| مالك حمود
رغم إعجابي واعتزازي الفائقين برياضة حلب بشكل عام، وما تفعله خلال الأزمة بشكل خاص من تفوق على ظروفها الصعبة وإمكاناتها المحدودة مع إصرارها في الحفاظ على رياضة هذه المدينة التي تعتبر جزءاً مهماً من الرياضة السورية، لدرجة أننا نقولها بكل ثقة وبلا تردد إن رياضة الشهباء عندما تكون بخير، تكون الرياضة السورية بخير.
اليوم يزداد الإعجاب أكثر وأكثر، يتعاظم الفخر برياضة حلب وهي تحتفل بإطلاق مشروع البطل الواعد.
هي مبادرة رائدة ورائعة نابعة من نادي الحرية المعروف برفده للرياضة السورية بالعديد من نجوم الرياضة وأبطالها على مدى السنين السابقة، واليوم يأخذ دوره في البناء الرياضي ليس لنادي الحرية فقط، ولا لرياضة الشهباء، وإنما للرياضة السورية بمشروعه الرياضي الوطني (البطل الواعد).
أجيال رائعة من البراعم تمكن نادي الحرية من استقطابها لبناء ذلك المشروع المستقبلي الواعد، وما أروع تلك الكوكبة من الصغار وهم يقومون بحركات رفع الأثقال وفق تكنيك وتكتيك سليم، كيف لا وهم يتشربون فنون اللعبة ومهاراتها في الرفع من بطل سورية والعرب السابق عبد اللـه إسكندراني.
ما يصنعه الإسكندراني في نادي الحرية شيء كبير ومهم ورائع ولن تظهر نتائجه في القريب العاجل، فالعمل بصبر وتأن في مشروع كهذا هو أساس وجوهر العمل، والثمار ستظهر في المستقبل، فالعمل هو بناء المستقبل، وكم رياضتنا بحاجة لأبطال برفع الأثقال.
أبطال يتم تأسيسهم بالطريقة الصحيحة وتنميتهم على عشق تلك الرياضة القوية والبعيدة عن أنظار الجمهور والإعلام.
رياضة الصبر والصمت كانت المصدر الأساسي للميداليات السورية في الاستحقاقات العربية والقارية والدولية. والتاريخ لم ولن ينسى أبطال الأثقال السورية الذين زيّنوا صدر الوطن بالعديد من الميداليات البراقة بدءاً من الرباع الأسطوري طلال نجار وفواز ناضرين وعبد الوهاب الشغري مروراً بعبد اللـه الإسكندراني وعبد اللـه السباعي وصولاً للرباع عهد جغيلي وتطول القائمة بأسماء الرباعين الذين تعاقبوا على حمل راية الأثقال السورية، لكنها لم ولن تنتهي مع مشروع البطل الواعد، وكلنا ثقة بأنه سيكون مشروعاً مثمراً لو نال الدعم والرعاية والاهتمام والمتابعة، في وقت تنصرف وتصرف معظم طاقات أنديتنا تجاه كرة القدم ساحرة العقول والقلوب.
وشتان بين ما حققته الأثقال السورية وكرة القدم عبر التاريخ! والتاريخ يشهد، وأهلا بـ(البطل الواعد).