Site icon صحيفة الوطن

نهائي مونديال الأندية – اليابان 2016 … بين واقعية الميرينغي وأحلام الساموراي

| خالد عرنوس

بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الثالثة عشرة نهائي غير مسبوق بتاريخها الممتد إلى العام 2000 فعلى أرض الملعب الدولي في يوكوهاما اليابانية يلتقي بداية من الساعة 12.30 ظهر اليوم (بتوقيت دمشق) فريقا ريال مدريد الإسباني وكاشيما أنتلرز الياباني للظفر بكأس البطولة وذلك في مواجهة تحدث للمرة الأولى في لقاء التتويج بين بطل أوروبا وممثل الدولة المنظمة الذي يمثل كذلك قارة آسيا، ويسبق النهائي في التاسعة صباحاً لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع بين أتلتيكو ناسيونال الكولومبي وأميركا المكسيكي وكلاهما يأمل بترضية عقب خسارتيهما نصف النهائي، وبالعودة إلى النهائي نجد أن التوقعات تصب في مصلحة الفريق الملكي في حين لا يعول اليابانيون كثيراً على فريقهم الذي حقق لهم فخراً غير مسبوق وهم قانعون أنه قدم شيئاً فاق التوقعات.

نهائي على غير موعد
لم يكن أشد المتفائلين بكاشيما أنتلرز ليتوقع بلوغه النهائي وهو الذي كان متوقعاً عدم مشاركته بالأساس بعد مباراة ذهاب نهائي الدوري الياباني التي خسرها صفر/1 إلا أن الفريق الذي استطاع قهر منافسه أوراوا ريدز في الإياب بهدفين لهدف ليتوج بطلاً لعام 2016 فدخل من الباب العريض إلى مونديال الأندية باعتباره ممثلاً للدولة المنظمة، وخالف الفريق الذي لا يضم سوى محترفين برازيليين التوقعات فتفوق على خبرة أوكلاند سيتي وغلبه 2/1 في الدور التمهيدي للبطولة على الرغم من تأخره بالنتيجة.
واستغل لاعبو كاشيما الوضع كما ينبغي في ربع النهائي وهزموا ماميلودي صن داونز حديث العهد كذلك في البطولة بهدفين نظيفين أكدوا من خلالهما أنهم يتمتعون بحيوية كبيرة ولاسيما أن الهدفين جاءا في الشوط الثاني على غرار المباراة الأولى، وتوقع الكثيرون أن مشواره لن يتعدى نصف النهائي مع دخول ناسيونال الكولومبي إلا أن سيطرة الفريق اللاتيني على الكرة لم تكن لتحد من خطورة اليابانيين الذين استفادوا من التكنولوجيا للمرة الأولى بتاريخ مسابقات الفيفا فتقدموا بركلة جزاء احتسبها الحكم بعد العودة إلى تسجيل الفيديو، وفي الوقت الذي حاول الكولومبيون العودة صمد مدافعو كاشيما واستغلوا المرتدات على الشكل الأمثل وزادوا الغلة إلى 3 أهداف صانعين إحدى أكبر مفاجآت البطولة ضاربين موعداً غير مسبوق مع الريال.

مرشح أزلي
على الطرف المقابل ومنذ صعوده إلى منصة التتويج في دوري أبطال أوروبا أصبح ريال مدريد مرشحاً أول للفوز باللقب المونديالي وذلك لأن أبطال القارة العجوز دائماً ما يكون لهم حظوة خاصة في مثل هذه المناسبات وعليه فإن محطة الفريق الملكي نحو النهائي لم تكن أكثر من مجرد نزهة فالفريق المكسيكي (أميركا) الذي جاء لمحو انتكاستي 2006 و2015 لم يكن أكثر من مجرد فقاعة كبيرة فجاءت خسارته بهدفي بنزيمة ورونالدو (في الوقت البديل من الشوطين) كانت طبيعية جداً ومن المنتظر أن يكون النهائي سهلاً على الريال الذي يستعيد قائده سيرجيو راموس.

ثلاثية زيزو
في النهائي تصب كل التوقعات في كفة الميرينغي بالطبع والفوز باللقب بطريقة هادئة كما حدث في نصف النهائي ربما يرضي لاعبي الفريق ومدربهم زيدان الذي يتطلع إلى ثلاثية سبق للإيطالي أنشيلوتي أن حققها للملكي قبل عامين إلا أنها ستكون مدخلاً رائعاً لزيزو في بداية مشواره التدريبي، وبالمنطق فإن إمكانيات كاشيما لايمكن مقارنتها بالزعيم الإسباني الذي سبق لمعظم تشكيلته الفوز باللقب المونديالي الأول في المغرب 2014 إلا أن بطل اليابان الذي حقق إنجازات كبيرة من إقرار الاحتراف في بلاد الساموراي سيحاول عدم الاكتفاء بالصور التذكارية مع رونالدو وراموس ومودريتش وبقية الغالاكتيكوس وربما تكون التوقعات في مصلحته في حال أجاد الدفاع جيداً عن مرماه.
ويدخل رونالدو وتوني كروس المباراة ليدونا اسميهما بين عمالقة برشلونة (بوسكتس وإينيستا وميسي وألفيس وبيكيه) الذين توجوا بالكأس في 3 مناسبات وسبق لرونالدو التتويج مع اليونايتد 2008 أما كروس فقد توج مع البايرن 2013 وكلاهما كان مع الملكي في رحلته المغربية قبل عامين.

لقب ثان
سنكون مغالين في حال رشحنا كاشيما للفوز باللقب على الرغم من أن منطق كرة القدم يعطيه نسبة قد تصل إلى 5%، وهو الذي يخوض مباراته الرابعة في البطولة وهو سلاح ذو حدين فخوض 3 مباريات سابقة يعطيه أفضلية معنوية لكنها بالمقابل قد تكون هذه المباريات استهلكت طاقة كبيرة من لاعبيه خاصة أنه خاض مباراتي نهائي الدوري الياباني قبلها بأسبوع واحد، على حين يدخل الريال واثق الخطوة فهو معتاد على خوض مباريات مكثفة ويدرك لاعبوه أن الجمهور لن يكون له دور كبير على اعتبار أنه يتمتع بجماهيرية واسعة حتى على الأراضي اليابانية.
الريال يخوض مباراته الثامنة في البطولة وسبق له الفوز بـ5 وتعادل باثنتين، وسبق للريال مواجهة فريق آسيوي في مشاركته الأولى عام 2000 وفاز فيها على النصر السعودي 3/1، وتحمل مباراة اليوم الرقم 8 في المواجهات الأوروبية – الآسيوية في البطولة ولم يسبق لممثلي القارة الصفراء الفوز بأي من المرات السبع السابقة، ومن هذه المواجهات المباراة الأغزر أهدافاً في المونديال وانتهت بفوز مانشستر يونايتد على غامبا أوساكا الياباني 5/3 في نصف نهائي 2008، وكذلك فوز برشلونة على السد القطري 4/صفر وهي إحدى النتائج الكبيرة في البطولة.

Exit mobile version