ثقافة وفن

نشرت أشعاراً كثيرة تُرجمت إلى لغات عدة … طلعت الرفاعي أول سيدة تشغل منصباً سياسياً وأول شاعرة ترشح لجائزة نوبل

| أنس تللو

منحتها الحياةُ أجواء مثاليةً لتتفتَّحَ قريحتها، وحباها القدرُ بأناسٍ يقدِّرونها حق التقدير، ففُتحت لها الأبواب؛ واعتلتِ المنابرَ العربيةَ والعالميةَ لتدافعَ عن قضايا بلادها وعن حقوق الإنسان، وخاطبت العالم من باريس وبرلين وبروكسل وبرمنغهام وجينيف وغيرها من مدن أوروبا، وخاطبتِ الشعوبَ والملوك والرؤساء.

شاعرةٌ عبقريةٌ فذَّة، أقلُّ ما يُقالُ فيها إنها سفيرةُ العربِ لدى الغربِ وسفيرةُ النوايا الحسنةِ لدى العالم، فقد نادت بوحدةِ العربِ وتكاملِ الحضاراتِ بين الأمم، كما نادت بتسخيرِ الطاقةِ الذريةِ لأغراضِ السلامِ وحمايةِ حقوقِ الإنسان.

تحمل بُعداً إنسانياً عميقاً، وتلوحُ لك في شخصيتها تلك الهالةُ المحببةُ التي تشي بنوعٍ من التفاؤل والمرح، إنها الدكتورة طلعت الرفاعي.

الولادة والتعليم

ولدت في مدينة حمص، ثقَّفها أبوها مصطفى الرفاعي ثقافةً عالية، درستْ في دمشق وتخرجت في كلية الحقوق سنة 1947، ثم نالت شهادة الدكتوراه سنة 1956، وانتقلت في سنة 1960 إلى الوزارة المركزية بالقاهرة في أثناء الوحدة بين مصر وسورية، وتزوّجت مهندساً مصرياً، ومارست تدريس الطلاب في جامعة القاهرة.

المكانة والتقدير

ولقد سبقت الدكتورة طلعت الرفاعي عصرها، فكانت أول سيدة تشغل منصباً سياسياً رفيعاً، وأول شاعرة ترشح لجائزة نوبل العالمية.

وقد حازت الميدالية الذهبية والجائزة الأولى للشعر، كما حازت وسام القوات المسلحة «التشكيل المقاتل» من جمهورية مصر العربية وعلى وسام الاستحقاق الثقافي من الجمهورية التونسية، كما أنها نالت العديد من الألقاب منها:

أطلق عليها في مؤتمر قادة التعبئة القومية بالإسكندرية شاعرة القومية العربية.

أطلق عليها في مؤتمر إسطنبول: شاعرة الحب والعبقرية.

لها حضورها الأدبي والدبلوماسي والحضاري.

نالت بالإجماع الثقة في انتخاب الهيئة العالمية لاتحاد طلبة جامعات فرنسا.

الموضوعات الشعرية والتميز

تتميز الدكتورة طلعت بتنوع كبير جداً في المواضيع الشعرية؛ إذ لها شعر سياسي وقومي وعاطفي ووجداني وديني، وقد أحرزت المرتبة الأولى في الإبداع الشعري، وعُرفت في العالم العربي بأسلوب فريد في إلقاء الشعر يطير بالمستمع بجناحين من ذكرى وخيال.

يُنشر إنتاجها في الصحافة ومختلف أجهزة الإعلام العربية العالمية.

تُرجم الكثير من قصائدها إلى اللغات: الفرنسية والإنكليزية والروسية والإسبانية والتركية.

صدر لها العديد من المؤلفات ودواوين الشعر منها:

مهرجان الشروق- حدائق النار- جهنم الجنون- ثورة الحق- مرايا القمر- فتاة من القدس- حسناء قاهرتي- عاشقة القمر سياط الوحي- لقاء مع الوحش- المعطف الأحمر- شال أحمر- معشوقة الليل- عشت في عينيك- زيارة- عشق البحر- معلقة الألفين- عشق المجرات- صورة في السماء- ثائرة- فدائية عربية- فدائية من جينين – قمر الجنون- زلزال في قصر العدل- عبق الحب الجوري- شلال حب ليلكي- زنبقة الجبال- أروع عاشقة- المرأة الطفلة- ألحان نجمة- من وحي الغرب- اللـه والحب والإنسان- إذا أقبل الحب- عاد تشرين- سلمت لبنان- ملاحم العشق والسلام -العظيم- لهب وطوفان- لهب وإعصار- يا أمة الوحي- يا أيها الناس- شمس العروبة ــ لغة من السماء.

طلعت الرفاعي عضو اتحادي الكتاب والصحفيين والأكاديمية العالمية للثقافة العلوم وحقوق الإنسان.

ومن أشعارها:

يا حبيبي هاجَ بي الشوقُ على أنغامِ وجدي
أنا ما زلتُ على عهدِ الهوى، هل صُنتَ عهدي
أنا أن أخفيتُ ما بي يا حبيبي لا تلُمني
إنما اللذةُ أن نحيا على شكٍّ وظنِّ
فمتى تبلغُ شطآني، متى تفهمُ قصدي

كانت مرة تلقي شعراً في العراق، وفي أثناء ذلك، وقف رجل من وسط الجمهور بعمة خضراء، وتلا قصيدة منها هذان البيتان:

أنا بعضُ ما تهبين من إيقاعِ
قيثارةٌ مشبوبةُ الأضلاعِ
أطوي كما تطوينَ مهجةَ شاعرٍ
وأكاد مثلَكِ أن أكون رفاعي

وبعد، فإن القريحة الأصيلة وحدها تشقُّ أمام صاحبها طريق المجد في الحياة، مازالت الدكتورة طلعت الرفاعي تلقي شعرها العظيم على المنابر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن