Site icon صحيفة الوطن

أوباميانغ وماني ينافسانه على جائزة الكاف .. هل يكون محرز لاعب إفريقيا الأول؟

| خالد عرنوس

سيكون اللاعب الجزائري رياض محرز جناح ليستر سيتي أحد ثلاثة لاعبين مرشحين لنيل الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة في القارة الإفريقيا عن عام 2016 التي يمنحها الاتحاد الإفريقي والتي سيعلن عنها خلال الاحتفال السنوي التي يقيمها لتوزيع جوائزه في الخامس من الشهر القادم، وضمت القائمة الأخيرة التي أعلنها الاتحاد بيير أوباميانغ لاعب منتخب الغابون ودورتموند الألماني والسنغالي ساديو ماني لاعب ليفربول الإنكليزي وتبدو المنافسة قوية بين هذا الثلاثي نظراً لما قدمه كل منهم مع ناديه ومع منتخب بلاده ضمن تصفيات إفريقيا 2017 وكذلك التصفيات المونديالية.

موضة فرنسية
على غرار جائزة فرانس فوتبول (الكرة الذهبية) التي ينالها أفضل لاعب في القارة الأوروبية بدأت المجلة الفرنسية بإعطاء جائزة مماثلة لأفضل لاعب إفريقي منذ عام 1970 مع بداية انتشار اللاعبين القادمين من القارة السمراء إلى الملاعب الأوروبية والفرنسية على وجه التحديد وقد توج بأول كرة المالي ساليف كيتا لاعب سانت إيتيان الفرنسي وبقيت هذه الجائزة قائمة حتى عام 1994 يوم قررت الجهة المانحة دمج الجائزة لتشمل كل لاعبي العالم الموجودين في أوروبا ومن ثم كل نجوم الكرة الأرضية.
ومع هذه الخطوة اتخذ الاتحاد الإفريقي (الكاف) قراراً بمنح جائزته الخاصة لأفضل لاعب في القارة وذلك مطلع كل عام، ويرشح الاتحاد الإفريقي عبر لجنة من الخبراء لائحة من أفضل اللاعبين مبدئياً قبل أن تتقلص إلى خمسة لاعبين ثم ثلاثة قبل نحو أسبوعين من تاريخ الإعلان عن الفائز، علماً أن الاحتفال الذي يقيمه الاتحاد يوزع فيه جوائز عديدة لأفضل لاعب يلعب داخل القارة وأفضل مدرب وأفضل لاعب شاب وفريق العام.

أمجاد يا عرب
على الرغم من سيطرة العرب منتخبات وأندية على الكثير من بطولات القارة في أوقات كثيرة إلا أن جائزة أفضل لاعب لم تعرف سوى تتويج لاعب عربي واحد هو المغربي مصطفى حجي تحت رعاية الاتحاد الإفريقي وذلك عام 1998، أما برعاية فرانس فوتبول فقد سبق لستة لاعبين عرب أن توجوا بكرتها الذهبية وهم: المغربي أحمد فراس (1975) والتونسي طارق دياب (1977) والجزائري الأخضر بللومي (1981) والمصري محمود الخطيب (1983) والمغربيان محمد التيمومي وبادو الزاكي (1985 و1986).
الغريب أنه منذ دأب الكاف على منح جائزة أفضل لاعب لم يدخل القائمة النهائية المكونة من ثلاثة لاعبين سوى ثلاثة لاعبين عرب وهم: حجي والمصريان محمد أبو تريكة وأحمد حسام (ميدو) وذلك لغياب اللاعبين العرب عن التألق في البطولات الأوروبية والتي باتت محكاً رئيساً للحكم على الأفضل.

عام رائع
في عام 2016 اختلفت الصورة تماماً فشهدت القارة العجوز تألقاً لافتاً للعديد من نجوم لغة الضاد وذلك امتداداً للأعوام القليلة الفائتة فضمت قائمة المرشحين الخمسة للجائزة كلاً من المصري محمد صلاح الذي يضيء سماء الكالشيو والجزائريين رياض محرز وإسلام سليماني لاعبي ليستر سيتي والأخير أبعد من القائمة برفقة صلاح وهو الذي تألق في سبورتنغ لشبونة البرتغالي قبل أن يرحل نحو إنكلترا، وبقي محرز منافساً لأوباميانغ وماني على جائزة هذا العام.
وتألق رياض محرز الذي ترعرع في نادي لوهافر الفرنسي بقوة مع ليستر وكان أحد الأسباب في تتويج نادي الثعالب الزرق بلقب البريميرليغ للمرة الأولى بتاريخه وهي مفاجأة ضخمة بمقاييس الكرة في بلاد الضباب وهو سبب كاف لزيادة أسهم محرز للظفر بجائزة أفضل لاعب خاصة أنه احتل المركز السابع في سباق الكرة الذهبية التي تمنحها فرانس فوتبول والتي شهدت تتويج رونالدو بها متقدماً على ميسي وغريزمان وسواريز ونيمار وبيل.

مشوار حافل
بدأ رياض محرز رحلته مع الكرة في ناد فرنسي هاو يدعى كويمبيه قبل أن ينتقل إلى لوهافر فلعب لشبابه ثلاثة مواسم ومثلها مع الفريق الأول وفي صيف عام 2014 قادته الظروف إلى الدوري الإنكليزي حيث نادي ليستر سيتي الصاعد حديثاً إلى الدرجة الممتازة وفي موسمه الأول عانى الفريق كثيراً من أجل الصمود بين الكبار وفي الموسم الماضي سجل مفاجأته الكبرى وكان لمحرز أياد بيضاء بتسجيله 17 هدفاً وصناعة عدد آخر من الأهداف وشكل قوة ضاربة مع لاعب الوسط الفرنسي نغولو كانتي والمهاجم الإنكليزي جيمي فاردي.

تألق مستمر
شكل عدم انتقال رياض إلى فريق أكبر خلال الصيف الفائت صدمة له ولجماهيره إلا أنه واصل التألق هناك على الرغم من تراجع الفريق محلياً وأبدع أوروبياً وتصدر مجموعته بالشامبيونزليغ في مشاركته الأولى وبات ركيزة أساسية في حسابات المدرب رانييري وأيضاً يعول عليه الناخب الوطني (البلجيكي) جورج ليكنز في نهائيات كأس إفريقيا التي تقام الشهر القادم في الغابون وهو الذي تألق بقيميص محاربي الصحراء منذ ارتدائه للمرة الأولى عام 2014 وخاض تحت رايته 27 مباراة سجل فيها 6 أهداف.
ويعتقد الكثيرون أن فوز محرز البالغ من العمر 25 عاماً بلقب أفضل لاعب في القارة منطقي وخاصة بعدما منحته مجلة وورلد سوكر البريطانية هذا اللقب قبل أيام، ولاسيما أن ساديو ماني وأوباميانغ لم يحققا أي لقب خلال الموسم المنصرم، فهل نشهد ذلك ليكون ثاني عربي يفوز بهذه الجائزة؟ لن ننتظر أكثر من سهرة الخامس من يناير (كانون الثاني) لنتأكد.

Exit mobile version