الجيش يعيد فتح معبر ببيلا- سيدي مقداد أمام المدنيين والبضائع … توقعات بحدوث انفراجة بملف مصالحة جنوب دمشق
| موفق محمد
أعاد الجيش العربي السوري، أمس، فتح معبر حاجز ببيلا – سيدي مقداد، بعد إغلاقه نحو أسبوع على خلفية اعتداء ميليشيات مسلحة على أهالي بلدة ببيلا وشنها حملة اعتقالات طالت العشرات من المدنيين والمسلحين الراغبين بتسوية أوضاعهم مع الحكومة السورية.
ولوحظ أمس خروج مواطنين مدنيين من بلدات جنوب دمشق يلدا، ببيلا وبيت سحم إلى العاصمة دمشق، وقال أحدهم لـ«الوطن»: لقد تمت إعادة فتح المعبر أمام خروج ودخول المدنيين والبضائع من العاصمة إلى بلدة ببيلا.
وأوضح المصدر، أن صهاريج الماء دخلت إلى البلدة كما ينتظر وصول الخبز والخضروات والمواد الغذائية.
وتسيطر ميليشيات «جيش الإسلام»، «جيش الأبابيل»، «ألوية الفرقان»، «ألوية سيف الشام»، و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» على بلدات يلدا، ببيلا وبيت سحم، وتم إبرام هدنة بين الجهات المختصة وتلك الميليشيات التي تسيطر على المنطقة منذ عام 2014.
وترفض تلك الميليشيات إبرام اتفاق مصالحة نهائي مع الدولة، وتعثرت عدة محاولات لإنجاز هكذا اتفاق.
وفي بداية الشهر الماضي كشف وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، أن العمل على ملف منطقة جنوب دمشق «متوقف» حالياً، لأن «البعض» يريد ضم مخيم اليرموك إلى «مناطق خفض التصعيد» الأمر الذي ترفضه الدولة.
كما أكد حيدر مؤخراً أن منطقة جنوب دمشق بما فيها مخيم اليرموك من الملفات العالقة التي تعثر فيها إنجاز اتفاق تسوية بسبب التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وشهدت ببيلا يوم الجمعة ما قبل الماضي مظاهرة قادها رئيس لجنة المصالحة في البلدة الشيخ أنس الطويل وشارك فيها200 شاب وصلت إلى نقطة قوات الجيش العربي السوري المتمركزة على حاجز ببيلا – سيدي مقداد، بهدف الطلب من فرع الدوريات تسوية أوضاعهم والعودة للخدمة في البلدة، حيث هتف بعض المتظاهرين هتافات تحيي قوات الجيش.
وتبع المظاهرة انتشار لمسلحي الميليشيات أعقبه إطلاق نار من قبل شباب مسلّحين ممن خرجوا في المظاهرة قتل على أثره مسلح من ميليشيا «جيش الأبابيل» ما أدى لتبادل إطلاق نار بين الجانبين، شنت بعده الميليشيات حملة مداهمات واعتقالات طالت بعض الشبّان المدنيين والمسلّحين المؤيدين للمصالحة. وارتفعت حدة التوتر في تلك البلدات في الأيام القليلة التي تلت المظاهرة، مع إقدام تلك الميليشيات على توسيع حملات الاعتقالات بحق المطالبين بـالمصالحة وعودة المنطقة إلى سيطرة الدولة، في وقت ارتفعت الأسعار في المنطقة على خلفية هذا التوتر.
وتحدث نشطاء عن إصدار تلك الميليشيات بياناً مشتركاً عما سمته «عملية أمنية» بالمنطقة ستطول كل من يسعى للمصالحة أو التظاهر ضد المسلحين، ومنعت الشيخ الطويل من دخول المنطقة. وأغلق الجيش العربي السوري بداية الشهر الجاري معبر ببيلا- سيدي مقداد على خلفية ذلك التوتر.
وشهد يوم الجمعة الماضي مظاهرة عارمة في ببيلا شارك فيها المئات من المواطنين وطالبوا الميليشيات بإبرام اتفاق مصالحة نهائي مع الدولة.
ولفتت مصادر أهلية خرجت من جنوب العاصمة أمس إلى دمشق إلى أن إعادة فتح المعبر ستساهم بعودة «الحياة والأسعار إلى سعرها الطبيعي القريب من الأسعار في العاصمة».
وأكدت المصادر، أن الأهالي تعبوا وسئموا من الوضع القائم نتيجة تحكم الميليشيات المسلحة بمصيرهم ومعيشتهم والأغلبية العظمى منهم ترغب بالمصالحة وعودة المنطقة إلى سيطرة الدولة.
وتوقعت المصادر، أن تزداد حدة التوتر في بلدات جنوب دمشق في الأيام القادمة على خلفية الاستياء الذي يكنه الأهالي للمسلحين.
لكن مراقبين توقعوا حدوث انفراجة على ملف المصالحة في جنوب دمشق أدت إلى إعادة الجيش العربي السوري فتح المعبر.
ويتحدث هؤلاء المراقبون عن أن الآفاق باتت مسدودة أمام مسلحي تلك المنطقة وليس أمامهم سوى أن يسووا وضعهم أو أن يخرجوا وتتحول هذه المنطقة إلى منطقة خاضعة للدولة.
ويسيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الحجر الأسود وجزء كبير من مخيم اليرموك جنوب العاصمة، وهاتان المنطقتان مجاورتان لبلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم.
وقال حيدر في تصريحاته السابقة رداً على سؤال حول مخيم اليرموك: إن منطقة جنوب دمشق والتي تضم مخيم اليرموك والحجر الأسود ويلدا وببيلا وبيت سحم هي «ملف مستقل عن باقي الملفات».