Site icon صحيفة الوطن

بطولة كأس الأمم الإفريقية بنسختها الحادية والثلاثين – الغابون 2017 … صراع متجدد بين الوحوش والضواري

| خالد عرنوس

أيام قليلة وتنطلق على أرض أربعة ملاعب في أربع مدن غابونية منافسات النسخة الحادية والثلاثين لبطولة كأس الأمم الإفريقية بكرة القدم والتي تحتفل بعامها الستين بمشاركة 16 منتخباً تمثل نخبة القارة السمراء في بطولة يتوقع أن تجذب أنظار الكثيرين من متابعي كرة القدم العالمية نظراً لرفعة مستوى الكرة السمراء في العقود الأخيرة وأيضاً لوجود عدد من النجوم الذين كونوا شعبية واسعة وسط متابعي البطولات الأوروبية المحلية والقارية وأيضاً سيكون العرس الإفريقي حافلاً كالعادة بحضور كثيف لكشافي المواهب وسماسرة اللاعبين بانتظار الشباب الذين مازالوا بعيدين عن القارة العجوز.
ولن تخرج البطولة عن كونها أرضاً خصبة لإظهار المهارات العالية للكرة الإفريقية وقد استعادت نسخة الغابون زعيم البطولة (منتخب مصر) الذي سيكون في مقدمة المرشحين للمنافسة على اللقب إلى جانب أفيال ساحل العاج بطل النسخة الفائتة وأيضاً العائد من جديد أسد الكاميرون الجريح ومحاربي الصحراء الجزائري إلى جانب نجوم غانا السوداء وربما منتخبات أخرى لم تكن بالحسبان.

أبطال غائبون
14 منتخباً سبق لها التتويج بكأس البطولة إلا أنها أن تكون حاضرة كلها في الغابون فيغيب ستة أبطال سابقين ولعل الفراغ الأكبر سيتركه منتخب نسور نيجيريا ليس لأنه بطل القارة قبل 4 سنوات فقط بل لأن الخضر دأبوا على لعب أدوار مهمة في البطولة منذ فوزهم باللقب لأول مرة عام 1980 فهم الأكثر ظهوراً بين الثلاثة الأوائل بـ14 مرة.
ومن الأبطال الجدد إخفاق منتخب زامبيا البطل المفاجأة في عام 2012 بتخطي التصفيات فحل ثالثاً في المجموعة التي ضمت كلاً من الكونغو وكينيا وغينيا بيساو.
وإذا كان خروج النيجيريين مفاجئاً فإن غياب المنتخب الإثيوبي أحد المؤسسين وبطل 1962 وكذلك المنتخب السوداني الشقيق الذي لعب دوراً مهماً من أجل انطلاق البطولة وصاحب لقب 1970 لم يكن كذلك بعد أن شهد المنتخبان تراجعاً كبيراً حتى إنهما تأهلا في مرات نادرة إلى النهائيات فصقور الجديان السوداني تأهل مرتين إلى النهائيات في 40 عاماً أخيرة ومثله الإثيوبي، وينطبق الأمر ذاته على المنتخب الكونغولي بطل 1972 الذي لم يتأهل للنهائيات سوى خمس مرات عقب تتويجه، ويأتي غياب منتخب البافانا بافانا الجنوب إفريقي ليؤكد تراجعه منذ حلوله بالمركز الثالث في بطولة عام 2000 وهو الذي دشن عودته إلى حظيرة المنافسات الدولية بتتويجه بلقبه القاري الوحيد 1996 ثم حل وصيفاً بالنسخة التالية 1998، ولم يكن منتخب الكونغو بطل 1972 أحسن حالاً على الرغم من أنه وصل الى ربع نهائي النسخة الفائتة لكن لا ننسى أن حضوره يومها كان الخامس في النهائيات فقط منذ تتويجه بلقبه اليتيم.

عائدون ومرشحون
لعل أبرز العائدين إلى النهائيات هو صاحب الزعامة المنتخب المصري الشقيق الذي غاب بسبب ظروف قاهرة عن النسخ الثلاث الأخيرة وهو الذي توج بثلاثة ألقاب متتالية قبلها، وإذا كانت تصفيات 2015 شهدت خروج المنتخب المصري على يد تونس والسنغال فإن المفاجأة الأكبر كانت في تصفيات 2013 وقد خرج من الدور الأول أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى الفريق الذي لم يتأهل قط إلى النهائيات، وذلك بعد السقوط بغرابة في تصفيات 2012 بالحلول في المركز الأخير ضمن المجموعة التي ضمت جنوب إفريقيا وسيراليون والنيجر.
ومن العائدين أيضاً أسود الأطلس المغربي الذي غاب عن النسخة الفائتة لسبب إداري محض بعد اعتذار بلاده عن استضافة البطولة فحرم من حضورها وهو الذي خاض مربع الكبار في خمس مناسبات وتوج مرة بالكأس وقد أخفق منذ حلوله وصيفاً في 2004 بتخطي الدور الأول وقد سبق له أن أخفق بالتأهل إلى نهائيات 2010.
أيضاً منتخب توغو يعود إلى البطولة بعد غيابه عن النسخة الأخيرة بعد حلوله بالمركز الرابع في مجموعة ضمت غانا وأوغندا وغينيا وهو الذي بلغ النهائيات في 8 مناسبات سابقة لكنه أخفق بتجاوز دور المجموعات سوى في نسخة 2013 علماً أنه انسحب من بطولة 2010.
بدوره يعود منتخب زيمبابوي إلى البطولة بعد غياب دام أكثر من 10 سنوات وسبق له المشاركة في نهائيات 2004 و2006 فقط وقد اكتفى خلالهما بخوض الدور الأول، أما منتخب أوغندا فيشارك في نهائيات الغابون للمرة الثانية بتاريخه وكانت المرة الأولى عام 1978 ويومها خسر النهائي أمام غانا لكنه أخفق بتكرار الظهور في البطولة حتى نجح بالتأهل إلى البطولة القادمة مستفيداً من نظام التصفيات بعدما أنهاها بأفضل رصيد لأصحاب المركز الثاني وراء نظيره البوركيني وأمام منتخبي بوتسوانا وجزر القمر.

