Site icon صحيفة الوطن

6 تفجيرات إرهابية في حمص أوقعت عشرات الشهداء والجرحى.. والنصرة تتبنى

| حمص – نبال إبراهيم – دمشق – وكالات

تسلل ستة إرهابيين انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أمس إلى داخل فرعي «الأمن العسكري» و«أمن الدولة» بمدينة حمص بشكل متزامن وقاموا بتفجير أنفسهم ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى، في وقت يحقق فيه الجيش العربي السوري مزيدا من الانتصارات على التنظيمات الإرهابية. وقد تبنت «جبهة النصرة» المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية التفجيرات، في حين شدد محافظ حمص طلال البرازي على الاستمرار في الحرب على الإرهاب وأننا في الفصل الأخير منها.
وذكر مصدر مطلع في محافظة حمص لـ«الوطن»، أن التنظيمات الإرهابية المسلحة شنت أمس سلسلة هجمات انتحارية متزامنة على فرعي «الأمن العسكري» و«أمن الدولة» الواقعين في حيي المحطة والغوطة داخل المدينة.
وأشار المصدر إلى أن الهجومين الانتحاريين تما بواسطة 6 إرهابيين انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة شديدة الانفجار، ثلاثة منهم تسللوا إلى داخل فرع الأمن العسكري في حي المحطة وقاموا بتفجير أنفسهم، على حين تسلل الثلاثة الآخرون في الوقت ذاته إلى داخل فرع «أمن الدولة» الواقع بحي الغوطة وقاموا أيضاً بتفجير أنفسهم بداخله، بالترافق مع اشتباكات جرت بمحيط الفرعين ما أسفر عن ارتقاء ما لا يقل عن 33 شهيدا بينهم رئيس فرع «الأمن العسكري» بحمص اللواء شرف حسن دعبول، وإصابة أكثر من 28 آخرين بينهم رئيس فرع «أمن الدولة» العميد إبراهيم درويش والتسبب بأضرار مادية جسيمة ببعض أجزاء مبنيي الفرعيين، على حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن عدد الشهداء وصل إلى «42 شخصاً على الأقل».
وفي وقت كان محافظ حمص صرح لـ«الوطن»، بأن التفجيرات الإرهابية الانتحارية المتزامنة تسببت بارتقاء 32 شهيداً بينهم أحد القادة الأمنيين وإصابة 24 شخصاً بجروح يتلقون العلاج في مشافي المدينة، لافتاً إلى أن انتصارات الجيش العربي السوري أصابت المجموعات الإرهابية بحالة مسعورة فقامت بهذا العمل الإرهابي الجبان ضد مقرات أمنية في مدينة حمص في محاولة يائسة للنيل من السوريين وقدرة الأجهزة الأمنية التي تمكنت من ضبط الأمن والاستقرار في مدينة حمص.
وأشار المحافظ إلى «أننا نفخر بشهدائنا ومستمرون في الحرب على الإرهاب وإن انتصارات الجيش تؤكد أننا في الفصل الأخير من فصول الحرب الإرهابية على سورية وسننتصر ونحقق آمال الشعب السوري بالقضاء على الإرهاب». وتبنت «هيئة تحرير الشام» (المؤلفة من جبهة النصرة وميليشيات مسلحة أخرى متحالفة معها) التفجيرين الإرهابيين والهجمات التي استهدفت المقرين الأمنيين في مدينة حمص، بحسب ما جاء في بيان نشرته على تطبيق «تلغرام».
وجاء في البيان «خمسة انغماسيين يقتحمون فرعي أمن الدولة والأمن العسكري بحمص ما أدى لمقتل أكثر من أربعين، بينهم رئيس فرع الأمن العسكري حسن دعبول وعدد من كبار الضباط وجرح خمسين».
يأتي هذان التفجيران الإرهابيان في وقت لازال العديد من مقاتلي التنظيمات الإرهابية ومنها «النصرة» ومقاتلي ميليشيات مسلحة أخرى متحالفين معهم يتحصنون في حي الوعر في مدينة حمص وهو المنطقة الوحيدة في المدينة التي فيها إرهابيون ومسلحون.
كما يتحصن مقاتلون من «النصرة» وميليشيات متحالفة معها في ريف حمص الشمالي ويشنون على الدوام هجمات إرهابية على القرى الآمنة.
وتعرضت أحياء في مدينة حمص في أوقات سابقة من العام الماضي لعدة هجمات إرهابية وانتحارية أوقعت العديد من الشهداء والجرحى. ويستثني وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ أواخر العام الماضي تنظيمي «النصرة» وداعش. وهناك العديد من الميليشيات المسلحة موقعة عليه.
وأعربت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي الأربعاء، عن قلق روسيا الشديد من خطط «هيئة تحرير الشام» التي تقودها جبهة النصرة لإقامة «دولة إسلامية» في جنوب ريف إدلب وشمال ريف حماة، في إشارة إلى ما أعلنه هذا التنظيم الجديد مؤخراً.
ويأتي حديث زاخاروفا بعدما أشارت «الوطن» في تقرير نشرته في 14 الجاري، حول نيّة «هيئة تحرير الشام» إقامة «دويلة أو إمارة» في إدلب وريف حماة بعد الانتهاء من ملف «جند الأقصى»، ثم العمل على تشكيل «حكومة خدمية»، على أن يكون الهدف النهائي هو إفشال العملية السياسية وسحب البساط من تحت أقدام الهيئات السياسية ووفود التفاوض التي تمثل المعارضات السورية، وهو ما أكدته «الهيئة» لاحقاً عندما أصدرت في 16 الجاري مقطع فيديو للتعريف بها وبقياداتها وأهدافها ومبادئها، وتضمن التعريف معلومات تكاد تكون متطابقة مع تقرير «الوطن».
من جهة ثانية، أفاد المصدر المطلع لـ«الوطن»، بأن «النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في حي الوعر قامت بفتح نيران أسلحتها الرشاشة والقناصة على نقاط الجيش الموجودة بمحيط الحي واستهداف طريق عام حمص – طرطوس بالقرب من دوار المزرعة تزامناً مع سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المقرين الأمنيين، ما استدعى من قوات الجيش التصدي والرد والاشتباك مع عناصر تلك التنظيمات والميليشيات بالترافق مع غارات جوية شنها الطيران الحربي على مواقع معاقل «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها، وإيقاع خسائر في صفوفهم بالأرواح والعتاد والآليات.

Exit mobile version