Site icon صحيفة الوطن

المسلسل السوري ولّد لديّ محبّة دراسة التمثيل .. مجد مشرف لـ«الوطن»: ما زلت أسعى إلى تقديم نفسي بطريقة لائقة للوسط الفنّي

| عامر فؤاد عامر

يعكف الفنان «مجد مشرف» على تصوير مشاهده اليوم في مسلسل «هواجس عابرة»، وذلك بعد الانتهاء من المشاركة في الفيلم القصير «مخاض الياسمين»، والآخر الطويل «ردّ القضاء»، وهو من الفنانين الشباب المتحمسين للفرصة الجديدة والعمل في بناء شخصيّة فنيّة ذات خصوصيّة إذ يقول: «يجب ألا يبتعد الفنان عن الكتاب، ويبقى يصقل أدواته في المراقبة والتحليل». خريج المعهد العالي للفنون المسرحيّة، وبعد مضي أكثر من 6 سنوات على تخرجه، يتحدّث لـ«الوطن» عن أهم ما يواجه الفنان من صعوبات، وعن مواضيع أخرى تخصّ تجربته.

كيف نشأت محبتك للفنّ؟ وكيف كانت البدايات؟
لم يكن لي أيّ مشاركات قبل التقدم إلى المعهد العالي للفنون المسرحيّة وفقط كانت المشاركات عبارة عن دورات في معهد أورنينا بإشراف الأستاذة «أمل عمران»، لكن بدأت ولادة المسألة لدي من خلال متابعتي للدراما السوريّة، فأذكر أن انتباهي بدا واضحاً مع متابعتي لمسلسل «أسرار المدينة» للمخرج «هشام شربتجي»، فتحرك شيء في داخلي وقررت أن أصبح ممثلاً، فقد كان المرحوم «خالد تاجا» ساحراً في أدائه، فبدأت هذه الفكرة بالنمو لدي، وما كسبته من دورات التمثيل في معهد أورنينا كان مهماً جداً كمبادئ أوليّة، على الرغم من أنها كانت مقتضبة وبسيطة تبعاً لمدّة الدورات ومقارنتها بمدّة العام الدراسي الكامل، لكنها كانت مفيدة جداً لي.

بماذا تصف مرحلة الاكتساب من المعهد العالي للفنون المسرحيّة؟
كل شيء جديد بالنسبة لي في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، وكانت رحلة ممتعة في حياتي، وصعبة في الوقت نفسه، وكانت السنة الأهم بالنسبة لي الثانية فقد تعلمت فيها كثيراً، وفيها بنيت شخصيتي من الأنماط إلى الواقعية الأميركيّة ثم الرمزيّة.

ما الأفلام والمشاركات التي كانت في رصيدك أثناء فترة الدراسة؟
مجموعة من الأفلام القصيرة وهي: «عمى ألوان» من إخراج الفنان «يحيى هاشم» زميلي في الدفعة نفسها، وفيلم «مرحلة» من إخراج «وسام حشيشو»، وفيلم «غسيل أدمغة» من إخراج «لميس عباس»، ومشاركة في فيلم «بعيون السينما نرى» وهو الفيلم الأول للمخرج «جود سعيد»، أمّا في الدراما فلم أشارك في أي عمل لأن قوانين المعهد والدراسة تقتضي ذلك، وفي المسرح كان هناك مشاركة في مسرحيّة مصريّة اسمها «الناس اللي في التالت»، التي قُدّمت في مهرجان دمشق المسرحي.

هل لك أن تحدثنا عن مرحلة «بين هم التخرج وهم الدخول إلى ساحة العمل»؟
مجموعة من الأسئلة طرحتها على نفسي في تلك الفترة ومنها أن العمل كيف سيأتي؟! وأصبحت همّاً مشتركاً مع زملائي وهو أنه لا بدّ من استقطاب مخرجين أو نجوم ليشاهدوا عرضنا المسرحي الذي يعدّ العرض الأخير لمرحلة التخرج في المعهد العالي، فكيف سيتسنى لي ولرفاقي خلق فرصة للعمل من دون ذلك؟! إضافة إلى همّ التخرّج، وتأسيس الشخص لنفسه كممثل، وهل سيكون ممثلاً باتجاه المسرح أو التلفزيون، والعمل من جديد في مرحلة وحياة جديدتين، ومن ثم السعي لتقديم نفسي بطريقة لائقة ومهنيّة للوسط الفنّي، وهذا الأمر ما زال يرافقني إلى اليوم، وغيرها من الأسئلة والهموم التي تصيب كلّ شخص يمرّ بهذه المرحلة.

