محادثات تيلرسون صعبة.. ونظيره الفرنسي في جولة خليجية السبت … روحاني لـبن علوي: المشاورات بين إيران وعُمان والكويت ضرورية لحل قضايا المنطقة
وصل وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ريكس تيلرسون إلى السعودية قادماً من قطر بعد جولة خليجية بدأها من الكويت في 10 تموز من الشهر الحالي.
واستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز وزير الخارجية الأميركية في مكتبه بقصر السلام بجدة واستعرضا العلاقات بين البلدين وآفاق التعاون بينهما ومستجدات الأحداث في المنطقة.
وبحسب وكالة «واس» السعودية فقد التقى تيلرسون نظيره السعودي عادل الجبير حيث بحثا آخر المستجدات في المنطقة والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وعقب لقائه المسؤولين السعوديين بدأ تيلرسون اجتماعاً خماسياً ضمّه ووزراء خارجية الدول العربية المقاطعة لقطر في جدة، حيث وصل كل من وزير خارجية مصر سامح شكري، ووزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بن محمد آل ـخليفة، في حين أوفدت الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش، وكذلك فعلت الكويت بإرسالها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد عبد اللـه المبارك الصباح إلى جدة.
وكان وزير الخارجية المصري قد كشف الثلاثاء عن لقاء خماسي سيجمع وزراء خارجية الدول العربية المقاطعة مع وزير الخارجية الأميركية في جدة الأربعاء (أمس)، بالتزامن مع إعلان قطر عن توقيع مذكرة مع الجانب الأميركي لمكافحة تمويل الإرهاب.
واعتبرت مصر وأنظمة السعودية والبحرين والإمارات في بيان مشترك أمس أن توقيع المذكرة بين مشيخة قطر والولايات المتحدة بزعم مكافحة الإرهاب «خطوة غير كافية» في تصعيد جديد لحدة الأزمة التي تعصف بالعلاقات بين هذه الدول.
وكانت مشيخة قطر وقعت مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة بزعم «التعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب»، وذلك بعد أكثر من شهر على الأزمة بين المشيخة وكل من أنظمة السعودية والإمارات والبحرين بسبب تضارب المصالح بين ممالك ومشيخات الخليج.
ونقلت وكالة أنباء النظام السعودي «واس» عن هذه الدول قولها في البيان: «إن توقيع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب بين الولايات المتحدة الأميركية والسلطات القطرية هي نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب».
وأكد البيان استمرار الإجراءات الحالية إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ «المطالب العادلة كاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة».
وفي سياق متصل بدأ وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي زيارته الرسمية إلى طهران أمس والتي تستمر يومين للقاء المسؤولين الإيرانيين وبحث آخر التطورات الجارية في المنطقة، كذلك سيبحث بن علوي العلاقات بين البلدين.
واستهل الوزير العماني زيارته بلقاء نظيره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ثم انتقل إلى مقر رئاسة الجمهورية حيث استقبله الرئيس حسن روحاني.
من جهته، قال الرئيس حسن روحاني إن «المشاكل التي تعاني منها بعض دول المنطقة بما فيها اليمن وسورية والبحرين وقطر سببها «القرارات الخاطئة لبعض الدول»، معتبراً أن «المتضرر الأول لهذه السياسات هي الدول المتخذة لتلك القرارات».
وأضاف روحاني: إن العلاقات بين طهران وعمان بخصوص القضايا الثنائية والإقليمية، كانت ودية وأخوية على مرّ السنوات الماضية، مشيراً إلى أن أفكار سلطنة عمان تتناغم مع أفكار بلاده حول السياسات الإقليمية.
وقال الرئيس الإيراني: إن الحل الوحيد في اليمن والبحرين، يكون عبر «إقرار السلام والحوار». واعتبر أن استخدام لغة التهديد والضغوط والحصار في مواجهة دول الجوار كما في قطر، «سلوك خاطئ»، مشدداً «علينا جميعاً أن نسعى لإزالة هذا التوتر من المنطقة».
كذلك شدد روحاني على ضرورة استمرار المشاورات الإيجابية بين طهران وعمان والكويت حول قضايا المنطقة، مؤكداً أن بلاده «ترحب بأي جهد يساعد على إنهاء الاختلافات والنزاعات في المنطقة».
وأكد الرئيس الإيراني ضرورة السعي والتعاون بين دول المنطقة لحل المشاكل الإقليمية ورأى أن «الإرهاب والاختلافات والتدخلات في غير محلها من قبل بعض الدول في الشؤون الداخلية للآخرين، صعّدت الأزمات في المنطقة»، مشيراً إلى أن إخمادها بحاجة إلى «التنسيق والمزيد من التعاون بين دول المنطقة لمكافحة الإرهاب».
بدوره قال وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني: «إن العلاقات بين إيران وسلطنة عمان متينة جداً وهي لا ترتكز فقط علي العلاقات الدبلوماسية بل على علاقات أخوية وودية ومتينة جداً وأن الرغبة بتطوير العلاقات مع إيران ليست مجاملة دبلوماسية بل اعتقاد راسخ لدى كل المسؤولين العمانيين».
ودعا بن علوي إلى ضرورة الإسراع بحل الخلافات والنزاعات الإقليمية عن طريق الحلول الدبلوماسية منوهاً بالدور المهم الذي تلعبه إيران في التسوية السلمية للقضايا الإقليمية وكذلك حل الأزمة في سورية ومكافحة الإرهاب.
ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أمس إن وزير الخارجية جان إيف لو دريان سيزور قطر والسعودية والكويت والإمارات يومي 15 و16 تموز في إطار جهود لتخفيف التوترات في منطقة الخليج.
وأضاف بيان وزارة الخارجية إن الجولة تتفق مع ما تتبناه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا من إستراتيجيات فيما يخص الخليج.
(الميادين– واس– سانا– رويترز– روسيا اليوم)