Site icon صحيفة الوطن

أخضر ولكن..!

| مالك حمود

ملاعب ومتاعب، هذا حال عشاق كرة القدم الذين يعيشون تناقض الفرح بعودة مباريات دوري إلى محافظات جديدة محققة اتساعاً في مساحة نشاط وفاعلية اللعبة، وسوء أرضية معظم الملاعب التي تقام عليها تلك المباريات في حالة تدعو لليأس من الناحية الجمالية، وللقلق والحذر الشديد خلال اللعب خشية التعرض للإصابة فأين ملاعبنا الخضراء؟!
وتأتي الأخبار لعلها تحمل الفرح لعشاق كرة القدم في العاصمة ولبقية الفرق التي تلعب بدمشق بعودة ملعب الجلاء إلى الخدمة الرياضية، وقدرته على استقبال مباريات كرة القدم.
كلام جميل، ولا مانع من الدخول في التفاصيل.
ملعب الجلاء بعد ذلك الغياب الطويل يعود إلى الخدمة ولكن من دون عشبه الطبيعي المعتاد.. فخلال خمسة وأربعين عاما أو أكثر وأرضية ملعب الجلاء من العشب الطبيعي، واليوم تزال الأرضية الترابية ويتحول الملعب إلى التارتان، وشتان بين الأرضيتين، ولنا في ملعب العباسيين خير مثال في ذلك، فالعباسيين الذي تم تحويله من العشب الطبيعي إلى العشب الصناعي كي يستضيف افتتاح حفل الدورة العربية الخامسة عام (76) ومباريات كرة القدم في هذه الدورة واستضاف بعدها بطولة العالم العسكرية لكرة القدم، وبطولة الشرطة العربية بكرة القدم، ولعب عليه العديد من فرق الدوري الإنكليزي المرموقة أواخر السبعينيات، ورغم ذلك فقد كان الاحتفال بداية التسعينيات بتحويله إلى العشب الطبيعي ليبدأ مرحلة حضارية جديدة ومتفائلة، معتبرين أن العشب الصناعي (موضة قديمة) وغير جدير بالمباريات الرسمية ولا حتى التدريبات ومن لعب على ملعب العباسيين في زمانه يذكر هذا الكلام ويدركه فعلا.
واليوم وبعد عشرات السنين نعود بملعب الجلاء إلى العشب الصناعي وأرضيته الصلبة!
لسنا ضد ديناميكية البحث عن الحلول البديلة لحل مشكلات الملاعب ونتمناها أن تكون حلولا طبيعية وليست صناعية، رغم معرفتنا بتكلفة تعشيب الملعب مجددا، لكن في الوقت ذاته فالعمل يقوم على أرضية مهيأة لذلك من بنية تحتية خاصة بالعشب الطبيعي وشبكة الصرف والتصريف، بينما الانتقال إلى العشب الصناعي يتطلب إزالة كل ذلك، وبالتالي عدم إمكانية العودة إليه! فلو كان التارتان هو الحل الأمثل لوجدناه يغطي معظم ملاعب العالم، وأولها الدول المتطورة التي اخترعته أصلا، ليغدو لغايات تدريبية على الأكثر، وبالطبع ليس للفرق الرسمية والمحترفة تفاديا لما تسببه صلابة الأرضية من إصابات ظاهرة وخفية.
خطوة ملعب الجلاء نقلتنا إلى مرحلة جديدة نأمل أن تحقق الجدوى وأن تساهم فعلاً في حل أزمة الملاعب واستيعاب القسط الأكبر من النشاط التدريبي والتنافسي لكرة العاصمة، وعزاؤنا بمنظرها الأخضر…

Exit mobile version