عرفات: تغيرات طرأت على موقف الرياض.. وأصحاب الطروحات المتشددة لن يبقوا في «العليا للمفاوضات» … دول جديدة ستنضم إلى «أستانا ٧».. وجنيف مؤجل إلى ما بعده
| مازن جبور
كشفت مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الروسية موسكو لـ«الوطن» أن دولاً جديدة ستنضم إلى «أستانا ٧» المقرر انعقاده نهاية تشرين الأول ومنها الصين ومصر والعراق، مشيرة إلى أن مؤتمر جنيف مؤجل إلى ما بعد انعقاد «أستانا ٧»، وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى سورية، ستيفان دي ميستورا، أنه يعتزم عقد جولة جنيف الجديدة في غضون شهر.
وخلال جلسة مباحثات بشأن الأوضاع في سورية، في مجلس الأمن أمس، حذر كل الأطراف من أوهام الانتصار، وقال: نشهد خسارة للإرهاب في سورية، ويجب الحفاظ على المكاسب الميدانية في محاربة الإرهاب, مؤكداً أن على المعارضة توحيد صفوفها وإعلان استعدادها للمحادثات.
وفي عودة إلى مصادر «الوطن» في موسكو فإن مباحثات تجري حالياً في العاصمة الروسية لانضمام الدول الجديدة، بحيث تشارك مصر والصين والعراق بصفة مراقب مثل الأردن والولايات المتحدة الأميركية، وقد تتيح مشاركة هذه الدول إرسال مراقبين عسكريين إلى مناطق تخفيف التوتر التي سبق أن تم إقرارها.
وفيما يتعلق باجتماعات جنيف، بينت المصادر أنها مؤجلة إلى ما بعد أستانا القادم، وإلى ما بعد تشكيل وفد موحد للمعارضات يضم وفود الرياض وموسكو والقاهرة، وقد يضاف إليهم شخصيات من خارج هذه المنصات، وأضافت: هناك مباحثات مكثفة في موسكو تجاه تشكيل وفد المعارضة الموحد ومن المرجح أن يضم الوفد ٣٠ شخصية، ١٥ للمفاوضات و١٥ مستشاراً.
وأكدت أن مباحثات أخرى تجري في الرياض لاستبعاد كل المتطرفين من الوفد الموحد والإبقاء على وفد يؤيد الحوار مع الحكومة السورية والتوصل إلى حل سياسي للأزمة، مرجحة أن تكون جولة جنيف المقبلة مهمة وتضع جدولاً زمنياً للمضي قدماً في الحل السياسي، ولذلك يتم التحضير لها بعناية فائقة.
ولا تزال الخلافات مستمرة بين مختلف منصات المعارضات السورية، وتفاقمت أكثر على إثر الخلافات الخليجية التي لا تزال قائمة وتحديداً بين قطر والسعودية، ومن المرجح أن يتم استبعاد كل مكونات الإخوان المسلمين إلى مفاوضات جنيف، والإبقاء فقط على اسم أو اثنين إرضاءً لتركيا وقطر، أما ما تبقى من الوفد الذي سيتم تشكيله فمن المرجح أن يكون مؤلفاً من معتدلين حصراً.
وفي سياق متصل، بين أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير المعارضة، علاء عرفات، أن موقف «منصة موسكو» المعارضة من الشروط المسبقة لتشكيل وفد واحد للمعارضة إلى محادثات جنيف «ما زال ثابتاً».
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أوضح عرفات أنه «إعلامياً وبشكل خاص الإعلام التابع للائتلاف وبعض القوى في العليا للمفاوضات، يتم تشويه هذا الموقف»، وتابع: «نحن ضد أي طرح مسبق، لأن ذلك يعطي للطرف الآخر ذريعة كي يؤخر المفاوضات»، وأردف: «نحن متمسكون بالمفاوضات المباشرة ومنع طرح أي شروط مسبقة».
وأضاف: «نحن مع وفد واحد، لأن طرح الوفد الموحد يعني نقاشات كثيرة بين قوى مختلفة جداً بالمعنى السياسي والفكري، وهذا يمكن أن يعقد الأمور ويطيل إمكانية الوصول إلى الوفد المطلوب»، معتبراً أن «رياض حجاب وآخرين في الهيئة العليا يطرحون مواقف متشددة المقصود منها عدم الوصول إلى حل للأزمة»، ورأى أنه «أصبح واجباً أن يخرج هؤلاء من العملية التفاوضية، فيما إذا ظلوا متمسكين بمواقفهم التي مضى زمنها ولم يعد من الممكن القبول بها»، مشدداً على أن «هذه الطروحات انتهت وينبغي أخذ الوقائع بعين الاعتبار والذهاب إلى تنفيذ 2254 بالحرف والنص والروح».
وتساءل «من فوض حجاب بتحديد أهداف الشعب السوري»؟ واعتبر أن «المقصود من طروحاته عملياً، إعاقة المفاوضات وإعاقة تشكيل الوفد الواحد»، ورأى أنه «لن يستمر لا حجاب ولا من يطرح مثل هكذا طروحات».
ولفت عرفات إلى أنه «قد طرأت تغيرات جدية على موقف السعودية، ولم تعد تقبل بطروحات العليا للمفاوضات»، وقال: «سمعنا كلاماً منهم يتحدث عن ضرورة أخذ الظروف الواقعية بعين الاعتبار، وعندما طرحنا الدخول بصمت إعلامي حول موضوع الرئاسة، فإن وكيل وزارة الخارجية السعودية وافق على ذلك».
وحول جنيف القادم، قال عرفات: «معلوماتنا أنه في النصف الثاني من الشهر القادم، وليس هناك موعد دقيق، كما أنه ليس هناك معلومات حول «الرياض 2» بل هناك طروحات من أطراف المعارضة لاجتماع يبحث تشكيل الوفد الواحد».
على خط مواز، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نقلته «روسيا اليوم»: إن نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف، حث على «تفعيل الجهود لتشكيل وفد موحد عن المعارضة يمثل مجموعاتها المختلفة، كي يستطيع أن يشارك بصفته شريكاً مسؤولاً في مفاوضات مباشرة مع وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة».
في الأثناء، تعمل كيانات المعارضة على إنعاش ذاتها، وعلى رأسها «الائتلاف»، حيث كشفت مواقع معارضة عن إجراء «لجنة الأحزاب والتكتلات»، التابعة للائتلاف، لقاءات عدة مع الأحزاب والتيارات المعارضة، خلال اليومين الماضيين في كل من مدينتي غازي عنتاب وأورفة التركيتين.