Site icon صحيفة الوطن

دعم سعودي فرنسي مشروط لـ«أستانا»

| وكالات

حاولت السعودية، المستبعدة عن اجتماع العاصمة الكازاخية أستانا، الإيحاء بأن علاقاتها مع أنقرة متماسكة وأن التنسيق بينهما بشأن سورية وثيق، وربطت دعمها لأي جهود بشأن تسوية الأزمة السورية بأن تمهد لاستئناف المفاوضات في سويسرا على أساس بيان جنيف عام 2012.
ولم تصر تركيا على مشاركة السعودية في العملية التي انطلقت بعد اتفاق إخلاء حلب من المسلحين، بلقاء موسكو الثلاثي السياسي العسكري، وتعززت بإعلان وقف إطلاق النار في الأيام الأخيرة من العام الفائت، وتتوجت باجتماع أستانا والبيان الختامي الصادر في نهايتها، الذي أكد على تسوية الأزمة السورية وفقاً للقرار 2254، من دون النص بشكل واضح على بيان جنيف. واعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن اجتماع أستانا يهدف للوصول إلى آلية تؤدي إلى وقف النار وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، ومن ثم الانتقال إلى جنيف، لبدء المشاورات السياسية تحت مظلة الأمم المتحدة»، مؤكداً أن «التنسيق بين السعودية وتركيا قائم ومتين جداً».
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرولت في الرياض، أعرب الجبير عن استعداد بلاده لدعم «أي جهود تؤدي إلى وقف إطلاق النار في سورية، وتسهيل إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق السورية»، رابطاً ذلك بأن «تؤدي الجهود إلى استئناف المفاوضات (السورية)، بناء على إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254، الذي ينص على أن يكون هناك مجلس انتقالي للحكم يدير أمور البلاد، والتوجه إلى مستقبل جديد». وتأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي للرياض، بعد أسبوع، من زيارة الجبير لفرنسا.
وبدوره، أعرب إيرولت عن أمله في أن ينجح اجتماع أستانا ويمهد الطريق لاستئناف مساعي الأمم المتحدة لإحلال السلام في سورية، مطالباً باستئناف مفاوضات جنيف في أسرع وقت. واعتبر أن الحل في سورية يعتمد على انتقال سياسي وفق بيان جنيف والقرارات الدولية.
على خط منفصل، ذكر الوزير السعودي أن اتصالات أجرتها بلاده مؤخراً مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دفعتها إلى التفاؤل بمستقبل العلاقات الأميركية السعودية. ورحّب بعودة الولايات المتحدة للمنطقة وتقوية دورها. وأعرب عن تأييد السعودية لـ«مواقف ترامب في إعادة تأسيس أميركا على مستوى العالم» خشية من خلق فراغ تستغله ما سماها بـ«قوى الشر»، من دون أن يسميها. ولفت الجبير إلى أن الرياض «تتطلع للعمل مع إدارة ترامب لمواجهة التحديات في المنطقة والعالم، وخاصة مكافحة داعش، والتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية والحد من نشاط إيران في زعزعة وإثارة القلاقل في المنطقة»، مؤكداً أن الحكومة السعودية لا تراودها أية شكوك حول قدرة الإدارة الأميركية على مواجهة الأزمات.
واعتبر أن المشاكل بين السعودية وإيران بدأت منذ الثورة الإيرانية، وتفاقمت عندما تبنت إيران سياسة داعمة للإرهاب، وارتكبت جرائم حرب في سورية والعراق، وأسست حزب اللـه في لبنان. أي بعد أن خالفت إيران الأعراف والأنظمة الدولية، وبعد أن قامت أيضاً بإمداد ميليشيات الحوثي في اليمن بالسلاح. وأكد أن المملكة لم تقم يوماً بعمل عدائي ضد إيران.
وبخلاف نظيره السعودي، بدا إيرولت أقل حماساً حيال الرئيس ترامب، إذ نبه إدارته إلى أنها لن تتمكن من الدفاع عن مصالح الشعب الأميركي ما لم تتعاون مع قوى أخرى. وأبدى حذراً زائداً حيال السياسات الأميركية المقبلة في المنطقة، إذ قال: «سوف ننتظر لنرى سياسة إدارة ترامب بخصوص الإرهاب وما يجري في المنطقة». واعتبر الوزير الفرنسي أن بلاده والسعودية تقودان معركة ضد الإرهاب والفكر المتطرف. وأكد أن السعودية تقف موقفاً حازماً ضد الإرهاب من خلال التحالفين الإسلامي والدولي، مبدياً استعداد باريس للتعاون مع المملكة في كل المجالات السياسية والاقتصادية.
وسبق للخارجية الفرنسية أن أعلنت أن إيرولت «سيبحث خلال زيارته السعودية القضايا الإقليمية، ولاسيما الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا وسورية». ولفتت الوزارة في بيان لها إلى أن الوزير الفرنسي «سيؤكد الأولوية على التعاون في مجال محاربة الإرهاب، وعلى الشراكة الإستراتيجية القائمة بين فرنسا والسعودية».

 

Exit mobile version