Site icon صحيفة الوطن

الشرطة الألمانية تبحث عن تونسي معرف لديها مرتبط بـ«شبكة إسلامية كبيرة» يشتبه في علاقته باعتداء برلين

شنت الشرطة الألمانية أمس الأربعاء حملة مطاردة لتوقيف منفذ الاعتداء الدامي بشاحنة على سوق الميلاد في برلين وهو الأسوأ الذي يتبناه تنظيم «داعش» في البلاد.
والاعتداء الذي نفذ مساء الإثنين في موقع يرتاده عدد كبير من السياح أوقع بحسب آخر حصيلة 12 قتيلاً وتبناه تنظيم «داعش» ما دفع بالشعبويين من اليمين إلى تجديد هجومهم على المستشارة أنجيلا ميركل التي اتهموها بتعريض البلاد للخطر عبر سياسة الهجرة التي تنتهجها، قبل أقل من سنة على الانتخابات التشريعية.
وتبحث الشرطة الألمانية عن تونسي عثر على بطاقة تكشف عن هويته في الشاحنة التي صدمت حشداً في سوق لعيد الميلاد في برلين مساء الإثنين. وتمكن السائق الذي قاد الشاحنة من مغادرة مكان الاعتداء ولا يزال فاراً.
وحسب معلومات صحيفة «بيلد» و«الغيمايني تسايتونغ دي ماينس» فإن الرجل معروف بثلاث هويات وثلاثة أعمار مختلفة.
وبدورها نقل موقع الأسبوعية دير شبيغل أنه يتحدر من تطاوين في جنوبي تونس، وأضافت الأسبوعية: إن الشرطة تعرف الشاب الذي كان ملاحقاً بتهمة ضرب آخرين والتسبب بجروح لهم، إلا أنه اختفى قبل محاكمته، ولا يزال يعتبر خطراً لأنه مرتبط بـ«شبكة إسلامية كبيرة».
وعثر المحققون على وثيقة الهوية تحت مقعد سائق الشاحنة التي دهست المارة في وسط برلين، ووثيقة الهوية التي عثر عليها داخل الشاحنة تمنح لمهاجر بعد رفض طلبه للجوء من دون طرده.
وأصدرت هذه الوثيقة سلطات مدينة كليف الواقعة في مقاطعة رينانيا شمال ويستفاليا المجاورة للحدود مع هولندا، حسبما نقلت صحيفة «الغيمايني تسايتونغ دي ماينس».
وبدوره قال قائد الشرطة كلاوس كانت: إن هذا الأمر «يعني أن شخصاً أو عدة أشخاص» مسؤولين عن الاعتداء «فارون ومعهم سلاح» وهو من دون شك الذي استخدم لقتل السائق البولندي الذي عثر عليه ميتاً في الشاحنة التي سرقت منه.
ويذكر أن سائق الشاحنة التي دهست المارة في مدينة نيس الفرنسية في الصيف الماضي كان تونسي الجنسية أيضاً وتسبب بمقتل 86 شخصاً قبل أن تقتله الشرطة.
وتؤكد المعلومات الاستخباراتية أن عدد التونسيين الذين توجهوا للقتال إلى جانب الجهاديين في سورية والعراق وليبيا يصل إلى نحو 5500 شخص.
من جهته أشار رئيس أبرز نقابات الشرطة أندريه شولتز إلى «عدة عناصر» في التحقيق للعثور على منفذ الهجوم، وقال مساء الثلاثاء لشبكة «زي دي إف»: «أنا متفائل بأننا سنتمكن على الأرجح في وقت قريب جداً من ضبط مشتبه فيه».
وبدوره حاول وزير الداخلية توماس دي ميزيير أيضاً الطمأنة قائلاً: إن الشرطة تملك عناصر تحقيق.
وأعلنت الشرطة أنها تدرس أكثر من 500 مؤشر بينها آثار الحمض النووي الريبي التي عثر عليها في الشاحنة وصور كاميرات المراقبة وعدة شهادات. وقال محقق لصحيفة «بيلد»: إن كل عناصر الشرطة المتوافرين يعملون للعثور على منفذ الهجوم.
وحسب وسائل الإعلام الألمانية فإن السائق البولندي للشاحنة الذي عثر عليه مقتولاً فيها وسرقها منه المهاجم كما يبدو، حاول على الأرجح تجنب وقوع مذبحة أسوأ عند محاولته السيطرة على المقود لكن من دون نتيجة.
وأظهر التشريح أن البولندي البالغ من العمر 37 عاماً الذي قتل بالرصاص داخل الشاحنة كان لا يزال حياً حين صدمت الشاحنة الحشد بحسب بيلد نقلاً عن مصادر مقربة من التحقيق. وعثر على جثة الرجل على آثار طعنات سكين وضربات.
وأعلن تنظيم «داعش» تبنيه الاعتداء. ونقلت وسيلة دعاية التنظيم «أعماق» أن «منفذ عملية الدهس في مدينة برلين الألمانية» هو من عناصر التنظيم الجهادي المتطرف.
بيد أن النيابة الألمانية المتخصصة في قضايا الإرهاب قالت: إن السلطات لم تتأكد من صحة التبني لكن «الهدف المختار وطريقة التنفيذ توحي» بهجوم إرهابي.
ولا يزال الارتباك سيد الموقف وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في برلين. وبدأ جدل في البلاد حول ضرورة حماية الساحات العامة بكتل إسمنتية أو السماح للجيش بالقيام بدوريات كما يحصل في دول أخرى.
وبين القتلى ستة ألمان حسب الشرطة، على حين تتواصل عمليات التعرف إلى آخرين. ويعمل المحققون في كل الاتجاهات في محاولة للعثور على المهاجم الذي صدم بشاحنة الأكشاك الخشبية الصغيرة في سوق الميلاد في برلين ما أثار الرعب في العاصمة.
(أ ف ب- رويترز- روسيا اليوم)

Exit mobile version