رياضة

هل تشكل هزيمة الفتوة منعطفاً في موسم تشرين القادم؟

| الوطن- أدونيس حسن

نزلت خسارة تشرين أمام الفتوة كالصاعقة على رؤوس محبيه، على اعتبار أن الفريق اللاذقي قد ثبت نفسه بين كبار القوم منذ عودة المنافسات بنظام الدوري وهو الفريق الوحيد الذي ضمن حضوره في المربع الذهبي خلال المواسم السابقة الذكر، وتلقيه لهزيمة بأربعة أهداف نظيفة يشكل صدمة غير مسبوقة داخل أروقته، ولربما تكون هذه المباراة هي الحدث الأهم في الموسم الكروي السوري كاملاً.

وتعد رباعية الفتوة هي الثانية فقط خلال المواسم الاثني عشر الأخيرة في شباك النسور بجانب رباعية الجيش موسم 2021-2022، ولكن شتان بين المواجهتين، فتشرين حينها كان قد حسم لقب الدوري الخامس في تاريخه، وأشرك شبانه وبدلاءه لمنحهم احتكاكاً أكبر، فكان العقاب من الزعيم، رغم تسجيل النسور هدفاً شرفياً.

وعلى العكس من ذلك تبدو رباعية الفتوة إنذاراً شديد اللهجة لمحبي وداعمي الأصفر والأحمر، وإن كان الفريق قد وصل المركز الثالث متساوياً مع الوصيف جبلة بعدد النقاط، برصيد خال من الهزائم على ميدانه، فهذا لا يعني أن الموسم التشريني كان مزدهراً، ولا شك في أن ضعف المستوى الفني في الدوري المحلي سبب في تحقيق هذه الأرقام، إضافة لشخصية الفريق التي اكتسبها من المنافسة على البطولات المحلية والقارية خلال المواسم الفائتة.

ولا يمكن الاعتماد في حال من الأحوال على هذه العوامل لبناء فرقة تليق بما تحقق، خاصة مع دوري الكراسي الموسيقية الذي نعايشه بحيث يظهر داعم من الخفاء للأندية فتزدهر، وما يلبث أن يختفي الداعم الغريب فتعاود السقوط، وإن كان فريق تشرين تجنب هذه المعضلة وبقي صامداً رغم معاناته من الشح المادي والتخبط الإداري، والأكيد أنه لو أصابت الظروف التي حلت على فريق تشرين نادياً آخر، لوصل به الحال إلى ما هو أسوأ من موسم البحارة بكثير.

وعليه فإن تشرين بحاجة لتثبيت أقدامه أكثر وتجنب التراجع والانهيار أسوة بأندية عدة لاقت المصير ذاته، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر تشكيل إدارة تشرينية في المقام الأول بعيداً عن أصحاب الغايات المتطرفة والبعيدة عن كرة القدم، ومقتدرة مادياً في المقام الثاني، تمكن الفريق من الثبات بالحد الأدنى أمام أمواج فرق المال المنفلت والموجه في الموسم القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن