فيسك: الجيش السوري يسعى إلى حسم معركة الغوطة
| الوطن- وكالات
أكد مراسل صحيفة «إندبندنت» البريطانية في سورية روبرت فيسك نية الجيش العربي السوري وحلفائه حسم معركة الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن إدلب ستكون المحطة المقبلة لعمليات الجيش.
وذكر فيسك، أن الجيش العربي السوري نقل قواته من محافظات دمشق، ودرعا، وحلب، وحمص، في وضح النهار، خلافاً للتكتيكات العادية، كي يظهر للمسلحين المسيطرين على الغوطة الشرقية كيف ستنتهي معركتهم.
وأشار فيسك في تقرير لصحيفته، نقله موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أمس إلى أن المفاوضات بين الجيش العربي السوري والمسلحين في الغوطة لا تزال مستمرة بوساطة روسية مباشرة، من أجل إنشاء ممرات إنسانية وطرق لخروج آلاف المدنيين العالقين في المنطقة، مثل المباحثات التي جرت في حلب أواخر عام 2016، وذلك بالتزامن مع مواصلة التصعيد العسكري في الغوطة.
وبحسب الصحفي البريطاني، فإن مسلحي جبهة النصرة الإرهابية، أكثر تمسكاً من (ميليشيات) «جيش الإسلام»، و«فيلق الرحمن»، برفض تسليم أنفسهم إلى القوات السورية، حتى ولو سُمح لهم بالخروج من المنطقة بالأسلحة الخفيفة.
وكشف، أن صفوف المسلحين في الغوطة مشتتة، وخاصة في ظل العلاقات المتوترة بين السعودية وقطر اللتين تعتبران داعمي «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» على التوالي.
واعتبر فيسك، أن الوضع الميداني في ضواحي دمشق لا يزال معقداً للغاية، مذكراً بأن آلاف الجنود السوريين راحوا ضحية المواجهات العنيفة عند جبهة الغوطة الشرقية التي سقطت في أيدي المسلحين عام 2013، علاوة على تفجيرات سيارات مفخخة في دمشق، والقصف المتكرر من الميليشيات المسلحة على أحياء العاصمة.
وذكر الصحفي البريطاني، أن الجيش العربي السوري يسعى إلى حسم معركة الغوطة بغية مواصلة عملياته في محافظة إدلب، ثم سيواجه مهمة إسقاط السيطرة الأميركية الكردية على الرقة، وفقاً لموقع «روسيا اليوم».
ورجح فيسك، أن الحكومة السورية قد بذلت جهوداً في حل مسألة الرقة، إذ أرسلت قوات شعبية موالية لها إلى عفرين لمساعدة الوحدات الكردية في صد الهجوم التركي، وذلك من أجل دق إسفين أكبر بين واشنطن وأنقرة، لإجبار الولايات المتحدة على التنازل عن حلفائها الأكراد في منطقة الفرات.
في المقابل قدمت مواقع معارضة قراءة مختلفة لمقال فيسك، مشيرة إلى أنه ذهب إلى أن المفاوضات التي تدور بين الجيش والميليشيات المسلحة «قد تستمر، وسيستمر التفاوض حول قرار فرض الهدنة في مجلس الأمن الدولي، مع حضور «الفيتو» الروسي، لكن ذلك كله، لن يؤدي إلى وقف قصف الغوطة الشرقية في أي وقت قريب».
وبحسب المواقع، أشار فيسك إلى أن الغوطة تعد نوعاً متفرداً من أنواع الحصار حيث تعتمد على سياسة «الصدمة والرعب»، وهو أمر يجب أن يكون أعداء دمشق قد فهموه، والغارات التي يشنها الجيش وحلفاؤه الروس هي أوضح دليل على هذه السياسات.
ونقل فيسك بحسب المواقع عن ضباط المدفعية السورية قولهم: إن ما يجري يمثل ضربات «جراحية»، بسبب اختباء المسلحين في المستشفيات، واستخدام المدنيين كدروع بشرية.
وشدد على أن «اللقطات من الغوطة الشرقية تفشل في إظهار الإسلاميين المسلحين الذين يقاتلون في الجيب، وأنه لا سبب للشك في معاناة المدنيين».