ماتيس يسعّر التوتر ويتبنى الأكاذيب الإسرائيلية بخصوص «كيميائي» سورية
| الوطن- وكالات
عمل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس على تسعير التوتر القائم في المنطقة، من خلال استكماله الحرب الكلامية ضد إيران وسورية، وتأييده للأكاذيب الإسرائيلية بخصوص الأخيرة.
ويختتم ماتيس جولته في المنطقة اليوم في جيبوتي والتي وصلها أمس قادماً من قطر. وتضمنت جولته مصر، السعودية، «إسرائيل» حيث بحث سبل مكافحة تنظيم داعش، والوضع في سورية، وأنشطة إيران «المزعزعة» لاستقرار المنطقة، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وعمل الوزير الأميركي على حشد الدعم الإقليمي لجهود إدارة الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى التصدي لكل من تنظيم داعش وإيران وحلفائها، في تطوير لإستراتيجية إدارة خلفه باراك أوباما التي قضت بضرب التنظيم المتطرف داعش وتهدئة التوترات مع طهران.
وأبدت الدول الإقليمية سعادتها بهذه الإستراتيجية. وضمن هذا الإطار عبرت كل من أنقرة، الرياض، وتل أبيب عن دعمها للعدوان الأميركي الذي استهدف القاعدة الجوية السورية في الشعيرات بريف حمص.
ولعل أكثر الأطراف الإقليمية سعادة بالنهج الأميركي الجديد، إسرائيل، التي شعرت باليتم خلال عهد أوباما. وتعمل إسرائيل في الوقت الراهن على دفع الإدارة الأميركية إلى نهج أكثر تشدداً ضد إيران، متهمةً إياها بإطلاق أعمال بناء قاعدة بحرية في سورية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وغداة زيارة ماتيس إلى «إسرائيل»، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من سعي إيران لإقامة قاعدة بحرية على الشواطئ السورية، وقال في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية: «الإيرانيون، تدخلوا في سورية سعياً للحصول على حق إقامة قاعدة بحرية لهم على شواطئ المتوسط، فتخيلوا ظهور السفن والبوارج وحتى الغواصات الإيرانية في البحر المتوسط الذي يقيم فيه الأسطول الأميركي السادس قاعدة دائمة وتجوبه السفن الإسرائيلية. فهل نريد نحن وإياكم (الأميركيين) هذا الأمر؟».
وذكر نتنياهو، أنه أثار هذه المسألة مع المسؤولين الروس أثناء زيارته الأخيرة لموسكو أوائل شهر آذار الماضي، وقال: «قلت للرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين إن هذه ليست أفضل فكرة، لأن إقامة قاعدة بحرية إيرانية في المتوسط لا تناسب أي مصلحة من المصالح، بما في ذلك مصالح روسيا نفسها!». وأضاف «لم أسمع في موسكو أي رد أو برهان ضد رأيه هذا».
ولدى استقباله وزير الدفاع الأميركي، أعلن نتنياهو أن إسرائيل تلمس، سواء من المواقف الواضحة للرئيس ترامب أو تصريحات ماتيس حول إيران وضرب مطار الشعيرات، «تغييرات جوهرية في السياسة الأميركية»، واصفاً إياها بـ«المباركة». وقبل بدء المحادثات بينهما قال نتنياهو إنه متفائل بشأن العلاقات بين البلدين في عهد الإدارة الجديدة.
ويعمل البلدان على تهيئة أجواء أكثر إيجابية بعد ثمانية أعوام من التوتر في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أول من أمس، كرر ماتيس اتهاماته لسورية بالاحتفاظ بـ«أسلحة كيميائية» فيما سماه «انتهاكاً» لقرارات مجلس الأمن الدولي. وعشية وصول ماتيس إلى تل أبيب، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن إسرائيل تقدر أن السلطات السورية لا تزال تملك «عدة أطنان» من الأسلحة الكيميائية.
وبالرغم من التشدد الذي أظهره ماتيس المعروف بين زملائه بلقب «الكلب المسعور»، فإنه دعا إلى التعامل مع الملف الكيميائي السوري عبر «الوسائل الدبلوماسية»، محذراً في الوقت نفسه الحكومة السورية من «محاولة استخدام تلك الأسلحة ثانية» في إشارة إلى المزاعم الأميركية بشأن استهداف الجيش العربي السوري لمدينة خان شيخون بالسلاح الكيميائي هذا الشهر.
ولم يخف ماتيس أن عماد جهود بلاده في المنطقة تقوم على بناء تحالف بين العرب «المعتدلين» و«إسرائيل لمواجهة أخطار إيران». وقال: «تحالفنا مع إسرائيل هو حجر الأساس لتعاون أمني أوسع يشمل التعاون مع مصر والأردن والسعودية وشركائنا في دول الخليج، وهدفي هو تعزيز شراكتنا في المنطقة من أجل ردع وهزيمة التهديدات».
وبدوره اتهم ليبرمان إيران بالعمل على «تقويض الاستقرار في الشرق الأوسط»، لافتاً إلى وجود «توافق الرؤى مع الولايات المتحدة»، وأعرب عن أمله في أن يتمكن البلدان من «هزيمة هذه التهديدات، وبالطبع أن نجلب الاستقرار والأمن إلى المنطقة».