بيونغ يانغ تعيد تشغيل الخط الساخن مع سيئول… وواشنطن تجهد لعرقلة تقارب الكوريتين
أعلنت كوريا الديمقراطية أنها ستعيد فتح خط الاتصال الهاتفي الساخن مع كوريا الجنوبية، في وقت تحاول واشنطن عرقلة جهود الانفتاح التي تبديها بيونغ يانغ تجاه سيئول.
وقال رئيس اللجنة الكورية الديمقراطية لإعادة التوحيد السلمي لكوريا ري سون غوون في حديث تلفزيوني: إن «الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون رحب بالدعم الذي قدمته كوريا الجنوبية لاقتراحه بشأن السلام» مضيفاً إنه «طبقاً لقرار من القيادة سنعيد فتح الاتصال مع كوريا الجنوبية». وعلى الفور رحبت سيئول بهذا الإعلان وقال رئيس المكتب الصحفي للرئاسة الكورية الجنوبية يو يونغ شان: إن «إعادة العمل بالخط الساخن أمر مهم جداً» مضيفاً: إن هذه الخطوة «تخلق أجواء تسمح بالاتصال بين سلطات الكوريتين في كل الأوقات».
ويأتي قرار كوريا الديمقراطية إعادة فتح الخط الهاتفي الساخن بعد يوم من اقتراح كوريا الجنوبية إجراء مناقشات رفيعة المستوى وسط خلاف محتدم حول برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية
وقالت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية في رسالة نصية إن كيم أصدر أوامره بإعادة فتح الخط الساخن في قرية بانمونجوم أمس عندما استقبل مسؤولون كوريون جنوبيون عند الحدود مكالمة من الشطر الكوري الديمقراطي.
وكانت كوريا الديمقراطية أغلقت الخط الساخن مع الجنوب في شباط 2016 رداً على إغلاق مجمع كايسونج الصناعي الحدودي الذي كانت تديره الكوريتان.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية عن رئيس لجنة (الوحدة السلمية لوطن الآباء) في كوريا الديمقراطية ري سون جون قوله «سنحاول الإبقاء على اتصالات وثيقة مع الجانب الكوري الجنوبي بشكل مخلص وصادق بما يتماشى مع نية قيادتنا العليا والتعامل مع الأمور العملية المتعلقة بإرسال بعثتنا» للأولمبياد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية يون يانج- تشان أن قرار الشمال فتح الخط الساخن «له معنى كبير» لأنه قد يؤدي إلى اتصال مستمر بين الجانبين.
هذا وكشفت الاتصالات الأخيرة بين الكوريتين بوضوح الخلافات الموجودة بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ومندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.
وفي تناقض واضح لدى موقف الخارجية الأميركية الرسمي، ورداً على سؤال من الصحفيين في الأمم المتحدة بشأن موقف واشنطن من الاتصالات الدبلوماسية الأخيرة بين بيونغ يانغ وسيئول، شددت هايلي على أن الولايات المتحدة لن تتعامل بجدية مع أي مفاوضات ما لم تتخذ أطرافها خطوات تؤدي إلى حرمان كوريا الديمقراطية من ترسانتها النووية.
وحذرت الدبلوماسية الأميركية من ورود مؤشرات على أن بيونغ يانغ قد تتهيأ لتجربة صاروخية جديدة، مهددة كوريا الديمقراطية باتخاذ الإجراءات الأشد صرامة بحقها في حال وقوع ذلك.
وأشارت صحيفة «غارديان» البريطانية إلى أن تصريحات هايلي جاءت في تناقض واضح مع الموقف الأكثر تحفظاً الذي اتخذته الخارجية الأميركية بشأن كوريا الديمقراطية، ما أظهر مرة أخرى اتباع هايلي نهجاً مستقلاً عن رئيس دبلوماسية البلاد ريكس تيلرسون.
وذكّرت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية، منذ تولي دونالد ترامب مقاليد الرئاسة، كانت ترسل إشارات متناقضة للغاية بشأن جاهزيتها للتفاوض مع بيونغ يانغ أو عدمها.
وعلى الرغم من بعض تصريحاته عن الانفتاح للحوار، حذر ترامب وزير خارجيته تيلرسون علنا من إضاعة الوقت في تحريك الاتصالات بين الدولتين.
في سياق متصل شككت الولايات المتحدة، بحسن نيات زعيم كوريا الديمقراطية للتصالح مع جارته الجنوبية، واضعة العراقيل في طريق المصالحة واعتبرتها «دق إسفين» بين واشنطن وسيئول، وذلك لعرقلة مسعى تقارب الكوريتين حتى قبل أن يبدأ.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، في مؤتمر صحفي، أن الولايات المتحدة مرتابة من المحادثات المحتملة بين سيئول وبيونغ يانغ، وتعرب عن اعتقادها بأن زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ- أون يحاول «دق إسفين» بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وذكرت ناورت أنها «لا تعرف» ما إذا كانت كوريا الجنوبية قد أبلغت واشنطن باعتزامها استئناف المحادثات مع جارتها الشمالية
ورداً على سؤال حول ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة القيام بأي دور في هذه المفاوضات، قالت ناورت إنها «تشك كثيراً» في هذا الأمر.
وأضافت: إن ذلك يعود إلى كوريا الجنوبية، إن كانت تريد إجراء محادثات مع جارتها الشمالية.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية للصحفيين: «إذا قرر البلدان إجراء محادثات، فهذا بالتأكيد سيكون اختيارهما».
وكالات