Site icon صحيفة الوطن

«جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» يريدان القتال لا المصالحة .. في ثاني أيام افتتاح المعبر.. ميليشيات الغوطة الشرقية تستهدف مخيم الوافدين

استهدفت ميليشيات غوطة دمشق الشرقية المسلحة مخيم الوافدين بريف دمشق الشمالي في ثاني أيام افتتاح معبر هناك من أجل عبور المدنيين والمسلحين الراغبين بالتسوية نحو مناطق سيطرة الحكومة، على حين شن قياديون من تلك الميليشيات حملة تشويه ضد خطوة الحكومة التي جاءت بتنسيق مع الجانب الروسي، وسط استمرار المعارك في منطقة المرج بسبب خرق تلك الميليشيات لاتفاق وقف إطلاق النار.
وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض فقد «سمعت دوي انفجارات في أطراف غوطة دمشق الشرقية، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تدور في جبهة حوش الضواهرة بمنطقة المرج».
وذكر المرصد أن الانفجارات ناجمة عن «استهداف مخيم الوافدين بعدة قذائف، سقطت على مناطق مختلفة في المخيم، دون ورود معلومات حتى اللحظة عن تسببها بخسائر بشرية».
يأتي استهداف المخيم، مع «استمرار فتح المعبر الذي تشرف عليه روسيا، بين مناطق سيطرة الفصائل والعاصمة دمشق عبر مخيم الوافدين، والذي جرى تخصيصه لخروج من يرغب من المدنيين أو المقاتلين بمغادرة مناطق سيطرة الفصائل في غوطة دمشق الشرقية والمحاصرة من قوات النظام وحزب اللـه اللبناني والمسلحين الموالين لها» وفق ما ذكر المرصد. ونقل المرصد عن ما سماه «مصادر موثوقة»: أنه «لم يغادر حتى الآن أي شخص من غوطة دمشق الشرقية، نحو العاصمة دمشق أو مناطق أخرى تسيطر عليها قوات النظام في أطراف الغوطة الشرقية ومناطق سورية أخرى».
وبدأ السبت العمل بمعبر آمن في مخيم الوافدين لخروج المدنيين والمسلحين ممن يرغبون بتسوية أوضاعهم من غوطة دمشق الشرقية، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك في إطار جهود الدولة لإنجاز المصالحات الوطنية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال مصدر مطلع على الجهود المبذولة لإنجاز المصالحة في الغوطة الشرقية: «العمل في معبر مخيم الوافدين بدأ بعد موافقة الجهات المختصة» في الدولة وبـ«التنسيق مع الجانب الروسي»، موضحاً أن ذلك جاء استجابة لمقترح من لجان المصالحة.
ويحاذي مخيم الوافدين مدينة دوما معقل ميليشيا «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية من الناحية الشمالية الشرقية، وهي واحدة من الميليشيات التي شاركت في اجتماعي أستانا وموسكو.
وذكرت صفحات على فيسبوك، أن الاجتماعات المكثفة التي تجري في محافظة ريف دمشق بين ممثلي الحكومة والوفود الأهلية المختلفة الممثلة لمناطق الغوطة الشرقية، تمخضت عن الاتفاق على نقاط رئيسية تمهد بشكل كبير لعودة الأمن والأمان للمنطقة، موضحة أن من بين تلك النقاط «فتح ثمانية معابر» في الغوطة الشرقية.
وأكد المصدر، أن المعبر الوحيد الذي دخل فيه العمل حيز التنفيذ هو معبر مخيم الوافدين، مرجحاً أن تذهب الأمور في غوطة دمشق الشرقية باتجاه المصالحة. من جهتها أكدت مصادر ذات صلة لـ«الوطن» بأن المعبر بات مجهزاً بكل شيء كسيارات الإسعاف والنقل لمراكز الإيواء مع تأمين وجبات طعام، لكن أحداً لم يخرج عبره خلال اليومين الماضيين.
وزعم المتحدث باسم هيئة أركان ميليشيا «جيش الإسلام»، حمزة بيرقدار في تصريح نقلته وكالة «سمارت» المعارضة، أمس، أنه «لا يوجد أي معبر آمن للخروج من الغوطة» منذ أن أطبق الجيش العربي السوري والقوى الحليفة والرديفة الحصار عليها (…) «والأهالي يعلمون أن مصيرهم الاعتقال في حال قرروا الخروج بسبب حواجز النظام المنتشرة».
ويرى مراقبون أن ما يكذب مزاعم بيرقدار تجربة معبر بيت سحم في جنوب دمشق حيث يقوم الأهالي يومياً بالخروج من بلدات يلدا ببيلا بيت سحم إلى العاصمة ومن ثم العودة إلى بلداتهم من دون أن يتعرض لهم أحد.
وعلى خط مواز تواصلت المعارك بين قوات الجيش العربي السوري والقوى الحليفة والرديفة من جهة والميليشيات المسلحة من جهة ثانية شرق كتيبة الصواريخ بمنطقة حزرما ومحور حوش الضواهرة، بسبب خرق الميليشيات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الـ30 من كانون الأول الماضي.
وأشار المرصد إلى «قصف مكثف ومتبادل بين الجانبين، قضى وقتل وجرح خلالها عشرات المقاتلين والعناصر».
واعتبر بيرقدار، أن «واقع الغوطة الشرقية يختلف كلياً» عن باقي المناطق التي شهدت هدنًا واتفاقيات مصالحة، مؤكداً أن «جيش الإسلام» أعدّ خطة «للتعامل مع جميع السيناريوهات المحتملة»، وذلك في تصريح لموقع «عنب بلدي» الإلكتروني المعارض.
وأوضح بيرقدار، أن «جيش الإسلام أعدّ خطة تبقى من خلالها الغوطة الشرقية صامدة».
وعن التعاون مع بقية الميليشيات، أوضح بيرقدار أن «جيش الإسلام» على تنسيق دائم في المجال العسكري مع «فيلق الرحمن»، وأضاف: «نحن وإياهم في خندق واحد على الجبهات الشرقية من الغوطة».
وأعرب بيرقدار عن أمله في أن يشمل التنسيق بين الفصيلين «جميع المجالات والأصعدة، والتي من شأنها أن تحافظ على صمود الغوطة وثبات مجاهديها».
من جانبه ذكر الناطق الرسمي باسم ميليشيا «فيلق الرحمن» وائل علوان أن ما يجري في الغوطة الشرقية جاء عقب أن تمكن الجيش العربي السوري «من إفراغ محيط العاصمة السورية، من سكانها للتفرغ للغوطة ومجابهة الفصائل العسكرية فيها»، وذلك في تصريح نقلته وكالة «قاسيون» المعارضة للأنباء والذي اعتبر فيه أن «النظام يستخدم الحرب النفسية».
وقال: إن «الفصائل العسكرية لن تتوانى في الدفاع عن الغوطة الشرقية، وأن سيناريو داريا وخان الشيح لن يطبق في الغوطة الشرقية، فالفصائل العسكرية عازمة على المواجهة والقتال حتى آخر رجل».

Exit mobile version