Site icon صحيفة الوطن

يعتزم تعيين حامل وسام الصداقة الروسي وزيراً لخارجيته … الحلفاء يبثون مخاوفهم من سياسة ترامب السورية

| الوطن- وكالات

طفت على السطح المخاوف بين حلفاء من اقتراب انتقال السلطة في واشنطن إلى دونالد ترامب وفريقه الذي يعكس توجهات أكثر قرباً لروسيا، ولرؤيتها لحل الأزمة السورية.
وربما كانت مخاوف الدول الأوروبية من إدارة ترامب أكبر من مخاوف الدول الإقليمية الحليفة لواشنطن، وخصوصاً أن الدول الأوروبية تتخوف من أن يمتد التوافق الروسي الأميركي المرتقب إلى شرق أوروبا ما يتركها بين فكي كماشة روسي عبر شرق أوروبا وشرق المتوسط.
وجاء إعلان شبكات أميركية عن عزم الرئيس الأميركي المنتخب تعيين المدير التنفيذي لشركة «إكسون موبيل» النفطية ريكس تيليرسون وزيراً للخارجية في إدارته المقبلة، ليؤكد اتجاه ترامب نحو عقد صفقة مع الروس.
ونقلت شبكة «إن بي سي» الأميركية للأخبار عن مصادر مقربة من فريق ترامب الانتقالي أنه سيلتقي تيلرسون في وقت لاحق. وأوضح مسؤول بارز في فريق الرئيس المنتخب لوكالة «رويترز» أن تيلرسون ظهر بوصفه المرشح الأبرز لشغل منصب وزير الخارجية، بعد إعلان عمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني سحب ترشحه لهذا المنصب. وأثناء عمله بشركة «إكسون موبيل»، وقع تيلرسون خلال عام 2011 عقداً مع روسيا بهدف إجراء عمليات تنقيب عن النفط في القطب الشمالي، لكن الاتفاق لم ينفذ بسبب العقوبات المفروضة على روسيا. وفي عام 2013، قلد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تيلرسون، الذي تعرف عليه قبل أكثر من عقدين من الزمان وسام الصداقة وتبادل معه الأقداح، ما يدل على عمق العلاقة بين الرجلين. وتوقعت الصحيفة، أن يصبح جون بولتون «أحد الصقور المتشددة»، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إبان إدارة الرئيس جورج بوش الابن، نائباً لتيليرسون. ومضت إلى القول نقلاً عن مسؤولين أميركيين: إن عضو الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا دانا روهراباتشر، الذي خاض مباراة في المصارعة بالأيدي مع بوتين في واشنطن عندما كان الأخير نائباً لعمدة مدينة سانت بطرسبيرغ الروسية، يعد أحد المرشحين ليكون سفيراً لدى موسكو. ويعتبر روهراباتشر أشد المؤيدين لروسيا من بين أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 نائباً.
وأعلن ترامب عزمه قطع المساعدات عن مسلحي الميليشيات السورية، والعمل على بناء أرضية مشتركة مع موسكو ودمشق من أجل مكافحة تنظيم داعش.
وعبّر حلفاء رئيسيون للولايات المتحدة في أوروبا في هدوء عن قلقهم بشأن نهج الرئيس الأميركي المنتخب حيال سورية، متذرعين بأن تعهده بالعمل بشكل وثيق مع روسيا لن يفعل شيئاً يذكر لتقليل التهديد الإرهابي القادم من سورية. وقال دبلوماسيون غربيون حضروا المناقشات مع مستشاري ترامب وطلبوا عدم نشر أسمائهم إن رسالتهم كانت أن تحالفاً أميركياً مع روسيا ومن ثم مع الرئيس بشار الأسد لسحق جماعات مثل داعش سيأتي بنتائج عكسية.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن دبلوماسي فرنسي كبير قوله: «فيما يتعلق بالشأن السوري، تقول الإدارة الجديدة إن أولويتها سحق داعش لكننا شرحنا وجهة نظرنا، وهي أنه من دون حل سياسي في سورية ستكون هذه الجهود غير مثمرة بسبب إعادة تشكل جيوب جديدة للمتشددين». وفي كلمة علنية نادرة نهاية الأسبوع الماضي، قال رئيس جهاز المخابرات الخارجي البريطاني (إم. آي-6) أليكس يانجر: «لا يمكن أن نكون في مأمن من التهديدات التي تنطلق من (سورية) ما لم توضع نهاية للحرب الأهلية».
ولم يتضح بعد كيف ستسير سياسات ترامب في المستقبل. فلقد عبر بعض الأعضاء الحاليين والمحتملين في فريق الأمن القومي للرئيس المنتخب عن آراء أكثر تشككاً في روسيا. وقال الدبلوماسي الفرنسي الكبير: «ما نفهمه من محادثاتنا مع إدارة ترامب هو أنهم يهونون من احتمال اتفاق روسيا والولايات المتحدة بشأن قتال الدولة الإسلامية والتقارب الكامل مع موسكو». وبدوره، عبّر دبلوماسي عربي كبير عن حذره من سياسة ترامب في سورية. وقال: «لا يمكننا حقاً أن نتنبأ بها الآن».

Exit mobile version