Site icon صحيفة الوطن

لخص السبب.. بشعارت «التحدي» للجبير وتراجع القدرة البترولية على شراء مواقف الدول … الغرب انقلب على السعودية «المارقة» في سورية

| وكالات

أكد تقرير نشرته صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية أن السعودية عاشت أسوأ سنة دبلوماسية لها العام الماضي، وباتت «تحتل مكان طهران «كدولة مارقة» في تحاليل الاستخبارات» الغربية بعد فشلها في سورية واليمن، ولم تعد قادرة على «صياغة علاقات بعيدة عن «العطاء البترولي» الذي ميزها في شراء مواقف الدول الصغيرة والكبرى عبر صفقات الأسلحة». ولخص التقرير تراجع السعودية في الساحة الدولية في «قراءة شعارات التحدي التي رفعها وزير خارجيتها عادل الجبير والتي لم تجد صدى بل انقلبت على الرياض وبدأت تتبرأ منها بتصريحات ملتوية وهي شعار: الرئيس «بشار (الأسد) سيرحل وبالقوة»، وها هو (الرئيس) بشار أصبح قوياً في دمشق وترغب الدول الغربية في بقائه لسنوات.
أما الشعار الثاني الذي رفعه الجبير فكان حسب التقرير: «سنسحب أموالنا من الولايات المتحدة إذا تم التصويت على قانون جاستا»، الذي يتيح للأميركيين رفع دعاوى على السعودية بسبب تورط مواطنيها في تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول 2001م)»، لافتاً إلى أن الكونغرس ومجلس النواب قد صوتا على القانون سنة 2016، «وها هي السعودية تلتزم الصمت خوفاً من الرئيس الجديد الذي سيحتل منصبه في ظرف أسبوعين دونالد ترامب الذي سيرد على التحدي والعناد بتحد وعناد مضاعف»، ولاسيما أن تقارير في واشنطن «اتهمت السعودية ودول الخليج بدعم المتطرفين في سورية». واعتبر التقرير أن السعودية «فقدت البوصلة النهائية في الحرب في سورية، فقد كانت تتزعم جبهة مناهضة نظام (الرئيس) بشار الأسد عسكرياً ودبلوماسياً، ولكن ما لبثت أن انكمشت في هذا الملف بعد تدخل الدب الروسي الذي يصوغ خريطة الطريق لسورية خلال العقود المقبلة برفقة تركيا وإيران».
ولفت التقرير إلى أن السعودية خلال 2016، فقدت ما كانت تعتبره «جناحيها المسلحين، تركيا ومصر، فالأخيرة استعادت استقلالية قرارها السياسي وانفتحت على سورية ورفضت حرب اليمن، على حين تركيا همشت السعودية بصفة مطلقة في الملف السوري». وأضاف: «لن يتفاجأ الرأي العام إذا خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غداً يتهم السعودية بتمويل داعش كما اتهم الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بالخصوص بعد تعرض بلاده لمزيد من الضربات الإرهابية».
وأجرى التقرير مقارنة بين السعودية وإيران، متطرقاً إلى نجاح الأخيرة بإبرام الاتفاق النووي عام 2015، مع القوى الست الكبرى، مشيراً إلى أن «ترجمته إلى واقع سياسي بدأت سنة 2016، وبدأت القوى الغربية تغازل إيران إيماناً بما يوفره السوق الإيرانية من أرباح مستقبلاً». كما أشار التقرير إلى النجاح الإيراني في «التوقيع على صفقتين من أكبر الصفقات في تاريخ الطيران مع كل من (شركتي) إيرباص (الفرنسية) وبوينغ (الأميركية) بما يفوق 36 مليار دولار سنة 2016، معتبرا أن «هذا الاتفاق هو سحب البساط من العربية السعودية التي كانت توظف الصفقات الكبرى للضغط على الدول الغربية للتشدد في سياستها تجاه طهران»، مشيراً إلى أن الدول الغربية «لم تكتف بعدم الإنصات للسعودية، بل بدأت الرياض تحتل مكان طهران «كدولة مارقة» في تحاليل الاستخبارات».
وتطرق التقرير إلى بدء ألمانيا بتوجيه الاتهامات إلى السعودية بالوقوف وراء التطرف في العالم، ومطالبة المملكة بإغلاق مراكزها الثقافية في ألمانيا، «وهو ما تم بالفعل في المدن التي كانت تخطط الرياض لفتح مراكز جديدة».
أما «الضربة القاسية التي تحولت إلى سيف دومقليس (فكانت) هي تصديق الكونغرس ومجلس النواب الأميركي على قانون «جاستا» الذي يتيح للأميركيين رفع دعاوى على السعودية بسبب تورط مواطنيها في تفجيرات 11 أيلول 2001»، وفق التقرير. الضربات باتجاه السعودية لم تتوقف هنا حسب التقرير، بل امتدت إلى الغرب حيث «جاءتها الضربات الدبلوماسية القوية في الحرب التي تشنها على اليمن بزعامة مجموعة من الدول الملكية «عاصفة الحزم»، فقد نبهتها بريطانيا، وندد بها البرلمان الأوروبي» مشيراً إلى أن كندا «قد توقف صفقات ضخمة للأسلحة بسبب مقتل مدنيين في الحرب».

 

Exit mobile version