كيف تتغلبين على علاقة فاشلة؟ .. خطوات جادة تساعدك في تضميد الجروح قبل الشروع في علاقة جديدة
| هبة اللـه الغلاييني
الجميع يتعرض لمصائب الحياة وآلامها. فهذا الأمر لا مهرب منه، فالبعض يخرج بخسائر أكثر فداحة من الآخرين، ولكن الجراح هي التي تصقل شخصيتك وتشكلها. فهي ليست بالأمر السيئ على المدى البعيد، ولكن على المدى القريب تحتاجين الى أن تتعافي منها قبل أن تعاودي الدخول في معركة الحياة من جديد. فإذا خرجت من آخر علاقة وأنت مجروحة عاطفيا، فيستحسن أن تداوي جراحك قبل البدء في البحث عن شريك حياة جديد، فإن لم تفعلي فلن تكوني قادرة على أن تظهري لشريكك الجديد شخصيتك الحقيقية كما أنك لن تستطيعي التركيز عليه، ولا على العلاقة الجديدة.
لذلك تصنعي مع نفسك معروفا، وانسحبي بعيداً، حتى يندمل جراحك قبل الشروع في علاقة جديدة. إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك:
١-تأقلمي مع مرحلة الكراهية: تلك المرحلة هي التي تشعرين فيها بأنك ترغبين في الصراخ وأن غضبك لا حدود له. وتعتمد كمية الغضب على قدر عدائية الانفصال والظروف، وعلى الوقت الذي يتطلبه الأمر لاتخاذ القرار.
قد تكرهين شريكك السابق لأنه أضاع وقتك في علاقة بائسة، وقد تشعرين بأن الانفصال كان محتوما. تخلصي من هذا الشعور سريعا، فهو إهدار للوقت والطاقة، لأنك ترهقين نفسك في شيء لم يعد في مقدورهم تغييره. قد يعجبك إبدال شعور الحب بالكراهية تجاه شريكك السابق، لكن ذلك قد يؤدي إلى تعقيدات ومشاعر مختلطة بين الحب والكره وهذا ليس أمراً جيداً على الإطلاق.
٢-تحدثي مع صديقاتك: أنت تحتاجين إلى أشخاص يمدونك بشعور أفضل تجاه نفسك. إحاطة نفسك بشخصيات داعمة وحساسة من أهلك وأصدقائك ستساعدك على النظر إلى نفسك كشخص جدير بالاهتمام، وستشعرين بأنه يمكنك الوقوف على قدميك مجدداً مع أشخاص يحبونك في مساحة مريحة.
٣-تخلصي من كل ما يعيد الذكريات:هناك أشياء كثيرة تذكرك به (أغنية رومانسية، رائحة، صوت، مكان…) عندما يأخذ الحزن وقته لينتهي، لا تجترئي الذكريات أو المشاعر المؤلمة، قد يكون هناك بعض الأشياء التي تضغط عليك من دون أن تعلمي. حاولي أن تأخذي جولة في كل غرفة في منزلك وقومي بإزالة أي شيء يؤلم قلبك أو يشعرك بالأسى. ابحثي وانظري جيدا. وأزيلي كل ذكرى له. ٤-ابحثي عن السعادة في مجالات أخرى في حياتك: سواء قضاء الوقت مع أصدقائك وعائلتك، أو التسجيل في دورات تعلم لغة، أو رياضة، أو دورة رقص شرقي تتخلصين بها من التوتر، أو موسيقا كنت ترغبين في تعلمها منذ زمن، أو قراءة رواية ممتعة. ذكري نفسك دائماً أن العلاقات هي جزء واحد من الحياة، ولكن وإن كنت سعيدة في علاقتك، فهناك متع شخصية يمكن أن تستمتعي بها بمفردك. اغمري نفسك في تلك المتع الآن.
٥- ابقي نشيطة: فالتمارين تحسن مزاجك وتخفف من الاكتئاب كما أنها تبعدك عن مشكلتك.
٦- تخلصي من المشاعر السلبية: تفهّمي أنه لا فائدة من التمسك بالألم، الندم، والكراهية تجاه الشخص الآخر. تذكري أنه على الرغم من انتهاء تلك العلاقة إلا أنها علاقة مميزة وفريدة من نواح عدة. يمكنك أن تهنئي نفسك أنك وقعت في الحب، وأن تمني قلبك أن الفشل الذي منيت به هذه المرة، سيعقبه نجاح.
٧- ذكري نفسك بالأشياء السلبية التي كانت تنفرك من هذا الشخص، كمثال: (إنه أقل جاذبية، أسلوبه عدواني وفظ، بخيل، لا يعترف بفضلك، لم يعتد تنظيف أسنانه مطلقا، لم يشتر أي هدية لك في عيد ميلادك، كانت لديه ضحكة مستنكرة…) تذكري كل العادات السيئة في شخصه، من دون الشعور بالكراهية.
٨- اصنعي مع نفسك معروفا لن يستطيع أحد أن يقدمه لك: فقط أنت من تستطيعين الوقوف من جديد واجتياز المحنة بأقل خسائر ممكنة. كل ذلك بعد أن تكوني عقدت النية تماماً على الانفصال.
٩- اكتبي كل ما تشعرين به: دوني في دفتر يومياتك ما تشعرين به، أو حاولي كتابة قصائد أو نثر يعبر عن مكنوناتك، المهم أن تكوني صادقة تماماً وألا تصححي ما تكتبينه. من مميزات كتابة ما تشعرين به، هو أنك قد تفاجئين نفسك بإضافة لم تلفتي إليها أثناء إفراغ ما بداخلك على الورق. قد تتضح الخطوط ويتلاشى الألم، ستجدين أنه من السهل كثيراً التعامل معه، وستتعلمين دروسا جديدة مفيدة من تجربتك إذا قمت بكتابتها. لا يوجد علاقة فاشلة إذا تمكنت من تعلم شيء عن نفسك من خلالها. انتهاء أي علاقة لا يعني أبدا انتهاء حياتك.