Site icon صحيفة الوطن

لهذه الأسباب حكام السلة ممنوعون عن الكلام

يعتبر النقد الصحيح والبنّاء هو أساس كل بناء صحيح لأنه يزيل البناء المتهدم ويكشف الأخطاء ويهيئ المجال لإقامة البناء الجديد ومن خلال النقد يمكن معرفة الأخطاء وتصحيحها وتلافيها ووضع تصورات لمرحلة أفضل، وقديماً قالوا (رحم اللـه من أهدى إليّ عيوبي).

والنقد يكمّل الإصلاح الذي يعطي حلاً للأخطاء والعيوب والمشكلات، وأكثر الناس في عصرنا باتوا لا يحتملون أدنى درجات النقد رغم شعاراتهم وأقوالهم في كل مناسبة بتقبل النقد والعمل بموجبه.

توجس ووجل

ما سنذكره ليس مشهداً من أحد أفلام الأكشن الأميركية، أو فصلاً من فصول حكايات ألف ليلة وليلة، وإنما هو حقيقة واقعة وملموسة.

كان قد دار حديث بيننا وبين رئيس اتحاد السلة جلال نقرش حيال أوضاع الحكام الصعبة وإمكانية رفع أجورهم تماشياً مع موجة الغلاء، وما كان من النقرش إلا أن أبدى ارتياحه للموضوع، وفي الوقت نفسه لم يتمكن من إخفاء استيائه حيال واقع الحكام، واقترح عليّ أن أبدأ بموضوعي من حيث الوجع والألم، وأن أتحدث مع الحكام مباشرة عن واقعهم الصعب وضعف أجورهم قبل أن أتحدث مع القائمين عليهم، لا أنكر بأني استغربت في قرارة نفسي طلبه هذا، لكني وافقت بعدما لمست أن الحلول قد تأتي من قلب المعاناة وكما يقول المثل (أهل مكة أدرى بشعابها)، وحاولنا الاتصال مع حكام كنا نظنهم قادرين على التعبير عما يعتريهم من منغصات وصعوبات تعوق عملهم وتقضّ مضجعهم وتعكر صفو أجوائهم، وقد تحدثنا مع أكثر من حكم طالبين منهم إبداء رأيهم حيال أجورهم وتراجعهم، لكن لم نتمكن الاستفهام منهم عن أي شيء، وبدا بعضهم مرتبكاً خجولاً كالفتاة في يوم زفافها تهرباً من الإجابة بدبلوماسية، حاولنا مراراً علنا نستشف شيئاً وإخراج آرائهم المكنونة بعدما أعلمناهم بأن طلبنا جاء بناء على موافقة رئيس الاتحاد لكن عبثاً، وفشلت جميع المحاولات في أخذ معلومة صغيرة، واتضحت الصورة القاتمة التي صعقتنا بعدما لمسنا أن عدم إجاباتهم كان وراءها ضعف وخوف لا مثيل لهما من عصا المحاسبة وحرمان من قيادة المباريات، فالحكام فهموا النقد الصحيح والإشارة إلى السلبيات بأنه عبارة عن إساءة وتجريح، وويل كل الويل لمن ينتقد أو يتحدث عن أشياء أكبر منه حتى لو كانت تمسه شخصياً.

هذا الوضع جعل الأمل يحدونا لمعرفة واقع الحكام أكثر، ولم نتوقف عند هذا الحد بل سألنا أهم خبراتنا التحكيمية ليس على الصعيد المحلي وإنما القاري، الذي كنا نرى فيه رجلاً متكاملاً من حيث المعرفة والخبرة، وظننا بأن أسئلتنا ستكون محط اهتمامه، لكن فوجئنا لا بل صعقنا أكثر عندما تجاهل الرد أكثر من يومين بعد أن وعدنا بالرد على الأسئلة ليعتذر بعدم قدرته الرد على مضمون هذه الأسئلة، وكأنها تتحدث عن أسباب الأزمة السورية وتداعياتها، وعن تراجع صرف الليرة أمام الدولار، وعن إلى ما يشاء الله، حتى وصلنا لقناعة أننا ننفخ في قربة مثقوبة لا فائدة منها.

حقيقة

أثبت حكام السلة والقائمون على لجنتهم بأن شعاراتهم التي كانوا يدعونها كلاماً بكلام، وشفافيتهم المزعومة ليست إلا أضغاث أحلام، فبدلاً من أن نتعاون معاً في معالجة مشكلاتهم والسلبيات التي تنغصهم، تهربوا بطريقة معيبة ومضحكة، وأخذوا اختلاق أعذار واهية وإجابات من الصعب على طالب في المرحلة الابتدائية أن يتحدث عنها، بعدما كانوا في يوم ما موضع اهتمامنا وتقديرنا لكن للأسف.

خلاصة

يبدو أن إصلاح واقع الحكام لم يعد يتطلب مثل هذه الكتابات الجريئة لكوننا فوجئنا بهذا الفكر البالي في حالة تعكس تناقضاً محزناً لأشخاص يدعون الجرأة والمجابهة وتبنيهم للفكر الناقد في مرحلة مضت، وخلاصة الكلام ربما كان الاتحاد النسائي أدرى وأعلم بواقع الحكام أكثر من الحكام أنفسهم.

Exit mobile version