احتفاء بيوم السياحة العالمي … سورية تقدم شواهد على الموروث الشعبي والهوية الوطنية التي تعتز بها دوماً
| الحسكة- دحام السلطان
احتفلت مديريتا السياحة والثقافة بالحسكة بيوم السياحي العالمي الذي صادف يوم الأربعاء الماضي، من خلال ما قدمه عدد من مبدعي المحافظة الروّاد، وكل على طريقته في نظرته للحالة الجمالية الإبداعية الأكاديمية ذات الصبغة الفلكلورية التراثية الشعبية وبالدمغة الوطنية، التي اختزلها أولئك المبدعون في معرض فني مشترك متكامل الألوان، وتحت عنوان «الحسكة خير وعطاء دائم»، احتضنته صالة المعارض في مديرية الثقافة بألوان التصوير الضوئي والفن التشكيلي والمقتنيات التراثية الأثرية، شارك فيه كل من المصّور العالمي يوسف لوقا تيودوروس والفنان التشكيلي حسن حمدان العساف والفنان الشعبي عايش حسين الكليب..
حيث أكد المصوّر يوسف لوقا تيودوروس: كان لي شرف المشاركة مع زميلي الفنانين العساف والكليب بيوم السياحي العالمي من خلال مديرية السياحة في المحافظة، وما قدمته من لوحات ضوئية، تناولت في مضمونها عرضاً لأوابد المحافظة القديمة السياحية والتاريخية والدينية لترسيخ ذكراها لدى الأجيال المعاصرة، وتذكير أجيال هذه الأيام بتاريخ محافظتهم والهوية الوطنية التي ينتمون إليها عبر التاريخ، من خلال 200 صورة ضوئية مختلفة الأحجام والمقاسات، وأشعر أن هذه اللوحات قد حققت حالة ارتياح لدى المهتمين بالفن الضوئي وذواق الفن الجمالي بمختلف ألوانه الذين زاروا المعرض، من خلال اللقطة الاحترافية للفنان الضوئي التي يحصل عليها بمحض المصادفة وليست اللقطة النمطية والرتيبة المسبقة الصنع! وهنا تكمن حرفية الفنان الضوئي ومهنية الصورة الضوئية ومعيار نجاح ما يتم تقديمه.
على حين قال الفنان التشكيلي حسن حمدان العساف: يتزامن الاحتفال بيوم السياحة العالمي مع ما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات باهرة على الأرض ضد الإرهاب وداعميه ومموليه، وتوسّطت فيما قدمته اليوم لوحة كبيرة تُمثل سورية الوطن، التي هي النتاج الأمثل لتراكم الحضارات الإنسانية، بدءاً من حضارات الشرق القديمة ومروراً بالحضارة العربية الإسلامية، وبيّنت هذه اللوحة أيضاً مدلولات وشواهد على الهجمة الإمبريالية الشرسة تجاه وطننا ومبرزة صموده في وجه هذه الهجمة العدوانية، لتبرهن سورية على أنها كانت ولا تزال محطة ونبع الحنان والسلام إلى العالم أجمع، من خلال رسم السيدة مريم العذراء التي أعطت للعالم نبع السلام ورسول السلام، كما أظهرت اللوحة رسم الجامع الأموي الذي يُعنى بواحد من شواهد الحضارة العربية الإسلامية، وكلا المدلولين كان رسالة سورية لصنع السلام والمحبة في العالم.
وأشار الفنان الشعبي عايش حسين الكليب: الذي قدّم شواهد مادية تدل على تخليد الموروث الشعبي وتقديمه بالصورة الجميلة للمحافظة على الهوية الوطنية وتقديمها برسالة مادية أيضاً إلى العالم، لتدل مؤشراتها على أننا أصحاب حضارة وأصحاب تاريخ موغل في القدم ويمتد عبر آلاف السنين وهي أكبر شاهد على الواقع الذي نتحدّث عنه، وبالتالي هنا تكمن قدسية رسالتنا الوطنية في سورية من خلال قوميتها ذات الطابع العربي المنتمي إلى الحضارة الإنسانية بكل مضامينها، ومن هنا يأتي دورنا كموثقين للعمل والمحافظة على الموروث الشعبي، ولاسيما في هذه المحافظة المتميزة بفسيفسائها وألوانها المجتمعية المشتركة التي ستستمر بلحمتها الوطنية إلى آخر الحياة.
وأوضح مدير سياحة الحسكة المهندس نمر إبراهيم: هذا المعرض السياحي التوثيقي المشترك الذي شارك فيه نخبة من رواد الفن في محافظة الحسكة بأشكاله الإبداعية المختلفة، والذي جاء انطلاقاً من شعار يوم السياحة العالمي في هذا العام تحت عنوان «السياحة المستدامة أداة من أجل التنمية» ويأتي الهدف منه لزيادة الوعي المجتمعي والتعريف بأهمية السياحة ودورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتوعية الشعوب وتحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية على مستوى العالم، ونحن أردنا من خلال هذه الإيحاءات الحياتية التي قدّمها المبدعون في المحافظة، أن نكرّس في هذا المعرض حضارة الحسكة من خلال جغرافية وادي الخابور ونهر دجلة التي تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام وإسهام شعوب هذه المنطقة في نتاج الحضارة السورية بشكل عام.
وبيّن مدير الثقافة بالحسكة محمد الفلاج: نحن كمديرية نسعى بشكل دائم لاحتضان جميع الفعاليات والأنشطة الثقافية بكل ألوانها وأشكالها، كما أننا نعمل على استقطاب واحتضان المبدعين، انطلاقاً من دورنا التشاركي مع المؤسسات والأفراد لإبراز كل ما يهم المواطن في هذه المحافظة المعطاء والوطن بشكل عام، وبالتالي من هنا يأتي دورنا لإظهار هذا المخزون الفكري والتراثي والثقافي الكبير الذي تحتويه هذه المحافظة، وهو دليل إثبات للعالم بأن سورية رمز من رموز التاريخ العالمي وهو يزخر بالمعالم والأوابد الأثرية التي لا تزال شواهدها ماثلة وحاضرة إلى اليوم من خلال ما قدمه الفنانون المبدعون في هذا المعرض الذي تحدّث عن تاريخ الحسكة الإبداعي عبر العصور وبمختلف أشكاله النوعية والفكرية.