Site icon صحيفة الوطن

الصلابة الأرجنتينية تواجه العقم الكولومبي في كوبا أميركا…السيليساو يتحضر للثأر من البيروخا

 خالد عرنوس : 

دخلت بطولة كوبا أميركا بنسختها الرابعة والأربعين مراحل الجد من خلال مباريات ربع النهائي (أول أدوار خروج المغلوب) فانتهت فجر اليوم أولى مبارياته بين تشيلي والأورغواي في إعادة لنهائي 1987، وتستكمل على مدار ثلاثة أيام فتقام فجر غد الجمعة (2.30 بتوقيت دمشق) المواجهة الغامضة بين بوليفيا والبيرو، وفي فجر السبت (2.30) تتجه الأنظار إلى ملعب سواسليتو في فينا ديللا مار حيث المواجهة الأقوى نظرياً بين أقوى مرشحين (قبل البطولة) التانغو الأرجنتيني والكوفيتيروس الكولومبي، ولا يقل لقاء ليلة السبت (12.30 مساءً) قوة وإثارة وفيه يسعى أبناء السامبا إلى الثأر من البيروخا البارغوياني على خلفية فوز الأخير بركلات الترجيح في مباراتهما بالدور ذاته في نسخة 2011.

لقاء المجهول
من اللقاء الأسهل نبدأ حيث لم يكن أشد المتفائلين من أنصار البيرو وبوليفيا يتوقع مواجهتهما في أول أدوار الإقصاء وكلاهما احتل المركز الثاني في مجموعته خلافاً لمنطق الترشيحات التي سبقت البطولة، وإذا كان منتخب البيرو احتل المركز الثالث في البطولة السابقة 2011 في إحدى مفاجآت تلك البطولة فإن نظيره البوليفي بلغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ استضافت بلاده البطولة عام 1997.
ويعد الفائز من هذه المباراة بمثابة مفاجأة البطولة الحالية وتبدو الكفة متوازنة بين الفريقين إلى حدّ كبير على الرغم من خسارة البوليفي مباراته الأخيرة بالخمسة من صاحب الضيافة، ويعتقد أن النتيجة الكبيرة مردها أن الخضر لم يكونوا يعيرونها بالاً بعد ضمانهم بطاقة الدور الثاني، والأهم أن الفريقين تعادلا في آخر خمس مواجهات بينهما منذ 2007، وبحساب الحقل فإن خط هجوم البيرو يبدو أكثر فاعلية وقوة بوجود فارفان وغيريرو وبيتزارو وهذا الثلاثي يمتلك الكثير من الخبرة.

قمة النهاية
هي كذلك للفريقين الأرجنتيني والكولومبي اللذين دخلا مرشحين للقب والخاسر سيودع بخفي حنين ولاسيما أنهما لم يقنعا كثيراً حتى الآن، ونخص بهذا الكلام الكوفيتيروس الكولومبي الذي تجاوز المجموعة الثالثة من الباب الضيق بفضل فوز يحسب له على حساب السيليساو البرازيلي وهو أفضل ما قدمه رفاق خيمس رودريغيز، وخيب لاعبو بيكرمان الآمال وإن لم تهتز شباكهم سوى مرة وحيدة ما يعني مناعة الدفاع بقيادة زونيغا ومن ورائه الحارس أوسينا فإنهم أيضاً لم يسجلوا سوى هدف يتيم كان كافياً لتأهلهم.
ويفتقد الفريق الكولومبي خدمات كارلوس باكا والمدافع كارلوس سانشيز للإيقاف ما يزيد الضغط على رودريغيز وكوادرادو وفالكاو والأخير لم يقدم حتى الآن شيئاً يذكر، وكان نجم الفريق رودريغيز وجه انتقادات حادة لزملائه عقب التعادل مع البيرو ما جعل المدرب يصرح بأن انتقادات لاعب ريال مدريد انفعالية لأنه يريد الظهور بأحسن وجه.
بدوره المدرب تاتا مارتينو وجّه لاعبيه إلى التدريب على التسديد من بعيد وذلك من أجل الاستغناء عن محاولات الاختراق من العمق التي لم تجد نفعاً مع الخصوم الذين يتكتلون في الدفاع، ويخوض الألبيسيلستي المبارة بخطوط مكتملة بعدما أراح المدرب بعض اللاعبين في لقاء جامايكا فيعود أغويرو لقيادة خط الهجوم.
ولم يخسر أبناء التانغو سوى نقطتين بالدور الأول إلا أن الفريق المرشح للقب خامس عشر لم يقدم كل ما لديه ومازال أمامه عمل كبير في حال أراد التتويج، وقد عاب النقاد عليه تخاذله أمام البارغواي بعد التقدم بهدفين وكذلك فوزه الضئيل على جامايكا، وأبدى الكثير من المراقبين خشيتهم على الفريق من التراجع في الأشواط الثانية حيث تراجع المردود البدني للاعبين.
يذكر أن الفريقين تعادلا سلباً في نسخة 2011.

