Site icon صحيفة الوطن

بعد تأهلنا لنهائبات آسيا بكرة السلة … هل ستدعم القيادة الرياضية تحضيرات المنتخب؟

| مهند الحسني

انتهت مشاركتنا في بطولة غرب آسيا لكرة السلة، وتأهلنا للنهائيات القارية شهر آب المقبل في لبنان لكن الحديث عن هذا التأهل لم ينته بعد، لكون المنتخب مقبلاً على مرحلة قد يعترضه فيها الكثير من المنغصات والصعوبات نتيجة الأنظمة والقوانين التي لا تتناسب إلا مع أمزجة ومصالح القيادة الرياضية فقط، ويبدو أنه لا جديد ولا تجديد في الفكر السائد في شأن منتخبات السلة وتحضيرها، لكون الفكر الرياضي القائم على التجانس مع الواقع لا تغييره، وتقنين الخطأ لا تصحيحه ما زال سائدا، لأن أنظمتنا الرياضية طيعة ولينة في أيدي واضعيها، قاسية ومستعصية في وجه التغيير والإصلاح والتطوير.

خطة جديدة
أخيراً وبعد طول انتظار نجح اتحاد السلة بعد دراسة متأنية في وضع خطة إعداد المنتخب للنهائيات الآسيوية المقبلة، على أن تنطلق الاستعدادات بداية شهر أيار المقبل بالعاصمة دمشق، وقد تضمنت هذه الخطة حسب بعض المصادر العديد من النقاط المهمة والضرورية، التي تعد مثالية في عهد قيادتنا الرياضية فحديثها لم يتعد إطار بديهيات الزمن الماضي، التي باتت من منسيات أقرب البلدان إلينا، لكن ثمة أسئلة مهمة ما زالت تؤرق الكثير من عشاق اللعبة ومحبيها:
هل بمقدور الاتحاد ضمان موافقة القيادة الرياضية على خطته من دون أي تعديلات أو حجج واهية؟
وهل ستكون الخطة مفعمة بالمعسكرات الخارجية والمباريات القوية بعيداً عن البحث عن المعسكرات المجانية التي باتت عرفاً في عهد القيادة الرياضية الحالية؟

شركة راعية
نتمنى من المكتب التنفيذي في حال كان عاجزاً عن تأمين ميزانية لإعداد هذا المنتخب أن يخرج ويعلنها على الملأ، ويسعى لتأمين كل المناخات الملائمة للتأسيس لانطلاقة قوية في سبيل إيجاد شركات راعية تدعم خطة الإعداد، وهناك الكثير من هذه الشركات الوطنية القادرة على الدخول على خط الدعم، لو توافرت لها الأجواء المناسبة والسهلة بعيداً عن الشروط التعجيزية التي تتضمنها أنظمتنا المعمول بها، لكون المرحلة الحالية التي تعيشها الرياضة السورية بحاجة لأموال كثيرة، وإمكانات القيادة الرياضية لا يمكن أن تسمح في إقامة معسكر خارجي مكلف، فالمكتب التنفيذي يرفع شعار الدعم وإيلاء منتخبات السلة كل الرعاية والاهتمام بعد كل انتكاسة سلوية تمنى بها منتخباتنا، لكن هذا الشعار يبقى شعاراً، ولا ينتقل لأرض الواقع مع صعوبة إيجاد الحلول الناجعة لإعادة بناء منتخباتنا السلة على أسس سليمة وواضحة، وعلى اتحاد السلة على ضوء هذا الوضع الصعب السعي بكل طاقاته لتوفير المناخات الملائمة والمناسبة لهذا المنتخب عبر جهوده الشخصية التي نجحت في السنوات الماضية، وبنسبة كبيرة في تأمين مستلزمات منتخبات السلة وتجهيزاتها.
الزمن لن يرحم تراجعنا وتراخينا، وسيأتي يوم لن تفيدنا فيه أي محاولة، لأن سلتنا وقتها ستكون في الهاوية، وهذا ما لا نتمناه ولا نريده، ولا ضير من تشكيل لجنة جديدة تضم بعض الخبرات من اتحاد السلة والمكتب التنفيذي من أجل تضافر الجهود والبحث عن شركة راعية للمنتخب تقينا شر الروتين المالي الممل الذي تعاني منه المنظمة بشكل عام.

حقيقة
علينا أن نعترف أن اتحاد كرة السلة بشكل عام لا يعيش حالة مثالية رغم نشاطه المحلي المميز، لأن لا شيء مثالياً في رياضتنا نتيجة الظروف الحالية التي تشهدها البلاد، التي ساهمت في شح وضعف الإمكانات المادية التي تعد العمود الفقري لتطوير أي رياضة، وعلينا أن نعترف أيضاً أن سلتنا الوطنية ليست في أحلى أيامها، لا بل هي تمر في أسوأ مراحلها، لكنها والحمد لله حظيت ببعض المخلصين ممن بذلوا جهدهم بما توافر لهم من وسائل وإمكانيات محدودة، فبدت عملية الحفاظ على ما تبقى من أشلاء السلة السورية أشبه باستخراج الماء من عصر الصخر. ولابد أن نصارح أنفسنا مرة واحدة، ولنقف وقفة صادقة مع واقعنا السلوي بأن سلتنا تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهي بحاجة ليد حنون تمسح آلامها لا للسان جارح يتحين الفرصة للانقضاض عليها في ظل الأوضاع الحالية، وينسف ويتجاهل جهود من استطاع توفير مشاركة مجانية للمنتخب في مشاركته الأخيرة، ولا لسياسة المماطلة واللامبالاة والتجاهل لمتطلبات اللعبة الشعبية الثانية، بل بحاجة لنيات صادقة هدفها في النهاية مصلحة منتخب الوطن لا أكثر.

خلاصة
يبقى هذا المنتخب عبارة عن بصيص أمل جديد لسلتنا الوطنية التي ستخوض بطولة قارية تضم أقوى وأفضل منتخبات القارة الصفراء، وهو فرصة ذهبية للمكتب التنفيذي ليثبت وقوفه الحقيقي والصادق مع منتخب الوطن، ويجب أن يكون الإعداد يوازي حجم وقوة هذه البطولة، وألا تكون مشاركتنا لمجرد تسجيل مبدأ الحضور فقط، وإنما لتحقيق نتائج إيجابية وترك بصمة مشرقة تسعد عشاق ومحبي السلة السورية الذين يلهثون وراء خبر مفرح يعيد لهم الأمل الذي بدأ يخبو فتيله شيئاً فشئياً.
فهل سيقف المكتب التنفيذي من جديد بقوة مع منتخب السلة، ويسعى بكل طاقته لتأمين كل ما يلزم تحضيراته، أم إنه سيبقى الحال على ما هو عليه من دون أن نقدم شيئاً جديداً ويبقى منتخبنا يدور في حلقة مغلقة من دون أن يكون هناك فسحة أمل جديدة.

Exit mobile version