ما أسبابك في تحديد العلاقة مع المسرح؟
أحبّ المسرح، لكنه لا يمنح الممثل وضعاً ماديّاً مريحاً، وبالنسبة لي الموضوع صعب أن أدخل فيه وأغامر ولاسيما في ظرف البلد الحالي، وعلى الرغم من ذلك كان لدي مشاركتي في مشروع قراءات مسرحيّة مع الفنانة «نسرين فندي»، ومشاركة أخرى مع زميلي «وسام تلحوق»، وأيضاً في مسرحيّة «زبيب» والنص للكاتب «عدنان العودة»، والإخراج لـ«نسرين فندي»، وقد أغراني العرض والنص وفيه حالة من التحدّي لي كممثل له أدوات على المسرح، كما أنه دور بطولة وجميع المحاور مرتبطة فيه، كذلك التجربة في مسرح الشارع ومشروع «ومضة» مع الفنانة «نغم ناعسة» وهي تجربة جديدة جداً ومهمّة على صعيد العمل المسرحي.

تعدّ الفرصة السينمائيّة في سورية مهمّة جداً لندرتها وفي رصيدك مجموعة من التجارب حدثنا عنها؟
بعد التخرج كان لي مشاركة في فيلم «حرائق» للمخرج «محمد عبد العزيز»، وأخرى في فيلم «ردّ القضاء» مع المخرج «نجدة أنزور» وهي أول تجربة سينمائيّة حقيقيّة، وقد استمتعت في العمل بها، والدور يحمل مشاهد صعبة على مستوى الأداء، وفي مساحة لا بأس بها. وفي الفترة الأخيرة انتهيت أيضاً من تصوير دوري في الفيلم القصير «مخاض الياسمين» وهو من كتابة وإخراج «علاء الصحناوي»، وقد فرحت بالتجربة مع هذا المخرج، وفوجئت بشخصيّته كمخرج مهتم بتفاصيل عمله، فهو يختار كوادره جيداً، ويعمل بهدوء وهذا ما جعلني أتفاءل بولادة مخرج مهمّ في السينما السوريّة».

تعد تجربتك في مسلسل «رفة عين» مع المثنى صبح من التجارب الناجحة جداً والتي تركت أثراً جميلاً لدى المتلقي فبماذا تعلق؟
تركت تجربتي في هذا المسلسل أثراً جميلاً لدى المتلقي، ولدي ثقة كبيرة بالمخرج «المثنى صبح»، لأنه يقدّم الممثل بصورة جميلة، وهو من الأسماء التي حلمت أن أعمل معها منذ أيامي في المعهد العالي».

ماذا عن تجربتك في مسلسل «بلا غمد» والمخرج فهد ميري؟
شخصيّتي في هذا المسلسل تدعى «يزن» ابن المسؤول، الذي يسيطر عليه في نمط تربية قاس، ويرغمه على ترك حبيبته، ويجبره على خطبة فتاة أخرى، وهي شخصيّة بخط لطيف وظريف، قدّمتني للجمهور، وأحبّ الناس ظهوري فيها.

ماذا عن جديدك في الدراما التلفزيونية؟
أصوّر دوري في مسلسل «هواجس عابرة» مع المخرج «مهند قطيش» من إنتاج شركة «الحاتم» للإنتاج الفنّي وهو أول عمل لها.

كيف يصقل مجد مشرف نفسه؟
القراءة بما يخدم العمل والخطّ المهني، فالكتاب يجب ألا يكون بعيداً عن الممثل، ولا بدّ من متابعة الجديد في المسرح والرواية والسينما، وأيضاً رؤية الأشخاص في الشارع ومراقبتهم هي حالة مهمّة جداً، ومتابعة نتائج الدراما، وعمل الممثلين، والزملاء، وتطور مستوى كتابة النصوص والحالة الإخراجيّة، فكل ذلك يفتح أفقاً لدى الفنان.

Exit mobile version