ميليشيات التنف «تائهة».. و«الجنوبية» ممنوعة من العبور إلى الأردن
| الوطن- وكالات
وسط حالة من التوهان تسيطر على الميليشيات التي زرعتها واشنطن في منطقة التنف، أكد الأردن أنه يخنق ميليشيات جنوب سورية من خلال عدم سماحه بدخول أي مسلح منها إلى أراضيه.
ونقلت تقارير إعلامية أمس عن قائد ميليشيا «جيش مغاوير الثورة» المقدم الفار مهند الطلاع، أن جهود الميليشيات المتواجدة في قاعدة التنف على الحدود العراقية، «مكرسة في الوقت الحالي لتجميع الفصائل وتنظيم العمل، استعداداً لعمل عسكري مرتقب».
وفيما يمكن اعتباره توهاناً في الرؤية أضاف الطلاع: «لكن لا توجد رؤية واضحة بعد لهذا العمل».
وزعم الطلاع أن مسلحيه سيبقون في قاعدة التنف، على الرغم من الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها الميليشيات المتواجدة في المنطقة، موضحاً أنهم رفضوا الانتقال وعوائلهم إلى مدينة إدلب، بعد طرح هذا الأمر عليهم من قبل قوات التحالف.
ويرى مراقبون أن هذا الأمر يثير الشكوك حيث كانت تقارير إعلامية سابقة أكدت الشهر الماضي أن العرض كان لقيادات داعش وليس للميليشيات.
وأضاف المراقبون «الأمر يشير إلى احتمال وجود علاقة ما بين ميليشيات التنف والتنظيم».
من جانبه، قال مدير المكتب الإعلامي لميليشيا «أحمد العبدو»، فارس المنجد: إن الميليشيات «لن تحقق حلم إيران التاريخي بربط أراضيها بالبحر المتوسط برياً مروراً من البادية السورية».
واعتبر المنجد أن تواجد الميليشيات ضمن قاعدة التنف هو تواجد «مؤقت، حتى يتم إعادة ترتيب صفوف القوات، لكي تواصل معاركها من جديد»، فيما لفت الناطق باسم «العبدو»، المقدم الفار عمر صابرين إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد «تحركات جديدة لقوات المعارضة في البادية»، مشيراً إلى أن الجيش العربي السوري أخلى بعض المواقع التي كان تقدم إليها في البادية بعدما طرد الميليشيات منها في وقت سابق.
وقال صابرين حسب المواقع: يبدو أن مناطقنا السابقة تحولت إلى مناطق منزوعة السلاح، وأضاف: «لا نعرف على وجه الدقة ما هو مستقبل المنطقة، لكن يبدو أن ارتفاع حدة التوترات الأميركية الروسية والاتهامات المتبادلة تدل على أن الاتفاقات لم تنضج بعد».
وبعد تقهقرها أمام تقدم الجيش على الحدود مع الأردن أعلنت الميليشيات العاملة في البادية في أيلول الماضي أنها انسحبت من مناطق تواجدها إلى قاعدة التنف، بعد أن تعرضت لضغوط أميركية، وتهديدات روسية.
جنوباً كشفت مصادر عسكرية أردنية «رفيعة» وفق ما وصفها موقع «CNN عربية» بأن المناطق القريبة من الحدود الجنوبية الغربية مع الأردن، تشهد حالة من التقدم لقوات الجيش العربي السوري، مؤكدة في الوقت عينه عدم السماح بدخول أي مقاتل من الميليشيات في جنوب سورية إلى الأراضي الأردنية، منذ تطبيق اتفاق تخفيف التوتر.
وتحدثت المصادر للموقع البريطاني عن التغييرات التي طرأت على الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية الشرقية الأردنية المتاخمة لسورية بعد تطبيق الهدنة في مناطق «تخفيف التوتر».
وقالت المصادر: إنه «رغم وجود خروقات محدودة في مناطق تخفيف التوتر جنوب غرب سورية، إلا أن الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار تظهر التزاماً بالاتفاق».
وعن أوضاع منطقة الركبان الحدودية الواقعة فيما يعرف بالمنطقة «الحرام» إلى الشمال الشرقي من الأردن مع سورية، في أعقاب انتقال قاطني منطقة الحدلات بالكامل إلى الركبان، أشارت المصادر وفقاً للموقع البريطاني، إلى وجود 70 ألف من النازحين فيها، وبواقع ما نسبته 40 بالمئة منهم يمكثون بين الساتر الأردني والسوري، بينما يمكث البقية إلى شمال الساتر السوري.
وقالت المصادر: «لا تزال تنظر القوات المسلحة الأردنية إلى وجود منطقة الركبان في المنطقة القريبة من الحدود الشمالية كتهديد يمكن أن يخرج عن السيطرة في أي وقت وخاصة إذا ما قررت القوات النظامية الاستمرار في عملياتها ضمن المنطقة والتي قد ينتج عنها حركة نزوح بكتل بشرية كبيرة باتجاه الحدود الأردنية وبما يهدد الأمن الوطني الأردني».
ولم تخف المصادر قولها إن منطقة الركبان، لا تزال تشكل نقطة جذب «للعناصر المنشقة من تنظيم داعش الإرهابي»، مؤكدة وجود العديد من الخلايا النائمة.