منتخبات 2017
ثمانية منتخبات سبق لها الفوز باللقب إضافة إلى ثمانية لم تعرف التتويج ومنها أربعة سبق لها خوض النهائي هي التي سنتابعها في البطولة وبينها منتخب غينيا بيساو الذي تأهل للمرة الأولى بتاريخه وقد تفوق على بطلين سابقين (الكونغو وزامبيا) بالتصفيات، وقد قسمت المنتخبات الـ16 إلى أربع مجموعات على النحو التالي:
• المجموعة الأولى: الغابون – بوركينا فاسو -الكاميرون – غينيا بيساو.
• المجموعة الثانية: الجزائر – تونس – السنغال – زيمبابوي.
• المجموعة الثالثة: ساحل العاج – الكونغو الديمقراطية – المغرب – توغو.
• المجموعة الرابعة: غانا – مالي – مصر – أوغندا.

البطل والزعيم
من الصعب التكهن بهوية الفريق الذي سيتوج بطلاً للقارة السمراء نظراً للتقارب الشديد بين معظم المنتخبات المشاركة، ولكن لا يمكن تجاهل تفوق بعضها إما بالخبرة وإما بالأسماء ويأتي منتخب ساحل العاج في مقدمة المرشحين فزيادة على أنه بطل النسخة الفائتة فهو أحد أكثر المنتخبات مشاركة بـ21 مرة وقد خاض النهائي 3 مرات في العقد المنصرم وإن كان لم يظهر بصورة البطل في التصفيات فتأهل بصعوبة عن المجموعة التاسعة التي ضمته مع سيراليون والسودان، ويقوده في الغابون المدرب الفرنسي الجديد ميشيل دوسييه أما أبرز لاعبيه فهم سالمون كالو وباكامبو وبينك أفوبي وإيكوكو ومولومبا وبوكادي ويغيب القائد يايا توريه الذي أعلن اعتزاله وجيرفيينو للإصابة.
وتأتي عودة المنتخب المصري لتضعه في مقدمة المرشحين على الرغم من غياب جل الأسماء التي كانت حاضرة إبان اللقب السابع ويعول أبناء الكنانة على خبرة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر وبعض النجوم المتألقين أمثال محمد صلاح ورمضان صبحي ومحمد النني وأحمد المحمدي أحمد محجوب والحارس العجوز عصام الحضري، ويعد المنتخب المصري صاحب السجل الأمضى في البطولة من خلال 22 مشاركة و7 ألقاب و14 وصولاً إلى مربع الكبار.

أسود ونجوم
ولا يمكن إغفال منتخب أسود الكاميرون العائد بقوة حسب نتائجه في التصفيات وبتصفيات المونديال وعلى الرغم من المشاكل الفنية التي يواجهها مدربه البلجيكي هوغو بروس خاصة بعد أخبار عن امتناع عدد من اللاعبين عن خوض البطولة، وغاب المنتخب الكاميروني عن بطولتي 2012 و2013 وخرج من الدور الأول في 2015 إلا أنه يبقى أحد أكثر المنتخبات نجاعة في البطولة، فقد شارك 17 بالنهائيات ففاز باللقب 4 مرات وخاض نهائيين وحل ثالثاً مرة ورابعاً مرة، وأبرز لاعبيه فينست أبو بكر وموتينغ وكلينتون نجي ونيكولاس نكولو.
ويدخل منتخب الجزائر مرشحاً على الرغم من مجموعته الصعبة فمحاربو الصحراء الذين يقودهم البلجيكي جورج ليكنز يعتبرون من التشكيلات الأكثر تألقاً بقيادة رياض محرز وإسلام سليماني والهلال عربي سوداني وتايدر وعبيد وبراهيمي ومبولحي وسواهم.
ولا يمكن إغفال فرصة أسود الأطلس المغاربة وأيضاً نسور قرطاج التوانسة ونجوم غانا السوداء الذين أصيبوا بتراجع كبير في الآونة الأخيرة، وكذلك منتخب مالي ثالث نسختي 2012 و2013.

Exit mobile version