الرسالة السورية تتجاوز القرار 2401
| ميسون يوسف
عندما لمس معسكر العدوان على سورية جدية القرار السوري بمعالجة الوضع الأمني الشاذ في الغوطة الشرقية والاتجاه الجدي لوضع حد نهائي للمسلحين الإرهابيين الذين انقلبوا على مخرجات تفاهمات أستانا وانقلبوا على قواعد منظومة خفض التصعيد التي وافقوا عليها، سارع معسكر العدوان متجها إلى مجلس الأمن من أجل استصدار قرار يقطع الطريق على سورية ويمنعها من تطهير المنطقة ويؤمن لأميركا فرص تعزيز قدرات الإرهابيين من جبهة النصرة وسواها بما يبقيهم ورقة تأثير استراتجي بيدها تلعبها متى شاءت بتحريكهم ضد العاصمة دمشق.
لأجل هذا كان مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت والسويد الذي كان يحمل في صيغته وبكل وضوح تلميحاً إلى الفصل السابع وحصر وقف الأعمال القتالية في غوطة دمشق وتمكين المسلحين وتحت عنوان المساعدات الإنسانية من التزود بالسلاح والذخيرة وتعزيز قدراتهم القتالية بما يعقد عملية الجيش العربي السوري في تطهير المنطقة، لكن روسيا التي أدركت وبالتنسيق مع سورية منذ بدء التحرك الغربي الفخ المعد تحت عناوين إنسانية خادعة، واجهت بحزم التحرك العدواني ووضعت صانعي الخديعة أمام خيارين إما الفيتو الحادي عشر وإجهاض مشروع التحرك الأميركي الغربي برمته وإما الصياغة التي تمنع المخادعين من تحقيق أغراضهم ضد سورية، ولما اضطر هؤلاء للأخذ بالخيار الثاني صدر القرار 2401 حيث إنه ضمن أمورا أساسية تمنع تحقيق أهداف الخديعة أهمها:
1- صدور القرار تحت الفصل السادس خلافا لما رغبت به أو لمحت إليه واشنطن وفرنسا وبريطانيا.
2- شمول القرار كامل الأرض السورية ما يعني خضوع الاحتلالات الثلاثة التي تمارس من أميركا وتركيا وإسرائيل لمقتضياته.
3- عدم شمول الهدنة ووقف الأعمال القتالية الفصائل الإرهابية وحلفاءها أمثال داعش والنصرة والمنظمات المتحالفة معهما.
4- عدم المس بحقوق الدولة السورية في ممارسة حقها في الدفاع عن مواطنيها ومحاربة الإرهاب.
وحتى لا يتسلل البعض إلى تفسير منحرف للقرار سارعت سورية وعلى لسان مندوبها في مجلس الأمن بتوضيح ما تفهمه هي من القرار وكيف ستطبقه دفاعا عن النفس ومحاربة الإرهاب، كما كان بيان الخارجية الروسية التوضيحي والحاسم في القول إن الخديعة سقطت.
بغض النظر عن القرار 2401 ومندرجاته، كانت الرسالة السورية للولايات المتحدة الأميركية ولكل الدول التي حاولت وتحاول اقتطاع أجزاء من سورية وإنشاء قواعد ومناطق نفوذ واضحة وصريحة وقوية تقول: إن سورية تمتلك حق الدفاع عن نفسها بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بكل الوسائل القانونية وهناك وجود عسكري احتلالي أميركي فوق أراضيها وهذا يعني أن على الولايات المتحدة الأميركية وكل الدول التي تحتل أراضي سورية أن تتحمل نتيجة احتلالها، فهذه الرسالة يبدو أنها ستكون عنوان المرحلة القادمة للصراع في المنطقة مع الاقتراب من النصر النهائي على الأدوات الإرهابية في سورية.