعين لتنظيم «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) في مدينة حلب تحت غطاء شعار المساعدات الإنسانية والوضع الإنساني في الأحياء الشرقية للمدينة، متجاهلاً دوره في عملية السلام والحديث عن عملية سياسية وتفاصيل اتفاق جنيف، وذلك عبر طرحه لمشروع ملتبس يمس سيادة الدولة السورية وأمن وأمان الشعب السوري، وهو تقسيم سورية عبر ما سماه «الإدارة المحلية» غير المنتخبة أساساً، وإنما هي إدارة يتحكم بها إرهابيون بلباس مدني، إضافة لمطالبته بفتح معابر ووضع حدود بين مكان سيطرة تلك «الإدارة» والدولة، كما أنه طالب الدولة بأن تسمح بإدخال كل ما يحتاجه أولئك المسلحون لتقوية وضعهم وعدم البحث في وضعهم وإبقاءهم شرق حلب، لتتحول تلك المنطقة إلى قاعدة اعتداء لاحق على المحيط ضمن الدولة السورية والشعب السوري، ما يفرض على الدولة السورية رفض ذلك المشروع.
وأوضح حيدر أن دي ميستورا طرح إخراج أعداد قليلة من مسلحي «فتح الشام» تتمثل ببعض مئات المقاتلين إلى خارج أحياء حلب الشرقية، على أنهم هم كامل مقاتلي التنظيم، وسمى القسم الكبير المتبقي باسم «معارضة معتدلة»، رغم أن الجميع يعرف أن أي معارضة تحمل السلاح ليست بمعتدلة، إضافة إلى أن كل التنظيمات الموجودة داخل الأحياء الشرقية هي منضوية تحت لواء «فتح الشام»، واصفاً تلك العملية بالعملية المكياجية التي تنعكس سلباً على الميدان السوري، حيث إن مجموع المسلحين الخارجين من شرق حلب سيعاد إرسالهم إلى مدينة جرابلس بلباس ما يسمى «الجيش الحر» بالاتفاق مع تركيا.
وفيما يخص وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية، بين حيدر أن المشكلة في الولايات المتحدة الأميركية هو نفوذ اليهود، لافتاً إلى أنه يجب الانتباه إلى أن ترامب الذي هلل البعض لفوزه، فاز بأصوات ودعم اليهود، مشيراً إلى أن كل ما قدمه ترامب هو خطاب انتخابي يتغير بما يتوافق مع مجمل سياسات المؤسسات الحاكمة، وبالتالي فإن أي رئيس لأميركا سيخضع للابتزاز والمساومة من قبل هذه المؤسسات ليظهر بعد تشكيل فريقه الحاكم في نهاية شباط سياسته النهائية.
وقال: «إن دعم ترامب لإسرائيل سيزداد، وهذا أمر لا يقبل النقاش»، مبيناً أن ما يجب عدم تجاهله هو أن العدو ليس فقط تنظيمي داعش و«فتح الشام» لأن كليهما أدوات، إنما العدو الحقيقي هو إسرائيل، وبالتالي فإن ترامب سيدعم العدو، موضحاً أن التغيير الذي قد يحدث حالياً، يكمن في ما إذا كان ترامب صادقاً في ما طرحه حول توجيه اهتمامه إلى الداخل الأميركي، ما سيجعله ينكفئ بعض الشيء عن الخارج، ويخفف العبء على المنطقة.
ولفت حيدر إلى أن الأمر الأكثر أهمية اليوم والذي من الممكن أن يساهم في حل مشكلات المنطقة، هو تغيير وجهة العين الأميركية، عبر التعاون مع روسيا، والاقتناع بأن سياسة القطب الواحد باتت غير ممكنة بالنظر إلى الويلات التي جرتها على الداخل الأميركي، مشدداً على أن قدرة الدولة السورية وحلفاءها اليوم هي الفاعلة والأساس في أي مسار جديد.
واعتبر حيدر أن النظام التركي له أطماع حقيقية بالأرض السورية، ما يجعله هو الأخطر في الميدان من السعودي والقطري الذي استنزف مشروعه، كما أن مشاكله الداخلية باتت أكبر من أن تحتمل وتغطى بعد وصول التناقضات والصراعات فيه إلى العلن، ما يؤكد أن الصراع الأطول في سورية سيكون مع التركي.
المصالحات المحلية

حول ما تم إنجازه من مصالحات محلية، كشف وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر عن محاولات حثيثة للعمل في حلب من أجل خلق أرضية للنفاذ إلى المناطق التي يتعثر النفاذ إليها، إضافة إلى العمل على إتمام وإنهاء مصالحة حي الوعر بمدينة حمص، والتوسع في ريف حمص الغربي إلى مناطق الرستن وتلبيسة والحولة، كما ذكر أن الوزارة تتجه لاستكمال العمل في ريف دمشق والوصول إلى صيغة مصالحة في وادي بردى ورنكوس ومناطق ريف القلمون، وأنه يجري العمل للوصول إلى مصالحة في منطقة خان الشيح ومناطق المزارع المحيطة بها، مؤكداً أن الوزارة تحاول إعادة إحياء المصالحة في منطقة الحجر الأسود بريف دمشق الجنوبي والتي تعطلت بسبب الميليشيات المسلحة.

Exit mobile version