خلافات «النصرة» الداخلية و«جيش الإسلام» أفشلا خروجها من الغوطة الشرقية
| سامر ضاحي
أفشلت الخلافات داخل «جبهة النصرة» الإرهابية وعدم تنفيذ ميليشيا «جيش الإسلام» تعهداتها، تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غير معلن لإجلاء «النصرة» من غوطة دمشق الشرقية، وسط ترجيحات باستئناف تنفيذ الاتفاق خلال الأيام القليلة القادمة.
وفي تصريح لـ«الوطن»، كشفت مصادر أهلية في الغوطة الشرقية أن ميليشيا «فيلق الرحمن» توسطت بين «النصرة» و«جيش الإسلام» لتنفيذ الاتفاق على حين كان الضامن الروسي هو راعي تنفيذه خارج الغوطة كوسيط مع الحكومة السورية.
وشبهت المصادر اتفاق الغوطة بـ«الاتفاق الذي تم بموجبه إخراج «النصرة» من مدينة الزبداني في نيسان الماضي وعلى مراحل تبدأ بـ«المهاجرين» الأجانب ثم المحليين.
ويهدف الاتفاق بحسب المصادر إلى إخلاء الغوطة الشرقية من «النصرة» حيث يُقدّرُ عدد مسلحيها بـ1200، حيث تكفل «جيش الإسلام» بتسهيل خروج الحافلات من معبر مخيم الوافدين الذي يخضع لسيطرته من جهة الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى الإفراج عن 100 مسلح من «النصرة» اعتقلهم خلال فترة الاقتتال الداخلي والحملة العسكرية التي شنّها على القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية منذ نيسان الماضي، على حين عرض «الفيلق» فتح طريق للحافلات إلى مدينة عربين، لإخراجهم منها، وفَتَحَ باب التسجيل في مكاتبه لمسلحيها الراغبين بالخروج.
وكان «المهاجرين» أول من أقدم على تسجيل الأسماء الأسبوع الماضي وبلغ العدد نحو 200 معظمهم من «المهاجرون» والبقية من المسلحين السوريين معظمهم مرضى ومصابون، ولا يتوفر لهم علاج داخل الغوطة، حيث بدأ هؤلاء وفق المصادر بالفعل ببيع ممتلكاتهم وتجهيز أمتعتهم تمهيداً للخروج الذي كان مقرراً صباح الأمس عند الساعة الخامسة فجراً، بانتظار إفراج «جيش الإسلام» عن مسلحي «النصرة» الذين يعتقلهم.
وأضافت المصادر: من دون سابق إنذار تعرقل الخروج السبت لأن «جيش الإسلام» لم ينفذ تعهداته، متوقعة استئناف العملية «خلال الأيام القليلة القادمة»، ولاسيما أن «تحركات النصرة» داخل الغوطة لافتة جداً».
كما رجحت المصادر أن يكون تعرقل تنفيذ الاتفاق يعود إلى «خلافات بينية داخل النصرة»، حيث يتهم الجناح الرافض للخروج «جيش الإسلام» ببيع الغوطة في المؤتمرات السياسية.
وقالت المصادر حول مصلحة «الفيلق و«جيش الإسلام» بتسهيل تنفيذ الاتفاق: إنها مصلحة سياسية وعسكرية وأمنية، فالثاني يرى في «النصرة» منافسه الأول على الزعامة داخل الغوطة وهي مستعدة دائماً للقيام بعمليات أمنية ضده، وبخروجها يقدم «جيش الإسلام» نفسه كأنه من نظف الغوطة من الإرهاب، أما «الفيلق»، الذي يعتبر القوة الأكبر في القطاع الأوسط، «فسيقدم نفسه كملتزم باتفاق «خفض التصعيد» الذي انضم إليه في آب الماضي ويرفع الحرج عنه لأنه تعهد في الاتفاق بالتخلص من «النصرة» المتواجدة في مناطق سيطرته».
واعتبرت المصادر، أن خروج «النصرة» من قطاع «الفيلق» يتيح له «زعامة القطاع الأوسط، وتنتهي الاشتباكات التي تحدث مع مسلحيهما بين الحين والآخر، كما أن «الفيلق» سيكون الوريث الوحيد لسلاح «النصرة» ومقراتها ونقاط رباطها، خاصة على جبهة جوبر».
وفي وقت سابق، دعت وزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية في كندا في بيان لها الأمم المتحدة إلى الضغط على الحكومة السورية من أجل إجلاء 500 شخص في الغوطة، معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين، يعانون أوضاعاً صحية صعبة بسبب الحصار، من دون أي إشارة إلى أن من تقصدهم هم من عائلات مسلحي «النصرة».