Site icon صحيفة الوطن

الرئيس الأسد يستقبل «العقل المدبر» للصناعات العسكرية الروسية ومراقبون لم يستبعدوا البحث في رفع مستوى التعاون في هذا المجال

| الوطن – وكالات

اعتبر الرئيس بشار الأسد أن سياسات روسيا أكدت موقع موسكو الطبيعي كقوة عظمى أساسها المبادئ والقيم والتمسك بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول وحقها في تقرير مصيرها، وذلك خلال لقائه وفداً روسياً رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ديمتري راغوزين الذي أكد أن الهدف الرئيسي للدعم الذي تقدمه بلاده لسورية هو تعزيز مقومات الصمود في مواجهة الإرهاب.
ويرى مراقبون أن زيارة الوفد الروسي برئاسة راغوزين تحمل طابعاً عسكرياً دفاعياً قبل أي منحى سياسي أو اقتصادي بين دمشق وموسكو، وخصوصاً أن راغوزين معروف بأنه العقل المدبر للصناعات العسكرية الروسية وعرّابها وهو يرأس مجمع الصناعات العسكرية الروسية، وله دور في تحديد احتياجات الجيش السوري العسكرية.
وزار راغوزين دمشق في نيسان 2014 والتقى الرئيس الأسد أي قبل أن تشترك موسكو في الحرب ضد الإرهاب إلى جانب الجيش العربي السوري بأكثر من عام. وفي هذا الصدد أشار المراقبون إلى أنه من غير المستبعد أن تكون زيارة الوفد الروسي للتنسيق والبحث في أفكار لرفع مستوى التعاون العسكري بين دمشق وموسكو.
وقال بيان رئاسي، بثته وكالة «سانا» للأنباء: «استقبل السيد الرئيس بشار الأسد وفداً روسياً برئاسة ديمتري راغوزين نائب رئيس مجلس الوزراء في روسيا الاتحادية ونواب وزراء الخارجية والدفاع والتنمية الاقتصادية والطاقة والزراعة في جمهورية روسيا الاتحادية».
وذكر البيان أن الحديث خلال اللقاء «تناول العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط سورية وروسيا والتنسيق القائم بين البلدين في مجال محاربة الإرهاب إلى جانب التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية».
وأشار الرئيس الأسد بحسب البيان إلى أن «السياسات والمواقف التي تنتهجها روسيا سواء على المستوى الدولي أم ما يتعلق بالحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية أكدت موقع موسكو الطبيعي كقوة عظمى أساسها المبادئ والقيم والتمسك بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول وحقها في تقرير مصيرها». ولفت الرئيس الأسد إلى «أهمية الدعم الروسي لسورية في مختلف المجالات وخصوصاً في الجانب الاقتصادي لأنه ساهم بشكل ملموس في التخفيف من معاناة الشعب السوري بسبب الحرب الإرهابية التي يتعرض لها والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ سنوات»، وفق ما جاء في البيان.
من جانبه أكد راغوزين على ما ذكر البيان، أن «الهدف الرئيسي للدعم العسكري والاقتصادي والسياسي الذي تقدمه روسيا للحكومة والشعب السوري هو تعزيز مقومات الصمود في مواجهة الإرهاب الذي يرتكب جرائم مروعة بحق السوريين والذي تجاوز خطره سورية ليمتد إلى بقاع كثيرة من العالم».
وأشار البيان إلى أن الجانبين «اتفقا» خلال اللقاء على «تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتبادل التجاري والاستثمار والنفط والغاز والنقل».
حضر اللقاء نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ووزراء المالية مأمون حمدان والنفط والثروة المعدنية علي غانم ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي عماد صابوني ومعاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان والسفير الروسي بدمشق الكسندر كينشاك.
في السياق ذاته التقى رئيس مجلس الوزراء عماد خميس راغوزين والوفد المرافق، بحسب وكالة «سانا». وعبر خميس عن تقديره وشكره لروسيا شعباً وقيادة لدعمهم ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري، مؤكداً أن «الحكومة السورية تعمل باتجاهين أساسيين يتمثلان بدعم قواتنا المسلحة في دحر الإرهاب وبالتصدي لتداعيات الواقع الاقتصادي الذي أفرزته هذه الحرب على سورية».
وشدد خميس على أن «الحكومة السورية حريصة على تطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا والارتقاء بها لمستوى العلاقات السياسية وستعمل على تذليل أي عقبات في سبيل تعزيز هذا التعاون».
بدوره أكد راغوزين، أن زيارة الوفد ليست فقط لبحث التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي وإنما مباحثات متكاملة مع القيادة السورية على مختلف الصعد، مشيراً إلى أن «نجاح العملية العسكرية في سورية لا يتم من دون دعم الحياة الاقتصادية للمواطنين للاستمرار في العمل وتحقيق الانتصار».
حضر الاجتماع وزراء الخارجية والمغتربين والمالية والنفط والثروة المعدنية والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء محمد العموري ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي وسوسان والسفير الروسي بدمشق.
بعد ذلك عقدت اللجنة السورية الروسية المشتركة برئاسة المعلم عن الجانب السوري وراغوزين عن الجانب الروسي جلسة مباحثات اقتصادية اثمرت عن التأشير بالأحرف الأولى على ثلاثة بروتوكولات للتعاون في المجال الجمركي بين مديرية الجمارك العامة في سورية وهيئة الجمارك الفيدرالية في روسيا الاتحادية حول تنظيم المعلومات التمهيدية ما قبل وصول البضائع والمركبات التي يتم نقلها بين البلدين وتبادل المعلومات المتعلقة بالقيمة الجمركية للبضائع المنقولة بين روسيا وسورية والتعاون في مجال تبادل المعلومات والمساعدة المتبادلة وفقاً للنظام الموحد للأفضليات التعريفية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وأكد المعلم «الدور الكبير لدعم الأصدقاء في روسيا الاتحادية في تمكين سورية من مواجهة العدوان الإرهابي الذي تتعرض له».
ولفت إلى أن تداعيات الحرب الإرهابية على سورية سببت حاجة السوريين إلى الدعم الاقتصادي «من القمح والفيول للتخفيف من معاناة السوريين».
وأوضح المعلم «أهمية زيادة التبادل التجاري بين البلدين وتمكين المنتجات السورية من الولوج إلى السوق الروسية بهدف تحقيق شراكة إستراتيجية اقتصادية بين البلدين»، مؤكداً أن «سورية ستعطي الأولوية في مشاريع إعادة الإعمار إلى الأصدقاء ومنهم الشركات الروسية في مختلف المجالات».
بدوره أكد راغوزين أهمية دعم الحكومة السورية للشركات الروسية التي تقدم عروضاً لتخديم البنى التحتية في سورية وتقديم التسهيلات لها ومتابعة هذه المشاريع من الجانبين.
شارك في جلسة المباحثات كل من وزراء المالية والنفط والثروة المعدنية ومعاونيهما ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي ومعاونه ومعاوني وزراء الخارجية والمغتربين والاقتصاد والتجارة الخارجية والكهرباء والزراعة والإصلاح الزراعي والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء وحاكم مصرف سورية المركزي ومديري التخطيط في الوزارات المعنية ورئيس اتحاد غرف التجارة السورية واتحاد المصدرين السوريين ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها.

Exit mobile version