Site icon صحيفة الوطن

كواليس تظهر للعلن في إصابات لاعبي المنتخب الوطني … اجتهادات ملحوظة للطبيب المعالج عزة شقالو

الجانب الطبي دائماً هو الجانب المجهول في الرياضة بشكل عام ولا يكاد يتسلط عليه الضوء إلا في حالات نادرة، وخاصة إذا حدث وأصيب أحد أبرز اللاعبين فيبرز على الفور التساؤل الأهم وهو كم سيطول غياب هذا النجم؟ ومتى سيعود؟
الجهاز الطبي يقوم بعمل جبار ولكن لا أحد يذكر عمله المضني وراء الكواليس ودوره في تحقيق أي إنجاز له ومساهمته في وجود التشكيلة الكاملة لفريق ما فأبسط ما يقال إن التدريب والمدير الفني كان وراء مشاركتهم.
«الوطن» التقت طبيب المنتخب الأول بكرة القدم عزة شقالو للوقوف على بعض التفاصيل الغائبة في تجهيز لاعبي المنتخب والإصابات التي يتعرض لها اللاعبون وإليكم أبرز النقاط:

ما طبيعة العلاقة بين الطبيب والمدرب؟
في المنتخب الوطني الشيء الإيجابي المغمور إعلامياً هو التواصل بين المدير الفني ومعالج المنتخب في سير أمور اللاعبين وهذا التواصل هو سر النجاح والتألق في صفوف المنتخب وخاصة بثبات التشكيل في مباريات التصفيات ولله الحمد لم يغب أي لاعب بسبب الإصابة إنما غاب البعض بسبب الإنذارات وما كان يدور في كواليس التحضير المبدئي للمنتخب هو تجاوز بعض الإصابات بالعلاج المباشر والمهني وعودة المصاب بأقصر وقت ممكن وإعداده نفسياً مع الاهتمام العالي بالتغذية اليومية منعاً لأي أمراض أو ازدياد في المشاكل الصحية إضافة إلى اختلاف الطقس والمناخ الذي يؤدي إلى بعض الحمى وأمراض الجهاز التنفسي التي تعالج في حينها.

ما أبرز إصابات اللاعبين؟
صادفتنا العديد من الإصابات نذكر منها إصابة اللاعب أحمد الصالح في الخلفيات الفخذية وعمرو الميداني في المقربات وإبراهيم عالمة في وتر الركبة وعلاء الشبلي في الركبة وعمر خريبين في محفظة مفصل الركبة وأحمد مدنية في أسفل الظهر ويوسف القلفا في مقربات الفخذ وكلها من الإصابات التي تم التعامل معها والسهر عليها لتجاوزها، كما تمت متابعة مثل هذه الإصابات عبر التواصل الاجتماعي ومنها تم علاجها بدمشق للحاضرين فيها.
ما مدى استجابة اللاعبين؟
من الكواليس أيضاً، تحضير اللاعبين من دول عدة حسب احترافهم، وأحياناً يأتي اللاعب محملاً بثقافة طبية خاصة فمن اللاعبين من يؤمن بالتدليك قبل كل تمرين للإحماء حتى لو كانت حرارة الجو فوق الأربعين، ومنهم من يؤمن بحمام الثلج بعد كل تمرين للاستشفاء ومنهم من يفضل تناول بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية بحثاً عن النشاط البدني من دون علامات التعب، ومنهم من لا يفضل تناول أكثر من وجبة غذائية بروتينية في اليوم، ومنهم من يبحث عن تناول الأملاح لتعويض الفاقد منها بالتعرق.
وعلينا كجهاز طبي الجمع بين هذه الثقافات وفرض الجيد منها ومحاولة منع السيئ، وهذه الثقافات من الصعب توحيدها في بوتقة المنتخب لكننا بالتعاون مع المدرب نجد صيغة لذلك يتوافق عليها الجميع.
ومن المعلوم أن التصفيات الدولية تخضع للرقابة الطبية فعلينا إيجاد الثقة الكبيرة مع اللاعبين لمراقبة أي مواد يتم تناولها تحت طائلة المسؤولية والعقوبة أحياناً حتى لا يصار إلى معاقبتنا دولياً إذا ثبت تعاطي أي ممنوع.

ما دور الجهاز الطبي إذاً؟
– تحضير اللاعبين قبل كل تمرين وقبل كل مباراة.
– تأمين الاستشفاء الصحي بعد كل مباراة وفي حال الشعور بالتعب والإجهاد البدني (تدليك، حمام ثلج..).
– التشاور مع المدرب بشأن المصابين.
– تأمين العلاج اللازم لكل حالة مع متابعة تأهيلها.
– الإشراف الطبي على الغذاء ونوعيته واختيار المناسب لخوض التمارين والمباريات.
– تأمين المستلزمات الطبية من أربطة وبلاسترات لتطبيقها على المفاصل التي تحتاج ذلك.
– التواصل النفسي مع اللاعبين قبل وبعد المباراة لتجاوز بعض المشاكل التي يعانيها البعض وخاصة الإصابات.
مع الأخذ بالعلم بأن الجهاز الطبي هو غالباً عنصر وحيد مع المنتخب السوري و6-7 أشخاص مع باقي المنتخبات.

يحملك البعض المسؤولية في تفاقم إصابة أحمد صالح فماذا تقول؟
هذا الكلام عار عن الصحة ففي التمرين الأخير قبل لقاء إيران تعرض لالتواء مع كدمة على الكاحل الأيسر، الأمر الذي استدعى إخلاءه من الملعب وتطبيق الإسعاف الأولي له ومن ثم السهر عليه لتطبيق ما يلزم من علاج والانتظار ليوم المباراة صباحاً حيث تم الكشف عليه مجدداً وتبين تعافيه من الألم والتورم الحاصل وتم أخذ القرار بالسماح له باللعب مع إجراء تثبيت المفصل إلا أن أرضية الملعب وحجم الجهد المبذول من كل اللاعبين كان له الأثر السلبي في البعض وخاصة أحمد الصالح الذي تعرض لتمزق عضلي في عضلات الفخذ الخلفية وهي إصابة جديدة اضطررنا من خلالها لاستبداله وهو لم يلعب وهو مصاب بل حدثت الإصابة في أرض الملعب.

وماذا عن إصابة خريبين في مستهل التصفيات؟
عمر خريبين الذي لعب لقاء أوزبكستان في بداية التصفيات وهي أول مباراة حيث تم الكشف الطبي عليه لمعرفة ما لديه وقد تبين أنه تلقى في الدوري الإماراتي كدمة على الركبة اليسرى وتم إجراء العلاج اللازم والتقويات حتى صار جاهزاً للقاء، لكنه خلال المباراة تلقى كدمة جديدة بالمكان نفسه، ما أدى إلى ازدياد الألم وعند المباراة تم تطبيق علاج جديد له ولما كان طريق السفر للقاء كوريا طويلاً حيث المرور عبر تركيا والوصول لماليزيا، الأمر الذي سيضطر اللاعب للجلوس طويلاً وبالتالي ازدياد المشكلة في الركبة وبالتشاور مع الجهاز الفني ولمصلحة اللاعب تقرر إراحة اللاعب من مباراة كوريا ليكون جاهزاً للقاء الصين وهذا ما حدث.

Exit mobile version