تمهيداً لعقد «سوتشي».. بوتين يكثف اجتماعاته … موسكو: دمشق لن تقبل ببقاء الوجود العسكري الأميركي في أراضيها .. لافروف يدعو لـ«تنظيف» المعارضة.. والرياض تملي أوامرها عليهم
| الوطن – وكالات
على طريق التحضير لمؤتمر «سوتشي»، بدأت روسيا تحركاتها السياسية المكثفة، وحددت ملامح الأطراف التي سيسمح لها بالمشاركة، وشروط الانضمام للمسار السياسي الأكثر حظا في الوصول إلى طريق الأمان، وعلى حين تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ضرورة «هزّ» وفد المعارضة وإزالة بعض الراديكاليين منه، بدأ بعض هؤلاء الراديكاليين بإطلاق حملة «تخوين» لكل من سيجلس على طاولة الحوار السوري، في محاولة بائسة لعرقلة مسار الحل الذي لا يبدو أنه سيكون على المقاس الأميركي.
الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث في جلسة طارئة أمس مع أعضاء مجلس الأمن الروسي مستقبل التسوية في سورية، مبيناً أن المجتمعين «تحدثوا بالتفصيل عن مستقبل التسوية في ضوء الجولة الأخيرة من مفاوضات السوريين في أستانا، وتبادلوا وجهات النظر حول التحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع في سوتشي، كما بحثوا القضية الشرق أوسطية، وجملة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية الروسية».
وحسبما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن بيسكوف، فقد حضر الاجتماع كل من وزير الدفاع ورئيس مجلس «الدوما» ورئيسة مجلس الاتحاد الروسي، إضافة إلى رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي وغيرهم من كبار المسؤولين.
ولم يكن غياب وزير الخارجية عن الاجتماع محض صدفة، حيث كان يجري في الأثناء لقاءات مع وكالات أنباء ومواقع روسية لفت فيها إلى المخاوف من النوايا الأميركية في سورية.
وفي حديث لـ«روسيا اليوم»، قال لافروف: «مما يثير قلقنا الأنباء التي تتحدث عن تدريب واشنطن إرهابيين سابقين ومسلحين في سورية، في انتهاك صريح لسيادة سورية واستقلالها»، وأضاف: «الآن يقول الأميركيون لنا إن النصر على داعش في سورية لن يتحقق إلا بعد انطلاق التحولات السياسية، التي لا بد من رحيل الرئيس بشار الأسد في نهايتها، هم يفسرون الاتفاقات التي توصلنا إليها معهم بصورة تفتقر للنزاهة»، مشدداً على أن الحكومة السورية لن تقبل ببقاء التواجد العسكري الأميركي في أراضيها، مضيفاً: إن هذا التواجد يشكل عائقاً حقيقياً أمام التسوية السياسية في البلاد.
وبهدف التمهيد لإنجاح مؤتمر سوتشي، وجولات جنيف وأستانا القادمة، اعتبر لافروف أنه «لا بد من هزّ وفد المعارضة وإزالة بعض الراديكاليين من مجموعات المعارضة الذين انضموا إليها حين تشكيل وفودها للمفاوضات، وأرى أنه لا بد لهذا الأمر من أن ينسحب على الراديكاليين الذين لا يزالون حتى الآن منخرطين في آلية التفاوض».
حديث لافروف عن الراديكاليين، ترافق مع لقاء أجراه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع رئيس «الهيئة التفاوضية» للمعارضة نصر الحريري، تناول فيه حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، آخر المستجدات والتطورات على الساحة السورية، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ورأى مراقبون أن اللقاء جاء بغرض إعطاء المعارضة التوجيهات بالموقف الذي يجب أن تتخذه من مؤتمر «سوتشي» على أن يتناسب مع الأجندة السعودية.
وبدت ملامح بعض هذه الأجندة تظهر من خلال تصريحات شخصيات محسوبة على السعودية، وكان آخرها ما جاء على لسان ميشيل كيلو الذي اعتبر أن «سوتشي» بالمواصفات الروسية لن يتمخض عنه شيء، ومن يذهب إلى هذا المؤتمر وفقاً للشروط الروسية ومن دون وجود ضمانات مؤكدة دولية من كل الأطراف فسيكون خائناً»!