Site icon صحيفة الوطن

بكرة واحدة

| مالك حمود

التفكير بالغد والعمل لأجله يبدو الهاجس الأساسي لرياضتنا في وقتنا الحالي باعتباره المنفذ الوحيد لخلاصها من الأزمة وتراكماتها التي أثرت على الرياضة بمختلف مفاصلها وتسببت بخسارتها للكثير من اللاعبين والكوادر.
من الطبيعي للعمل المستقبلي أن يكون على الفئات العمرية والبدء بتصنيع منتخبات للسنوات القادمة من خلال الاهتمام والتركيز على فئة الناشئين وبنائها بالشكل الصحيح والسليم وتنشئتها على الطريق الدولي لضمان وجود مواهب حقيقية تأخذ حقها من التطور بالشكل المدروس وتتكون شخصيتها الفنية المتكاملة لتكون النواة الأساسية والحقيقية في فرقها وأنديتها، وتكمل بعضها في بناء منتخب الأحلام.
هذا الكلام نراه على أرض الواقع مع الكرة الطائرة السورية حيث التوجه نحو إقامة تجمعات لمنتخبات الناشئين في العديد من المحافظات المهتمة باللعبة ومنها دمشق التي لم تتوان عن تشكيل منتخب يضم قرابة الــ24 لاعباً ناشئاً، وخصصت لهم الكادر الفني والإداري الخبير والكفؤ والتمارين المنتظمة في صالة تشرين الرياضية بدمشق.
منتخب دمشق هو أحد تجمعات منتخب سورية للناشئين بالكرة الطائرة، والصورة البيانية تبدو مبهجة ومفرحة مع وجود هذا الكم من الخامات الواعدة والصاعدة والملتزمة بالتمارين بلهفة ومحبة، ولكن ماذا بعد؟!
هل يكفي ذلك؟!
وماذا يمنع من تكامل الأمور وإعطاء ذلك المنتخب أو تجمع المنتخب حقه من الدعم اللوجستي؟!
وهل تكفي كرة واحدة لتدريب تلك المجموعة الكبيرة من اللاعبين المتعطشين لممارسة اللعبة وتمارينها ولاسيما في فصل الشتاء حيث يعملون على التوازن بين تحصيلهم العلمي وتمارين المنتخب، وهم يمثلون أمل الغد؟!
سواء كان المسؤول عن المنتخب فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام، أم الاتحاد السوري لكرة السلة، فالدعم يجب أن يقدم لذلك المشروع الرياضي الإستراتيجي الذي يفترض أن تتوافر فيه كرة لكل لاعب أو كرة لكل اثنين من اللاعبين على الأقل فكيف لمشروع مستقبلي أن يبنى على كرة واحدة؟

Exit mobile version