| خالد عرنزس
قبل كل نسخة من كأس الأمم الإفريقية خلال العقدين الأخيرين على وجه الخصوص تثار مسألة توقيت البطولة ولاسيما من جهة الأندية الأوروبية الكبيرة صاحبة المال والجاه والسطوة الإعلامية على امتداد الكرة الأرضية وذلك اعتراضاً على تفرغ الكثير من لاعبيها لخوض منافسات البطولة وقد التحق أغلبيتهم على بعد أسبوع من انطلاق النسخة 31 التي ستقام في الغابون بداية من السبت القادم.
الأندية المعترضة تطالب الاتحاد الإفريقي بإقامة البطولة خلال فصل الصيف للتخلص من همّ التخلي عن بعض لاعبيها الذين باتوا يمثلون ثقلاً لا يستهان به على صعيد نجوميتها وتشكيلاتها وإن كانت مطالبات سابقة طرحت إقامة البطولة كل أربع سنوات مرة على غرار اليورو وكوبا أميركا أو حتى البطولة الآسيوية على الرغم من التأثير الأقل لهذه الأخيرة في أندية القارة العجوز إلا أن المطالب الأوروبية لم تجد أذاناً إفريقية مصغية بل كان هناك إصرار أسمر لدرجة العناد في بعض الأحيان مثلما حدث يوم نقل الاتحاد الإفريقي سنوات تنظيم بطولته الأهم إلى السنوات الفردية فأغاظ الجميع بأن نظم بطولة في 2013 بعد عام واحد فقط على نسخة 2012.
واليوم مازالت المحاولات الأوروبية مستميتة لإثناء (الكاف) عن تعنته بأن تقام البطولة في الصيف مثلما اقتنع اتحاد أميركا الجنوبية سابقاً وأقر تنظيم كوبا أميركا كل أربعة أعوام وهي التي أقيمت لأكثر من ثمانية عقود مرة كل عامين.
الأندية المتضررة من تسرب لاعبيها الأفارقة رفعت الصوت وهاهو ليستر سيتي على سبيل المثال سيفتقد أهم عناصره على حين فريق مثل ريال مدريد بعيد عن الصورة على اعتبار أنه لا يضم أي لاعب إفريقي، وأعرب مورينيو عن انزعاجه بسبب لاعب لا يعتبر من الصف الأول ولم تنفع صيحات الاعتراض القديمة جداً لفينغر، وقس على ذلك في أندية فرنسا خاصة، أما ليفربول الإنكليزي فقد ترك الأمر لرغبة لاعبيه فالتحق ساديو ماني بالسنغال في حين رفض جويل ماتيب الانضمام إلى الكاميرون.
ماتيب ليس وحده بل هناك عدد آخر من لاعبي بلاده رفضوا خوض البطولة لأسباب متعددة وللكاميرونيين سوابق مخزية في هذا المجال، ففي مونديال 2014 أثيرت فضيحة حول رفض اللاعبين خوض مباراتهم الأخيرة قبل قبض استحقاقاتهم المالية.
الجدل قديم ومازال قائماً والاعتراضات من جهات عديدة ويبدو الكاف عازفاً عن تلبية رغبات الآخرين فإلى متى سيبقى هذا الجدل ونحن في زمن المال والأعاجيب.