Site icon صحيفة الوطن

في ملكوت رحمتك يا يسوع

| إسماعيل مروة 

لا موعد لك.. لا يحدّك يوم.. ولا تختصرك ذكرى
ولدتَ في يوم هو الزمن
وعشتَ عمراً هو الدهر
وأحببتَ حباً هو الحب
فكنتَ المحبة ورسولها وناطقها
وكنتَ الكلمة والرحمة وفاعلها
إنهم لا يعلمون قلت عنهم
بل كانوا يعلمون
لو كانوا يعلمون ما يفعلون؟!
مزقوا القداسة فيك
رموك بما لم يكن ممكناً لأنهم يعلمون
أفخر ثيابهم أمام عريك
أقذر عهرهم أمام طهرك
تعلم أنهم يعلمون وأنكرت علمهم
لتهديهم… ربما!
لتحمل خطاياهم… ربما!
لتصل إلينا وتنعش أرواحنا.. ربما!
وضعناك على صليبك وانحنينا
رسمناك أيقونات وناجينا
ناولنا ما عرفنا واكتفينا
وسرنا نردد لك يا حامل خطايانا
إن ضاقت الدنيا بنا تذكرنا رحمتك
وإن ضاقت بغيرنا نسيناها..
إن سال دمنا ذكرنا أن دمك الفداء
وإن سال دم غيرنا تحلقنا حول دمك
يا يسوع المقدس اسمه
كن معنا… انزرع فينا
اكشف لنا جهلنا مع علمنا
لا تحمل عنا خطايانا
ضعنا أمام خطايانا بحق أنفسنا
أعرف أنك تسامح وتغفر
أعرف أنك تحمل وتتألم وتصبر
أعرف أنك ترقب ولا تقترب
ضعنا أمام ذواتنا… أعد لصليبك دمه وسر بنا
إلى درب آلامك عُدْ
طفلاً في مغارته عُدْ بنا
أعد إلينا طفولتك وطفولتنا
كلّم من مهدك الذين يعلمون
أرشد من مهدك الذين لا يعلمون
مريم العذراء… البتول
أم وروح قدس ورسالة
وبراءة من فم طفل المغارة
كم من المريمات يا يسوع؟!
هزّت جذع النخلة
لم يمسسها بشر… لم تك بغيا
وحين ناداها من وراء المحراب كنت أنت
يسوع البشارة… يسوع القداسة
درب آلامك تراه في أعينهم … وتمشيه!
حقد قلوبهم تراه في أرواحهم… وتسامحهم!
مجدليتك برأتها… ماذا لو لم تكن؟!
كم من المجدليات قبل؟!
قبل أن تكون… كم من المجدليات بعد؟!
بعد أن قلت
خالد أنت في الروح خلود الأبد
فهل نقرأ ما قلته كخلودك؟!
رسول حب ورسالة كنت
تركت الرسالة فهل نقرأ؟
ذات زمن كان… ذات مغارة مقدسة
كانت مريم.. وكان يسوع
أخرجته من روحها
لأرواحنا كان ولم نكن!
على كل صليب علقناك… ما أكثر الصلبان!!
في كل درب للآلام نقشنا صورتك… وكل دروبنا آلام
وأنت الرحمة تسير بنا وتسري
إنهم لا يعلمون
ومحمد قال كذا
لعله يخرج من أصلابهم!
ماذا خرج يا يسوع؟
أين مغارتك وترابها؟
أين مريم وطهرها؟
أين المجدلية وبراءتها؟
تركناك على الصليب
وانغمسنا في الناموس.. في النواميس
لك الصليب والدم… ولنا الماء والعطر
لك العري ولنا الحرير… لك المسامحة ولنا الارتكاب
ببصيص الضوء القادم منك
في مغارة مقدسة… ليغمر الأم المقدسة
ولينشر الروح القدس
بهم كنت يا طفل المغارة
لا نطلب منك أن ترحم فقد رحمت
ولا أن تحمل خطايانا فقد أرهقنا قداستك
ولا أن تغفر لنا.. ولا أن ترحمنا..
فالمقرّ بالذنب لا يستحق الغفران
والمرتكب لا تقترب منه رحمة
يا طفل المغارة أرشدنا إلى طهرك
اخرج علينا من خلودك… أعطنا زاد درب آلامنا
حمّلنا خطايا لنشعر ثقلها
ازرع فينا خطايانا وحاسبنا
صارحنا بأننا نعلم وتحلقنا حول مريم
عرفنا قداساتها وأردنا اتهامها
ولكن الرب تكفل بها وبطهرها
فكان أن تكلمت في مهدك
كم من الدروب مشينا؟!… وكم من الآلام حصدنا؟!
والمغارة تدعونا للتطهر ولا نفعل!
لا موعد لك… لا يحدّك يوم… لا تختصرك ذكرى
أقف مع من يلهج باسمك
أناديك وأعلم أن روحك تصطفي
من قمة قاسيونها تناديك… من ماء برداها تجأر
من شارعها المستقيم تستصرخ
بك كانت.. ومنها انطلقت للدنيا
شام بكل ذرة تراب تناديك
لا تبرئ الجناة يا يسوع
إنهم يعلمون… اتركهم هناك
دعهم مشلوحين في عهرهم… لا تمنحهم عفوك
وعلى باب مغارتك أرواح الأطفال
أمنيات الأطفال… جوع الأطفال
لا تتركهم.. اجعلهم يعلمون حقاً بعلمك
لينسرب النور من مغارتك
تقدس اسمك يا يسوع… بوركت يا طفل المغارة
مغارة ضوء وقداسة صارت كوناً
والكون كله يضاء بشمعتها
اهبط على الكون يا يسوع
إنه في ملكوت رحمتك.

Exit mobile version