Site icon صحيفة الوطن

المفقود موجود

| مالك حمود

بين اليأس والتفاؤل، والإحباط والنجاح، تتناقض وتتفاوت صور كرة السلة باللاذقية في الآونة الأخيرة.
فغياب ناديي تشرين وحطين عن دوري الرجال لكرة السلة رسم إشارات استفهام وتعجب كثيرة ومتعددة، ولاسيما أن الغياب لاثنين من أعرق الأندية السورية وهما المعروفان برفد سلة الوطن بالعديد من النجوم البارزين الذين تألقوا سواء مع أنديتهم أم خلال احترافهم مع أندية سورية أخرى.
وتأتي النقطة المضيئة لتشكل شعاع الأمل من خلال الصورة الرائعة التي قدمها منتخب اللاذقية للشبلات في بطولة منتخبات المحافظات الأخيرة وإحرازه المركز الأول بجدارة واقتدار، بينما كان منتخب الأشبال يشكل حالة نجاح أيضاً، ليكون الحدث مركز انطلاق لأحلام جديدة وسعيدة.
هي أحلام مشروعة لمدينة عاشقة لكرة السلة وغنية بالمدارس السلوية، وهي تثبت أنها لا تزال الغنية بالخامات السلوية والقادرة على تطويرها وتنميتها بشكل جيد فيما لو أعطيت قليلاً من الدعم والاهتمام والرعاية والعناية.
وتتعزز جمالية الصورة مع دخول نادي التضامن ضمن المعادلة السلوية لمدينة اللاذقية ويلحق به نادي شرطة اللاذقية، وبوجود الأندية الأربعة تتسع مساحة العمل وتزاد المنافسة الكفيلة بتطوير المستوى وتوسيع قاعدة الكوادر الفنية والإدارية العاملة في الحقل السلوي.
ما يحدث في اللاذقية ورغم قلة الدعم المادي من بعض الأندية لكنه يمثل بوابة مهمة ومبعث تفاؤل لنجاح ما، لكن ماذا يمنع من أن تعطى سلة اللاذقية بقية خيوط النجاح؟!
هو خيط واحد ووحيد وقادر على حل المشكلة بأكملها!
سلة اللاذقية تحقق النجاح وهي تتمرن خارج المدينة، والأندية تتكبد عناء ومشقة وتكاليف ومسؤولية نقل اللاعبين ولاسيما في الفئات العمرية من المدينة إلى صالة المدينة الرياضية الموجودة خارج اللاذقية كي تتمرن، وكثيراً ما يتمرن فريقان بآن واحد ضمن الملعب نفسه.!
هذه المصاعب تعيشها سلة اللاذقية ومواهبها وصالة التربية موجودة ضمن مدينة اللاذقية وعلى مقربة من الجميع ولكن للأسف خارج الخدمة الرياضية للأندية.! ترى ماذا يمنع من وضعها في الخدمة وكسب هذا العدد الكبير من المواهب الواعدة والداعمة لرياضة الوطن؟!
وهل من تنسيق وتوافق بين القطاع الرياضي والتربية في هذا الشأن باعتباره مشروعاً وطنياً يفترض ألا يتوقف عند حدود (مصاريف كهرباء) فالرياضة لن تبنى بالمجان، وبناء جيل رياضي بحاجة للدعم والدفع، فمن المؤلم أن يبقى المفقود موجوداً!!

 

Exit mobile version