تظاهرة في حمورية طالبت بدخوله.. وموسكو: لن نسمح لواشنطن بإفشال هجومه … الجيش يكتسح الغوطة الشرقية: بيت سوا في قبضته ومسرابا سقطت نارياً
| الوطن – وكالات
على ذات العزيمة، واصل الجيش العربي السوري أمس، اكتساحه لمناطق في غوطة دمشق الشرقية فضم إلى سيطرته بلدة بيت سوى وعدداً من المزارع في بلدة الريحان ووسع نطاقها في محيط بلدة المحمدية وسيطر ناريا على مسرابا، على حين تقدم في حرستا.
ووجد الأهالي متنفساً لهم بتقدم الجيش، فخرجت تظاهرة في حمورية طالبت بدخوله إلى البلدة من دون قتال وخروج المسلحين من المنطقة، على حين واصل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفاؤه من الميليشيات المسلحة احتجازه للأهالي ومنعهم من الخروج.
وأفاد «الإعلام الحربي المركزي»، بأن الجيش بسط سيطرته الكاملة أمس على بلدة بيت سوى بعد مواجهات مع مجموعات من «النصرة»، وعلى عدد من المزارع جنوب شرق بلدة الريحان وشرق منطقة حوش الأشعري وصولاً إلى أطراف بلدة مسرابا، وعلى عدد من كتل الأبنية والمزارع شرق مشفى البيروني، على حين أحبطت وحدات منه هجوماً لـ«النصرة» على خط مزارع المحمدية وحوش الأشعري.
وفي وقت لاحق أكد «الإعلام الحربي المركزي»، أن عدداً من مسلحي «النصرة» فروا من منطقة حوش الأشعري باتجاه بلدة افتريس وسط حالة من التخبط والضياع في صفوفهم.
من جانبها، ذكرت مصادر أهلية لــ«الوطن»، أن الجيش سيطر على بيت سوى وفرض سيطرته النارية على بلدة مسرابا، بعد أن شن هجوماً على مواقع «النصرة» في البلدة بالترافق مع تقدم جديد أحرزه في مزارع حرستا.
بدورها نقلت وكالات معارضة، عما سمته مصدراً عسكرياً تأكيده أن قوات الجيش سيطرت على نقاط من مزارع بلدة مسرابا في غوطة دمشق الشرقية.
وذكر المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، أن قوات الجيش سيطرت على نقطة «المسجد الأحمر» في مزارع مسرابا بعد مواجهات مع ميليشيا «جيش الإسلام» وتواصل تقدمها نحو البلدة وسط قصف مكثف.
من جانبها نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن قائد ميداني قوله: إن «وحدات الجيش نفذت خلال الساعات القليلة الماضية (الأربعاء) عمليات مكثفة على أوكار الإرهابيين في محيط قرية المحمدية وتمكنت من استعادة السيطرة على مسافة 1 كم غربا وبعرض 500 م شمالاً».
وأضاف القائد الميداني: إن «وحدات الجيش تمكنت أيضاً خلال عملياتها في محيط بلدة المحمدية من السيطرة على معمل اللبن وهو عبارة عن مقر قيادة لما يسمى «كتيبة أحرار البادية» حيث تمت مصادرة جميع الوثائق والمستندات التي تضمنها المقر».
وبينت الوكالة أن وحدات الجيش «أحبطت أمس محاولة تسلل للتنظيمات الإرهابية على عدد من نقاط الجيش الموجودة في بلدة المحمدية وقامت بتطويق هجماتهم وإفشال الهجوم وتكبيدهم خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد».
وكانت «سانا» ذكرت في وقت سابق أمس، أن «وحدات الجيش نفذت عمليات مكثفة على أوكار الإرهابيين في حوش الأشعري ومزارع المحمدية والريحان ومسرابا كبدت خلالها التنظيمات الإرهابية خسائر بالأفراد والعتاد». ولفتت إلى أن عناصر الهندسة تواصل أعمالها في تمشيط قرية حوش الأشعري وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين الذين عمدوا إلى تفخيخ المباني السكنية وزرع العبوات الناسفة والألغام الأرضية بكثافة في مختلف أنحاء القرية.
في غضون ذلك، واصل الجيش قصفه المدفعي والصاروخي على مناطق تجمع مسلحي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها في بلدة حمورية، في الوقت الذي جرت فيه اشتباكات عنيفة بينه وبين مسلحي «النصرة» في محور بلدة جسرين، حسبما ذكرت مصادر أهلية، على حين كثف الطيران الحربي من استهدافاته لمواقع «النصرة» في بلدات حزة وعين ترما وكفر بطنا ومحور حرستا وعربين.
في المقابل، واصل مسلحو «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها، لليوم التاسع على التوالي منع المدنيين الذين يتخذونهم دروعا بشرية من مغادرة الغوطة من الممر الآمن لخروجهم باتجاه مخيم الوافدين، بحسب «سانا».
وذكرت مصادر أهلية، أن تظاهرة ضمت العشرات من أبناء حمورية خرجت أمس مطالبةً بدخول الجيش إلى البلدة من دون قتال وخروج المسلحين من المنطقة، على حين قال أحد وجهاء البلدة: «صرختنا مستمرة والتظاهرات ستعم بلدات الغوطة رغماً عن المسلحين فقد انتهى زمن الخوف وآن للحق أن يظهر»، مضيفاً: «حملة المسلحين ضد الأهالي اليوم تفرض على الأخ قتل أخيه ولكننا صامدون ومتمسكون بخيارنا مع الدولة السورية مع الحق والسلام للغوطة وأهلها والفرج آتٍ عما قريب».
جاء ذلك في وقت شن فيه مسلحو «النصرة» حملة اعتقالات عشوائية ضد الأهالي بغية ترهيبهم واحتواء انتفاضتهم الشعبية الرافضة لوجودهم، وسط خلافات بين المسلحين بسبب إهمال قادتهم للجبهات وتوجيه السلاح نحو المدنيين لاحتواء انتفاضتهم، بحسب مصادر أهلية.
من جهة ثانية، أصيب مواطن ووقعت أضرار مادية جراء اعتداءات بقذائف هاون وصاروخية أطلقها مسلحو «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها المنتشرة في الغوطة الشرقية على مشفيي البيروني والشرطة ومناطق سكنية متفرقة بدمشق وريفها.
وفي سياق متصل، أفادت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» بأن موسكو لن تسمح لواشنطن بإفشال هجوم قوات الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية.