سجالات في «التغيير والتحرير» كشفت عن تباينات داخلية في رؤية الحل السياسي … «التغيير السلمي» يدعو إلى الحوار الداخلي.. و«الإرادة الشعبية»: أُغلق لوحده
| الوطن
نفى حزب «الإرادة الشعبية» المعارض وجود خلافات داخل «جبهة التغيير والتحرير» المعارضة رغم كشف تيار «طريق التغيير السلمي» عن هذه الخلافات، والتي بدت واضحة في موقف الطرفين من حل الأزمة السورية، فبينما دعا «التغيير السلمي إلى «فتح مسار الحوار الوطني الداخلي بين أطراف الانقسام الوطني»، ركز «الإرادة الشعبية» على القرار 2254 كأساس لحل الأزمة السورية، مؤكداً أن الحوار الداخلي «أغلق لوحده».
وكان القيادي في «التغيير والتحرير» وفي تيار «التغيير السلمي» فاتح جاموس وجه عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك» ما سماه «رسالة مفتوحة» أكد أنها « مراجعة متأنية لموقفنا وعلاقتنا بجبهة التغيير والتحرير»، وكشف فيها عن «خلافات سياسية حادة وعميقة داخل الجبهة» وأن حزب الإرادة الشعبية، «قد تحول من حيث الجوهر إلى الأساسيات التي تجعله في قلب منظومة المعارضات الخارجية»، وهو ما رد عليه القيادي في «جبهة التغيير والتحرير» وأمين حزب الإرادة الشعبية علاء عرفات قائلاً: «نحن لا نؤمن بفكرة معارضة خارجية ومعارضة داخلية وإنما نؤمن بفكرة معارضة وطنية ومعارضة غير وطنية».
ولفت عرفات إلى أن المعارضة الوطنية موجودة في الداخل والخارج والمعارضة غير الوطنية موجودة في الداخل والخارج، معرباً عن اعتقاده بأن ليس كل من هو في الداخل وطنياً وليس كل من في الخارج ليس وطنياً، «ونحن رأينا الكثيرين في الداخل ليسوا وطنيين ولذلك نعتقد أن المفهوم غير صحيح كمنهج للبحث» مبيناً أن «جبهة التغيير والتحرير تعمل على تجميع الوطنيين في المعارضة الوطنية وعلى تجميع الوطنيين في كل الأماكن سواء كانوا في المعارضة أم من جانب النظام من أجل حل هذه الأزمة وبالتالي نحن نختلف مع الصيغة التي يطرحها الأستاذ فاتح وهي صيغة يستخدمها بعض الأطراف ولسنا موافقين عليها».
ولف جاموس إلى أن الجبهة «من دون وظيفة، ميتة داخلياً»، وأن اجتماعات قيادة الجبهة الكاملة نادرة جداً، عدة ممثلين واجتماعات شكلية، وغياب شبه تام لأي اجتماع من أجل موقف سياسي رسمي، وغالباً ما تحل على الهاتف، غياب تام لأي اجتماعات موسعة تفاعلية، الأمر الذي رد عليه عرفات بالقول: «كيف لا تجتمع الجبهة؟ هي تجتمع بشكل مستمر وكل اجتماعات الجبهة في الداخل» وأضاف: «ليس صحيحاً أن الاجتماعات غائبة، وتحل على الهاتف لأننا متفقون فقيادة الجبهة 14 شخصاً وكلنا متفقون ما عدا الأستاذ فاتح».
ولفت جاموس إلى أن «الإرادة الشعبية بحالة تنسيق مطلق مع هيئة التنسيق وممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وتحديدا ما يتعلق بمسار الحوار الخارجي في جنيف، وأهمية الضغوط الخارجية والقرارات الدولية» لكن عرفات رد عليه كاشفاً أن جاموس كان أحد المفاوضين مع «التنسيق»، وقال: «عندما التقينا بهيئة التنسيق كان الأستاذ فاتح قد تطوع لأن يكون أحد الممثلين والمفاوضين معها واليوم يتهمنا بهذه القضية!».
وحول رؤية تياره للحل السياسي في سورية كتب جاموس: نعتبر فتح مسار الحوار الوطني الداخلي بين أطراف الانقسام الوطني، على الرغم من كل تعقيداته هو المسار الحاسم في الخروج من الأزمة لمواجهة مختلف الملفات، بعلاقات ترابطها وتجادلها، وحسب الأولويات فيها، وذلك بأقل الخسائر، لكن عرفات لم يوافقه الرأي ونعى إمكانية الوصول إلى حل سياسي في سورية عبر الحوار الداخلي فقال: «نحن كنا مقتنعين بالحوار الداخلي حتى أوائل عام 2013م، وحتى تلك المرحلة كنا نحاول ونضغط ونبذل الجهود من أجل تحريك هذا الحوار ولكن مع نهاية 2012 وبداية 2013 تحول مستوى التدويل في الأزمة السورية إلى مستوى عالٍ ولم يعد من الممكن أن يقوم السوريون بحل الأزمة وحدهم داخلياً» وأضاف: لا بد من التعامل والتعاطي مع المسار الدولي وتحديداً بيان جنيف وعملية جنيف، وقبل ذلك كان يمكن حل الأزمة عبر الحوار الداخلي ولكن بعد دخول قوى دولية عليها بات لا بد من الذهاب والتعامل مع فكرة المؤتمر الدولي والحل الدولي وهذا ليس معناه أننا أغلقنا الحوار الداخلي، إنما عملياً الحوار الداخلي أغلق لوحده». ولفت عرفات إلى أن «رؤيتنا التركيز على النشاط بين الناس والدفاع عن مصالح الناس الاقتصادية والاجتماعية والدعاية والعمل على الحل السياسي ولوقف الحرب، أما الاجتماعات الداخلية التي يتحدث عنها الأستاذ فاتح فهي اجتماعات لقوى مصغرة وأغلبيتها أو جزء كبير منها عملياً ليس له وزن أو فاعلية ولا نعتقد هذه الاجتماعات كانت مفيدة والوقائع تقول ذلك».
وبدا الخلاف أكثر عمقاً بين الطرفين من خلال الاختلاف على التمثيل في الجبهة، فبينما أكد جاموس أن تياره قرر «تغيير مندوبينا السابقين في قيادة الجبهة برفيقين آخرين»، أكد عرفات أن الجبهة لم تبلغ بأسماء المندوبين الجديدين. وأضاف «هو (جاموس) تحدث عن تغيير اسمين فكيف سيتم ذلك والجبهة تضم حالياً ممثلين من تياره هو (جاموس) والأستاذ فهد حسن!».