حذرت من إنشاء الأميركيين الباقين في سورية «جيلاً جديداً من المتطرفين» … رغم سحب قواتها.. موسكو: مستمرون بدعم دمشق
| وكالات
جددت موسكو التأكيد، أمس، استمرارها بدعم دمشق رغم بدء سحب قواتها من سورية، بعدما «أبعدت التهديدات الإرهابية عن حدود بلادها وجيرانها»، حيث كانت القاذفات الإستراتيجية من طراز «تو 22» تعود إلى قواعدها الدائمة قادمة من جنوبي روسيا، بموازاة وصول كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية إلى داغستان.
وبينما أسال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قوات بلاده من سورية لعاب المعارضة والدول التي تدعمها بأن سحب القوات هو موقف روسي ضد دمشق كان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف يقطع الطريق عليهم، بالتأكيد أن روسيا مستمرة بدعم السلطة الشرعية في سورية وستسهم بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها.
وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي وفقاً لوكالة «سبوتنيك»: إن «روسيا ستواصل استخدام الضربات الموجهة ضد الإرهابيين في سورية عند الحاجة».
وأضاف: إن «عملية إنقاذ سورية انتهت ولا داعي للإبقاء على قوة عسكرية كبيرة هناك». موضحاً أن موسكو ستواصل استخدام الضربات الموجهة ضد «الإرهابيين» في سورية عند الحاجة، وهو ما تم فعلاً يوم أمس حين استهدفت قاذفات إستراتيجية مواقع لداعش.
ورفض بيسكوف تأويل زيارة بوتين إلى سورية ومصر وتركيا أول من أمس، بأنها محاولة لـ«ملء الفراغ» في المنطقة وتعزيز مواقع بلاده هناك، معتبراً وفق وكالة «نوفوستي»، أن بلاده «موجودة في المنطقة منذ زمن، وهي تتطلع لتحقيق مصالحها البراغماتية، وتسعى إلى تعاون يقوم على أساس المنفعة والثقة المتبادلتين».
من جهته أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي القائد السابق للقوات الجوية الفضائية الروسية فيكتور بونداريف أن الجيش العربي السوري وقوات حفظ الأمن السورية حالياً قادران على درء أي مخاطر محتملة.
ورأى بونداريف أن وجود القوات الأميركية في سورية غير شرعي، معتبراً وفق وكالة «سانا»، أن أراضي الدول الأخرى التي توجد فيها قوات أميركية وخاصة تلك التي تقع على الحدود مع سورية يمكن أن تستخدم لاستئناف عبور الإرهابيين إليها مجدداً، مشيراً إلى أن الأميركيين ببقائهم في سورية سيكونون قادرين على «إنشاء ورعاية جيل جديد من المتطرفين في هذا البلد».
وفي تفاصيل سحب القوات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس عن وصول «طائرتي نقل عسكري اليوم (الثلاثاء) قدمتا من سورية في مطار محج قلعة في جمهورية داغستان الروسية، وعلى متنهما مئتا فرد من رجال الشرطة العسكرية التابعين للدائرة العسكرية الجنوبية»، بعدما «أنهوا مهمتهم هناك بنجاح، حيث عملوا منذ أيار 2017 على مراقبة وقف إطلاق النار في مناطق وقف التصعيد المعلنة في سورية، وأسهموا في الحفاظ على أمن المدنيين وأمنوا وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة».
بموازاة ذلك أعلنت الوزارة عن بدء عودة القاذفات الإستراتيجية «تو 22» إلى قواعدها الدائمة قادمة من جنوبي روسيا، حيث نشرت هناك لتسهيل إغارتها على مواقع الإرهابيين في سورية.
وذكرت الوزارة أن «القاذفات تقلع تباعاً من مطاراتها المؤقتة جنوبي البلاد في جمهورية أوسيتيا الشمالية قاصدة قواعدها الدائمة في باقي المناطق الروسية»، من دون أن تشير إلى عدد هذه الطائرات.
وفي تأكيد على نجاح عمليات روسيا في سورية أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، في تصريح صحفي تصفية الجزء الأكبر من الإرهابيين في سورية، ولاسيما زعماء مسلحين راهنوا على تصدير «الجهاد» من الشرق الأوسط إلى روسيا ومناطق أخرى من العالم.
وشدد الدبلوماسي الروسي على ضرورة توطيد التعاون الدولي وتوحيد الجهود في مكافحة التهديدات الإرهابية، مشيراً إلى استعداد روسيا للتعامل مع الولايات المتحدة في هذا الشأن، وذكر أن الاتصالات الحالية مع الطرف الأميركي في سورية تكتفي بتجنب وقوع الحوادث العسكرية فقط، معتبراً أن نشر إيديولوجيا الإرهاب في المجال الإعلامي يمثل مخاطر جديدة بعد دحر تنظيم «داعش» في سورية. وأضاف: إن مواجهة ترويج الأفكار الإرهابية والمتطرفة تحتاج إلى تضامن قدرات الدولة والمجتمع على أساس القانون الدولي والتعاون النزيه ومن دون استخدام «المعايير المزدوجة» ومحاولات تبرير النشاط الإرهابي.
وقال سيرومولوتوف: إن بإمكان السوريين أنفسهم تأمين الشرعية في سورية ومن دون أي تدخل خارجي أسفر عن زعزعة الاستقرار في هذا البلد في 2011- 2012 وزيادة النشاط الإرهابي هناك وفي المنطقة.
وفي شأن متصل أكدت موسكو أن بوتين، لم ينسق مع الحلفاء قرار سحب القوات.
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، للصحفيين رداً على سؤال حول إذا ما كانت السلطات الروسية قد ناقشت قرارها مع إيران: «أعطى الرئيس الأمر بوصفه القائد العام، وهو ليس ملزماً بأن يبلغ أحداً بذلك».