Site icon صحيفة الوطن

أجور باهظة تتجاوز 75 ألفاً في اليوم.. ولا تستقبل المريض إلا بعد «دفع المعلوم»! … العناية المشددة بـ200 ألف والحواضن والمنافس بـ100 ألف ليرة..

| فادي بك الشريف

في المشافي الخاصة تقدم المال على الطب في الرتبة، وتراوحت تكاليف العناية المشددة بين 150 -200 ألف ليرة سورية لليلة الواحدة، ومابين 75-100 ألف ليرة أجور الحواضن مع منفسة والبعض يتقاضى مبالغ أكثر، ناهيك عن تكاليف الأدوية التي يتم شراؤها من المشافي. ولعل بعض الأمثلة القريبة ما حدث من مفارقات بعيد تفجير القصر العدلي في دمشق الذي ذهب ضحيته أشخاص من مختلف شرائح المجتمع ومستوياته، فقد تم فرز الجرحى وفقاً لإمكانياتهم المادية بين المشافي الحكومية والخاصة.
فمثلاً أحد المصابين وهو محام تنقل بين مشفيي الرشيد والمجتهد ليستقر به الحال أخيراً وسط الألم والنزيف في أحد المشافي الخاصة المشهورة، ولكن بين الحياة والموت رفض المشفى استقباله حتى يدفع تأميناً يقدر بنصف مليون ليرة، وطبعاً الفاتورة كانت الضعف! علماً أنه لا يقبل أي مريض مهما كانت حالته من دون تقاضي سلفة مادية، بحجة أن أهالي المريض لا يدفعون المبالغ التي يطلبها المشفى.
مصابة ثانية تسبب لها الإهمال الطبي في شلل نصفي نتيجة التهاب مكان الشظابا ليصل إلى نقي العظام… وحالات كثيرة لا يسعنا ذكرها كلها. ولكن ما يثير الاستغراب أن تنخفض فاتورة مشفى خاص إلى النصف نتيجة وساطة معينة، ما يرسم إشارات استفهام كثيرة عن حقيقة التكاليف والأجور في المشافي الخاصة، .
وقال يونس (موظف): تم إسعاف والدي إلى مشفى عام، وبعد التشخيص تبين أنه مصاب بذات الرئة، ولكن بعد عدة أيام ساءت حالته كثيراً وغاب عن الوعي فكانت نصيحة الطبيب إسعافه إلى مشفى خاص بالسرعة القصوى لعدم وجود منفسة شاغرة، فكل المنافس مشغولة. مضيفاً: علمنا أن أحد المشافي الخاصة لديه هذا الجهاز ( منفسة) وجاءت سيارة الإسعاف مزودة بأسطوانة أوكسجين وتم نقله إلى هذا المشفى ولكن بعد تسديد دفعة على الحساب وكانت 50 ألف ليرة، وبلغت أجرة المنفسة باليوم الواحد 75 ألفاً، إضافة إلى فواتير أدوية يومية من صيدلية المشفى وصلت قيمة كل وصفة إلى نحو 12 ألف ليرة.
وتابع: بقينا 5 أيام فكانت الفاتورة أكثر من 300 ألف ليرة بعد المراعاة مع نصيحة نقل المريض بسيارة إسعاف المشفى مع أسطوانة أوكسجين بقيمة 20 ألفاً إضافية إلى قرية قريبة من دمشق تبعد 35 كم، ونصيحة من الطبيب المشرف باستئجار جهاز رذاذ وتأمين الجهاز من إحدى الشركات الخاصة.
ولكن بعد عدة أيام ساء الوضع فتم إسعافه إلى مشفى الأسد الجامعي الذي قرر بأن التشخيص الأولي خاطئ وأن المريض لديه كتلة خبيثة بالمسار القصبي الأيسر ويجب خضوعه للعلاج الكيميائي، إلا أن القدر لم يمهله وتوفي بعد عدة أيام.

Exit mobile version