الثأر والتحدي
في المباراة الأخيرة يخوض راقصو السامبا امتحاناً قاسياً جديداً بغياب النجم المطرود نيمار وقد أثبت الفريق الذي يقوده كارلوس دونغا أنه لا يزال في جعبته ما يضعه في صفوف المرشحين للقب البطولة وذلك من خلال أدائه أمام المنتخب الفنزويلي في نهاية الدور الأول، فقد قدم وليان وكوتينيو وألفيس والبقية أداء معقولاً وفازوا بالنهاية فتصدروا المجموعة الثالثة معوضين الخسارة القاسية (بتوقيتها ومعانيها) أمام الكولومبيين.
الفرصة متاحة إذاً أمام السيليساو للثأر من البيروخا الذي أخرجهم من ربع نهائي 2011 بركلات الحظ الترجيحية بنتيجة صفر/3 عقب التعادل سلباً ويومها استدعى إضاعة البرازيليين (إيلانو وتياغو سيلفا وأندريه سانتوس وفريد) سخرية الرئيس البرازيلي السابق (لولا داسيلفا) فقال: لو كنت أسدد هذه الركلات لما أهدرت هذا الكم!.
ومازال الفريق البرازيلي بطل نسختي 2004 و2007، بحاجة إلى الكثير ليثبت أنه على قدر استعادة اللقب وذلك على عكس البيروخا البارغوياني الذي دخل البطولة مرشحاً للخروج من الدور الأول على الرغم من أنه وصيف بطل 2011، فقد عاش الفريق تراجعاً فشل بالتصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014.
إلا أنه أثبت أنه مازال بوسعه مشاكسة الكبار في هذه البطولة فأجبر الكبيرين الأرجنتين والأورغواي على التعادل وقد لا يحتاج لأكثر من هذا الأمر كما فعل في البطولة الماضية عندما بلغ النهائي بخمسة تعادلات وقد تجاوز ربع ونصف النهائي بفضل ركلات الترجيح وخاصة بوجود حارس مرماه المتألق خوسيه فيلار.
إذاً هي مباراة حياة أو موت كما صرح المدافع الباغوياني باولو داسيلفا، أما زميله إيفام إيريس فقد ألقى الكرة بملعب زملائه قائلاً: علينا اللعب بقوة وإغلاق المنافذ وتضييق المساحات أمام البرازيليين إذا أردنا الفوز، وبالمقابل فقد أكد أكثر من لاعب برازيلي أن السيليساو تقدم كثيراً في غياب نيمار معتبرين أن ساعة الحقيقة قد دقت ولابد من الفوز بأي وسيلة وإن كان على حساب جمالية الأداء.

مواجهات سابقة
44 مرة التقى منتخبا البيرو وبوليفيا ففاز الأول 19 مرة مقابل 13 للثاني وتعادلا 12 مرة والأهداف والأهداف 63/43، وتواجها 14 مرة في كوبا أميركا انتهت 7 منها لمصلحة البيرو و3 لبوليفيا وتعادلا 4 مرات آخرها في 2007 بنتيجة 2/2 علماً أن المواجهة الأولى كانت عام 1927 وانتهت بيروفية 3/2.
74 مباراة جمعت البرازيل والبارغواي ففاز الأول 45 مرة والثاني 10 مرات وتعادلا 19 مرة والأهداف 163/63، والتقيا 29 مرة في البطولة والغلبة للبرازيل بواقع 13 مقابل 7 للبارغواي وتعادلا 9 مرات، المباراة الأولى عام 1921 وفازت البرازيل 3/صفر.
32 مرة تواجه منتخبا الأرجنتين وكولومبيا ففاز الأول 17 مرة والثاني 8 مرات وتعادلا في 7 والأهداف 63/34، ولعبا 12 مرة في البطولة ففاز الأرجنتيني 7 مرات أولها عام 1945 بنتيجة قياسية 9/1 والكولومبي مرتين كانتا عام 1987 بنتيجة 2/1 وعام 1999 3/صفر في المباراة الشهيرة التي شهدت إهدار باليرمو 3 ركلات جزاء.

Exit mobile version